كل عام في مثل هذا التوقيت تنتشر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي أو الأنفلونزا الموسمية بشكل كبير جداً، يعود هذا الأمر للتغير الحاد والمفاجئ في درجات الحرارة حتى على مدار ساعات اليوم الواحد، فتجد الجو حار في الصباح وشديد البرودة أثناء الليل، لكن رغم أن هذه المرض موسمي ونادراً ما يسلم أحدهم من الإصابة به كل عام، إلا أن أغلب الناس لا يعرف الكثير عنه، فإذا سألت أحدهم ما هو فيروس الأنفلونزا؟! أو كيف يصيب الإنسان؟! وهل يوجد له علاج ثابت ومعروف حتى الآن أم لا؟! غالباً لن تجد إجابة شافية، لذلك في هذه المقال سنجيب على كل تلك الأسئلة وأكثر.
لماذا نصاب بنزلات الأنفلونزا أثناء الشتاء وما هو العلاج الأمثل لها؟!
رغم شيوع هذا المرض وإصابة العديد من الناس به، إلا أن الغالبية العظمى تخلط بين الأنفلونزا والزكام أو الرشح العادي، وذلك للتشابه الكبير بين أعراضهما، على الرغم من الاختلاف التام بين الفيروس المسبب لكل مرض ومضاعفاته، في هذا المقال سنتحدث فقط عن الأنفلونزا الموسمية على أن نفرد مقالاً أخر للحديث عن الزكام.
ما هو فيروس الأنفلونزا؟!
توجد ثلاثة فيروسات أساسية مسببة للأنفلونزا الموسمية (فيروس A- فيروس B- فيروس C)، يختلف كل فيروس من هذه الثلاثة في الشكل والطبيعة وطريقة الإصابة كما يلي:
-
فيروس A
هذا الفيروس يصيب في الغالب الطيور وخاصة الفصائل المائية، لكن نتيجة لقدرته العالية على التطوير من موسم لأخر، باتت لدية القدرة على إصابة الإنسان والحيوان أيضاً، هذا النوع هو الأشد ضراوة وخطورة على الإنسان وذلك لتحوره المستمر، فقد ظهرت منه سلالة أنفلونزا الخنازير والطيور بالإضافة لعدة أنواع أخرى من الأمراض الوبائية.
-
فيروس B
هذا النوع أقل خطراً من سابقه فهو يصيب الإنسان فقط، قد يصيب بعض أنواع بسيطة من الحيوانات مثل الفقمة، ويتطور بنسبة أقل بكثير من فيروس A ولا توجد احتمالية لحدوث طفرات جينية به، نتيجة لذلك يستطيع الإنسان أن يكون مضادات مناعية ضده كما أن نسبة تسببه في حدوث أوبئة عالمية تكاد تكون معدومة.
-
فيروس C
هذا الفيروس لا يصيب عادة سوى الأطفال ويسبب أعراض بسيطة يمكن تداركها بسهولة، وهو أقل خطورة من سابقيه.
أسباب الإصابة بالأنفلونزا
ينتقل الفيروس عادة بالاتصال المباشر مع الشخص المصاب، أو التعامل مع الأدوات التي يستخدمها وملامستها لعين أو أنف أو فم الشخص السليم فينتقل إليه الفيروس، في الغالب تستمر مدة الإصابة حوالي أسبوع يكون اليوم الثاني والثالث هما ذروة الإصابة وقدرة الفيروس على الانتقال من شخص لأخر، لكن بعض الناس خاصة من يعانون من خلل في الجهاز المناعي لأي سبب من الأسباب قد يتطور المرض لديهم للإصابة بالتهاب رئوي حاد يؤدي بحياتهم!
أعراض المرض
تشمل الأعراض البسيطة للمرض كل من صداع شديد، وهن عام بالجسم والعضلات، سخونة شديدة قد تصل لحمى، كحة وغثيان، رشح واحتقان بالأنف والحلق.
كما ذكرنا فإن معظم الحالات تشعر بتحسن شديد خلال أسبوع أو أسبوعين من الإصابة، لكن قد يستمر المرض فيصاب الإنسان بالتهاب رئوي حاد وأزمات ربو والتهابات بالأذن، كما أن الأعراض قد تتفاقم أكثر من ذلك خاصة لدى مرض السكر والقلب وقصور الرئة والكلى، فتصل للوفاة في بعض الأحيان.
علاج الأنفلونزا
يظن أغلب الناس أن العلاجات التي تباع في الصيدليات هي علاجات تقوم بقتل الفيروس والقضاء على المرض، لكن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً فأغلب هذه العلاجات تقوم بالتخفيف من الأعراض فقط حتى تنتهي دورة حياة الفيروس، يرجع عدم وجود علاج فعال حتى الآن لهذا المرض إلى حدوث طفرات جينية كل موسم في تكوين الفيروس فلا يتعرف عليه الجهاز المناعي للإنسان، بالتالي لا تكون هناك مناعة ضده، لكن رغم ذلك قد تمكن العلماء من إيجاد مصل يساعد في الوقاية من الإصابة به.
ما هو تطعيم أو لقاح الأنفلونزا؟!
هو تطعيم سنوي يحوي ثلاثة أنواع من فيروسات الأنفلونزا الميتة أو الضعيفة، فيحفز خلايا الجسم المناعية لمقاومة الفيروس وإطلاق أجسام مناعية ضده، فإذا دخل الفيروس من الجو بعد ذلك ليصيب الإنسان، كان الجهاز المناعي مستعد له وتكون أعراض الإصابة بسيطة جداً مقارنة بمن لم يتلقى اللقاح، لكن نتيجة لتغير الفيروس من موسم لأخر، لابد من تلقي التطعيم كل عام أيضاً حتى يحتفظ الجسم بمناعته، يُنصح دائماً بتلقي المصل في حالات احتمالية الإصابة المرتفعة وعدم القدرة على مقاومة المرض، ويكون ذلك بين مصابي القلب والربو والنساء الحوامل ومن لديهم قصور في أي جهاز من أجهز الجسم خاصة الرئة والكلى أو من يتلقى مثبطات مناعية، وذلك للحد من الإصابة وعدم تطور المرض الذي يؤدي في بعض الحالات للوفاة.
رغم ذلك توجد بعض الموانع التي تحول دون أخذ اللقاح، ويكون ذلك بين الحالات التالية:
- الأشخاص المثبت أنهم يتحسسون من بعض أنواع البروتين الحيواني كالبيض.
- إذا عانى الشخص من أعراض جانبية شديدة نتيجة تلقي اللقاح في مرات سابقة.
- الأشخاص المصابون بمتلازمة مرضية تسمى غليارن باري.
- لا يعطى أبداً للأطفال دون عمر الستة أشهر.
- من يعاني من المرض حتى يشفى منه أولاً.
- الشخص الذي تلقى أي لقاح آخر خلال الشهر الماضي.
- مرضى السكر والكلى.
الأعراض الجانبية للقاح
- قد يعاني متلقي اللقاح من أعراض بسيطة مشابهه لأعراض الأنفلونزا وذلك بسبب محاربة الجهاز المناعي للفيروس وتكوين مضادات مناعية له.
فوائد اللقاح
- وُجد أن نسبة الإصابة بالفيروس تنخفض لنسبة تصل إلى 80% بين متلقي اللقاح مقارنة بمن في نفس عمره وظروفه الصحية، كما أن الأعراض تكون أقل حدة وخطورة وينعدم خطر حدوث مضاعفات، كما وجدت بعض الدراسات الحديثة أن نسبة الإصابة بأمراض القلب تنخفض للنصف بعد تلقي اللقاح!