القطط كائنات لطيفة ومحببة للجميع، يُقبل الكثيرون على تربيتها لما تضفيه على المنزل من حيوية ومرح، لكن رغم ذلك يخاف البعض مجرد الاقتراب منها، ليس لشرها أو شراستها، ولكن لخوفهما مما يسمى داء القطط، فهناك حقيقة متوارثة بين الأجيال منذ قرون عديدة أن القطط يمكن أن تنقل للإنسان وخاصة المرأة الحامل داء خطير جداً يؤدي لإجهاض الجنين! لكن ما مدى صحة هذا الموروث؟ وهل القطط حقاً هي السبب الرئيسي في نقل هذا الداء؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن تجنبه؟
لماذا يُعتبر داء القطط خطيراً على المرآة الحامل وما مضاعفاته؟
ما هو داء القطط؟
داء القطط أو كما يعرف بـ “داء المقوسات” هو أحد الأمراض التي تصيب الإنسان بسبب طفيلي يسمى ” Toxoplasma Gondi”، ينتقل هذا المرض للإنسان بعدة طرق منها تناول لحوم نيئة تحتوي على بويضات الطفيلي، أو التعامل المباشر مع أحد الحيوانات المصابة به وبشكل خاص القطط، يتميز هذا الطفيلي بقدرته على الدخول لجسم العائل أو المصاب واختراق خلاياه ثم تكوين حصيلات والتكاثر بداخله.
بداية ظهور هذا المرض
تم اكتشاف طفيلي التوكسوبلازما لأول مرة في بدايات القرن الماضي بتونس بواسطة عالم يسمى نيكول، صُنف على أنه أحد الأمراض المزمنة، وذلك بسبب بقائه كامناً في جسم الإنسان لفترات طويلة ومن ثم فإنه قد ينشط مرة أخرى في أي وقت.
سبب تسميته بداء القطط
دورة حياة هذا الطفيلي تتسم بالتعقيد، فهو ينتقل للقطط ويتكاثر بداخلها باعتبارها عائل المرض ثم ينتقل منها ليصيب الإنسان أو باقي الحيوانات المحيطة، لذلك سمى هذا بمرض القطط، لكنها ليست المسبب الرئيسي له.
طرق انتقال داء القطط
- كما ذكرنا سابقاً فإنه ينتقل للمصاب سواء كان حيوان أو إنسان عن طريق تناول اللحوم الغير مطهوة والتي تحمل المرض، أو التعامل المباشر مع فضلات وسوائل المريض، بعدها يقضي الطفيلي فترة طويلة من حياته بجسم العائل قبل أن يصيب آخر.
- لم يتم تحديد سن معين للإصابة من عدمها، فهو يمكن أن ينتقل لأي شخص كان سواء كان طفلاً أو مسناً.
- ينتقل المرض للسيدة الحامل عن طريق التواصل المباشر مع الحيوان الأليف، ثم ينتقل بعد ذلك للطفل عن طريق المشيمة في أغلب الحالات.
- الجدير بالذكر أن العدوى هنا لا تقتصر على الأم البشرية فقط بل يمكن أن يسبب أضراراً كبيرة للماشية إذا انتقل للأنثى أثناء الحمل.
أعراض الإصابة بالمرض
- عندما يتنقل الطفيلي للمصاب فإنه يخترق كافة أعضائه ويبدأ في التكاثر وإنشاء حويصلاته داخل أنسجة المريض، يستهدف المرض غالباً الهيكل العظمي وعضلة القلب والشبكية والرئتان والعقد اللمفية.
- رغم ذلك فإن أغلب المرضى نادراً ما يشعرون بأي أعراض وذلك بسبب حصار الجهاز المناعي له ومنعه من التكاثر والتغلغل في أجهزة الجسم، لكن في بعض الأحيان قد يشعر المريض بأعراض بسيطة تشبه أعراض الأنفلونزا مثل صعوبة في البلع وارتفاع في درجة الحرارة وإرهاق وصداع.
- في حالة المرضى ذوي المناعة المنخفضة كمصابي الإيدز والسرطان تكون الخطورة والأعراض أشد، حيث يصاب المريض بتشنجات واختلال في الجهاز العصبي بالإضافة لفقدان في النظر وصعوبة في حركة الأطراف والكلام، فإذا لم يتم علاجه يصبح الخطر أشد ويصبح المريض عرضة للإصابة بالتهاب في خلايا المخ.
- في حال أصيبت به سيدة حامل يكون الخطر الأكبر على الجنين، حيث تصل نسبة انتقاله للطفل إلى 60% فإما أن يسبب وفاته وتُجهض الأم، أو يتسبب في حدوث أعراض خلقية شديدة منها استسقاء في الدماغ وفقدان في النظر بالإضافة للتخلف العقلي والصرع.
تشخيص داء القطط
يتم التشخيص عن طريق إجراء تحليل دم للشخص الذي يُحتمل أنه مصاب بالمرض أو السيدة الحامل، فإذا وُجد مضادات المقوسات أو كما تُعرف بـ IgG يدل ذلك على أن الشخص حامل للمرض في الوقت الحالي وربما يكون قد أصيب به في خلال الثلاثة أشهر الماضية، يتم تحديد فترة الإصابة بشكل تقريبي بناء على نسبة المضادات المناعية الموجودة في الدم.
العلاج
للأسف في أغلب الحالات لا تشعر السيدة الحامل أنها مصابة بالمرض إلا عند تعرضها للإجهاض، فيتم عمل التحاليل اللازمة وإعطائها كورس علاجي تصل مدته أحياناً لستة أشهر تقضي على الطفيلي والحويصلات الكامنة في الجسم.
طرق الوقاية من داء القطط
- التأكد من غسل الخضر والفاكهة بشكل جيد جداً قبل تناولها وذلك للتخلص من الطفيلي في حال كانت مزروعة في تربة مصابة.
- تجنب التعامل المباشر مع القطط وخاصة في فترة الحمل والاستعداد له.
- طهي اللحوم بشكل جيد والتأكد من نضجها، ويفضل تجميدها لعدة ساعات قبل الطهي حتى يتم القضاء على الحويصلات تماماً.
- اتخاذ الاحتياطات اللازمة أثناء العناية بحديقة المنزل أو أي نباتات واستعمال المطهرات في تنظيف الجسم بعدها مباشرة.