يحلم الجميع دائماً ببشرة نقية ورائعة كبشرة الأطفال، لكن مع الأسف هذا الأمر ليس سهلاً أبداً خاصة لأصحاب البشرة الدهنية، فظاهرة العد أو حب الشباب كما يطلق عليه من أكثر المشاكل الجلدية انتشار بين أوساط المراهقين، وذلك لعدة أسباب منها تغير مستوى الهرمونات بشدة في هذه المرحلة، بالإضافة للتعرض للملوثات الخارجية وحساسية البشرة لأشعة الشمس وغيرها، كما تؤثر عليها عوامل نفسية أيضاً، لكن ما هو حب الشباب وكيف يتكون؟! وما هي أسباب ظهوره وكيف يمكن تفاديه؟!
لماذا ينتشر حب الشباب بين المراهقين وكيف يمكن تفاديه؟!
تعريف حب الشباب
حب الشباب هو زيادة في إفراز الغدد الدهنية التي تؤدي للالتهاب بصيلات الشعر وبالتالي تكون العد أو كما يسمى بحب الشباب، يساعد على تفاقم الحالة التعرض للملوثات الجوية وعدم الاهتمام بالتنظيف العميق للبشرة ، الأمر الذي يؤدي لتراكم خلايا الجلد الميتة فتقوم بسد المسام، عندما تنغلق مسام الجلد بفعل هذه الملوثات تنشط البكتريا اللاهوائية، فتتكاثر بفعل زيادة الزيوت والإفرازات الدهنية ما يؤدي لتفاقم الالتهابات بصورة شديدة ومؤلمة
- توجد عدة أنواع من حب الشباب ، إما الرؤوس السوداء، أو البيضاء أو الدمامل (حب الشباب العقدي الكيسي) يختلف كل منهما في الشكل والأعراض كما يلي:
-
الرؤوس السوداء
هي النوع الأكثر شيوعاً، وتتركز في منطقة الأنف خاصة وقد تظهر أيضاً على الجبهة والخدين، السبب الرئيسي لظهور الرؤوس السوداء هو الإهمال في العناية بالبشرة، فتصبح معرضة لتكاثر خلايا الجلد الميتة بالإضافة إلى الزهم، يؤدي ذلك لسد مسام البشرة، لكنها تختلف عن الأخرى في أن الزهم يتأكسد بفعل تعرضه للهواء مسبباً لوناً أسود، غالباً ما تكون هذه الرؤوس غير مؤلمة، ولا تنتفخ أو تلتهب كالدمامل أو العد الشديد، لكنها تسبب مظهراً غير محبب على الجلد.
-
الرؤوس البيضاء
لا تختلف كثيراً عن السوداء، فالمسبب الرئيسي لها أيضاً هو مادة الزهم مع عدم تنظيف البشرة بشكل جيد، فتترسب الخلايا الجلدية الميتة وتسد المسام، لكن الفرق هنا أن الإفرازات الدهنية الزائدة والزهم تكون مغطاة بطبقة جلدية رقيقة فلا تتعرض للهواء وبالتالي لا تتأكسد فلا يتحول لونها للأسود.
-
حب الشباب الوردي
هو المرحلة الأولى من الحب العقدي، المسبب الرئيسي لهذا النوع هو اضطراب الهرمونات خاصة في مرحلة المراهقة، فيزداد هرمون الذكورة بنسبة أعلى من معدلاته الطبيعية، الأمر الذي يؤدي لالتهابات شديدة في بصيلات الشعر، وانسداد المسام، وبالتالي تكون إفرازات متقيحة، يكون هذا النوع مؤلماً جداً ويترك أثراً وبقع جلدية تأخذ وقتاً طويلاً في علاجها.
-
حب الشباب العقدي
هذا النوع هو الأشد والأخطر، فهو يسبب حفراً عميقة بالبشرة، ولا يقتصر ظهوره على الوجه فقط بل ينتشر في منطقة الظهر والكتفين، وغالباً لا يستجيب للعلاجات والدهانات الموضعية العادية، بل يتطلب علاجاً خاصة يحذر استخدامه إلا تحت إشراف الأطباء لما له من أثار جانبية خطيرة سواء على المستوى النفسي أو الجسدي، يتميز هذا النوع بوجود بثور ضخمة درنية، غالباً ما تكون تحت الجلد وتسبب ألماً شديداً في المنطقة المحيطة بها.
العوامل الرئيسية المسببة لحب الشباب
-
الجانب النفسي
التعرض المستمر للتوتر والضغط النفسي يؤثر بشكل كبير على مدى وحجم الإصابة بحب الشباب، وذلك بسبب تأثيرها المباشر على الجهاز المناعي للجسم، الأمر الذي يضعف مقاومة الجلد للبكتريا اللاهوائية التي تسبب حب الشباب، كما يؤثر أيضاً على المعدل الطبيعي لهرمونات الجسم، وبالتالي تتسبب في ظهور حب الشباب لمن لديهم استعداد جيني، لذلك يلاحظ انتشار العد بشدة في فترة الاختبارات أو قبل المقابلات الهامة وما شابه.
-
سلوكيات يومية خاطئة
تؤثر العادات اليومية للشخص بشدة على مدى وقوة الإصابة، فعدم إتباع عادات صحية سليمة تؤدي لتفاقم المشكلة، من هذه العادات الخاطئة ما يلي:
-
الإهمال في العناية وتنظيف البشرة
تتطلب البشرة الدهنية روتيناً خاصة في العناية بها يختلف عن باقي أنواع البشرة، فالمبالغة في التنظيف يمكن أن تؤدي لنتائج عكسية أيضاً، لذلك يجب استخدام غسولات خاصة لتنظيفها وازالة الدهون والخلايا الميتة، دون أن تؤدي لجفافها، فالجفاف الشديد يسبب ردة فعل عكسية، حيث تقوم الغدد الدهنية بإفراز المزيد من الزيوت والزهم لترطيب وحماية البشرة.
-
محاولة فتح البثور
خاصة البثور المتقيحة، فكما ذكرنا سابقاً تحتوي هذه البثور على بكتريا لاهوائية، عندما يقوم المصاب بفتح هذه البثور فإنه يساعد على انتشار البكتريا أكثر وبالتالي انتقال الإصابة لأماكن أخرى، كما أن هذه المحاولات قد تؤدي لحدوث حفر وأثار دائمة بالوجه يصعب معالجتها.
-
تناول أغذية مليئة بالدهون
العادات الغذائية أحد العوامل الهامة أيضاً، فالأغذية التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون أو البهارات الحارة، تؤدي لتهيج الغدد الدهنية وبالتالي تسبب زيادة إفرازها والتهابها ما يؤدي للإصابة بالبثور.
-
-
أسباب وراثية
تلعب الوراثة دوراً هاماً في تحديد مدى احتمالية الإصابة، فالشخص الذي أصيب أحد والديه بالبثور في مرحلة الشباب، يصاب به في الغالب عند بلوغه، خاصة إذا كانت الإصابة منتشرة بين أفراد الأسرة وليس الوالدين فقط.
طرق العلاج والوقاية
توجد العديد من الطرق العلاجية التي تستخدم لعلاج حب الشباب، لكن لا ينبغي أن يستخدمها المريض من تلقاء نفسه، فأغلبها يحتوي على مواد فعاله خطيرة، خاصة على النساء المعرضات للحمل، لأنها تسبب تشوه في الأجنة وتؤثر أيضاً على العمليات الحيوية للجسم خاصة الكبد والكلى، لذلك يجب زيارة الطبيب حتى يحدد مدى الإصابة والعلاج الملائم لها، لكن هناك بعض الأساليب والعادات التي إذا اتبعها الشخص قد تخفف من حدة الإصابة وتساعد على الشفاء جنباً إلى جنب مع العلاجات الطبية كما يلي:
- عدم استخدام أدوات التجميل بكثرة والتعرض المباشر لأشعة الشمس دون استخدام واقي مناسب.
- شرب كميات كافية من المياه يومياً حتى تساعد على ترطيب البشرة وتجديد خلاياها بشكل منتظم وطبيعي.
- الابتعاد عن الأطعمة المقلية والحريفة قدر الإمكان.
- التأكد من نظافة المحارم وأغطية السرير وما إلى ذلك من الأشياء التي تلامس البشرة، وعدم استخدامها مرتين أو مشاركتها مع شخص ما حتى لا تنتقل العدوى منك أو إليك.