كما يقال دائماً نصف جمال المرأة في شعرها، فالشعر هو تاج الإنسان يزيده جمالاً، ويضفي عليه مظهراً شبابياً رائعاً، لكن مع الأسف أصبح تساقط الشعر مرضاً شائعاً في هذه الأيام، خاصة بين فئة المراهقين والشباب، يعود هذا الأمر لعدة أسباب منها الوراثية والنفسية والجسدية، لكي نحدد المشكلة وتتمكن من حلها يجب أن نتعرف على تكوين الشعر وطريقة نموه وأسباب تساقطه أولاً.
لماذا يتساقط شعر الإنسان وكيف يمكن علاجه وما هي مراحل نموه؟!
تكوين الشعر
يتكون شعر الإنسان في الأساس من بروتين يسمى بروتين الكيراتين، بالإضافة لعدة طبقات صدفية وخلايا تسطحية، ويطلق عليه بعض العلماء، اسم الزوائد البروتينية، يختلف نوع الشعر وشكله باختلاف المكان الذي ينمو فيه، فشعر الرموش والحواجب يختلف عن شعر اليدين وكلاهما يختلفان عن شعر الرأس، كما أن شعر الجنين يختلف عن شعر الوليد وشعر البالغ، لكن يبقى المكون الأساسي له واحد في جميع الحالات.
مراحل نمو الشعر
يحتوي رأس الإنسان الطبيعي على حولي 120 ألف شعرة في المتوسط، يمر الشعر بثلاث مراحل أثناء نموه، مرحلة التنامي (النمو)، مرحلة التراجع (الثبات) ومرحلة السقوط (الانتهاء)، لكن رغم أن كل شعرة في رأس الإنسان تمر بهذه المرحلة على التوالي، إلا أن المراحل الثلاث تحدث في آن واحد في فروة الرأس كما يلي:
-
مرحلة النمو
تمثل هذه المرحلة نحو 85 إلى 90% من شعر الإنسان، وهي المرحلة التي تنمو فيها الشعرة بمعدل سنتيمتر كل شهر حتى تصل لأقصى طول لها ثم تدخل في التي تليها، يمكن أن تستمر هذه المرحلة لمدة 8 سنوات اعتماداً على جينات الجسم لكن في الغالب تتراوح بين ثلاث أو أربع سنوات، تبقىفيها الشعرة بمنتهى الحيوية وتحصل على غذائها بالكامل من البصيلات الموجودة في فروة الرأس.
-
مرحلة الثبات
تبدأ هذه المرحلة عندما يرسل جسم الإنسان أمراً لفروة الرأس بقطع الإمدادات الدموية عن بصيلة الشعر فيتقلص حجمها إلى السدس، تعتبر هذه المرحلة انتقالية بين موت وسقوط الشعرة الحالية ونمو شعرة جديدة، فتبدأ البصيلة في تجهيز وتجديد نفسها مرة أخرى بدفع الشعرة لأعلى استعداد لبدأ للانتهاء، عادة ما يكون نحو 10% من شعر الإنسان في هذه المرحلة التي تستمر حوالي أربعة أشهر على الأكثر.
-
مرحلة السقوط
يختلف هذا السقوط عن تساقط الشعر المرضي، فالأمر هنا طبيعي وغير مقلق حتى أن الإنسان قد لا يلاحظه، فالمعدل الطبيعي لسقوط الشعر هو حولي 10 إلى 100 شعرة يومياً، تبدأ هذه المرحلة بعد انتهاء تجديد البصيلة لنفسها وبدأ نمو الشعر الجديد، فتقوم النامية بدفع القديمة وإسقاطها للنمو في مكانها.
أسباب تساقط الشعر المرضي
-
أسباب نفسية
تؤثر الحالة النفسية للإنسان بشكل كبير على نمو وصحة شعره، فالتوتر والقلق الزائد والتعرض المستمر للضغوطات من أكثر أسباب تساقط الشعر بغزارة، وذلك لأن زيادة إفراز هرمونات التوتر في الجسم تؤثر على إمداد البصيلات بالغذاء، بالتالي تنتقل كمية أكبر من المعتادة لمرحلة الثبات، حينها يختل توازن النمو الطبيعي للشعر فيصاب الإنسان بالصلع المبكر، إذا لم يغير من أسلوب حياته ويحصل على العلاج المناسب.
-
أسباب وراثية
أو ما يعرف بالصلع الوراثي، وهي حالة تصيب الذكور عادة أكثر من الإناث، يبدأ في سقوط الشعر تدريجياً وتراجع خط نموه دون نمو شعر جديد، يعود هذه الأمر لعدة أسباب أهمها الإفراز الزائد لهرمون التستوسترون أو حساسية بصيلات الشعر له، ما يؤدي لتضررها بشدة وموتها، هذه الحالة شائعة جداً فتصل نسبة الإصابة بها بين الرجال لحوالي 40%، في الوقت الحالي تم اكتشاف بعض العلاجات التي قد تساعد في تقليل هذه الحالة والحد من آثارها، لكن أغلبها علاجات دائمة يجب أن يستمر عليها المريض طوال حياته.
-
أسباب جسدية أخرى
هناك العديد من الأمراض الأخرى التي قد تؤدي لتساقط الشعر بشدة، منها ما يلي:
-
فقر الدم
أهم أسباب فقدان الشعر والضعف الجسدي بشكل عام، وذلك لعدم وجود غذاء كافي لتقوية ونمو الشعر، بالتالي يدخل في مرحلة الثبات مبكراً، يمكن علاج هذه الحالة بأخذ المكملات الغذائية بعد إجراء التحاليل اللازمة والتأكد من عدم وجود أسباب مرضية أدت لفقر الدم، كما يجب الحرص على التغذية السليمة وإعطاء الجسم كفايته من المعادن والفيتامينات الأساسية.
-
الحمل والولادة
هذه من أكثر أسباب شيوع تساقط الشعر بين النساء، حيث تعاني جميعهن من تساقط الشعر بغزارة أثناء الحمل وبعد الولادة وحتى أثناء فترة الرضاع، فالحمل يشكل صدمة وإرهاقا كبيراً للجسد، كما تتغير الهرمونات وتتقلب بشدة أثناء عملية الحمل والولادة، ما يؤدي لاختلال نمو الشعر وفقدانه، يمكن أن تقوم بعض وسائل منع الحمل التي تعتمد على التلاعب في هرمونات الجسم إلى نفس النتيجة أيضاً، في الغالب يعود الشعر لطبيعته بعد انتهاء هذه المرحلة، لكن إن استمر التساقط بشدة يجب مراجعة الطبيب فوراً لعلاج هذا الخلل الهرموني.
-
قصور في وظائف الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي المسئول الأساسي عن إفراز هرمونات النمو في جسم الإنسان، بالتالي حدوث خلل فيها يؤثر على كافة أجهزة الجسم، لا يمكن الجزم أنها السبب الرئيسي لتساقط الشعر إلا بعد إجراء التحاليل اللازمة والتأكد من عدم وجود أي أسباب أخرى، حينها يمكن معالجة القصور وعودة الهرمونات لمستواها الطبيعي.
-
قشرة الرأس
تختلف طبيعة قشرة الرأس باختلاف نوع الشعر، فأحياناً تكون بسبب زيادة الإفرازات الدهنية ما يؤدي لنمو البكتريا الموجودة في فروة الرأس بمعدل أعلى من الطبيعي فيؤثر بشدة على بصيلات الشعر وصحته، وأحياناً تتكون بسبب جفاف فروة الرأس وعدم ترطيبها بشكل جيد فيتسارع معدل موت الخلايا وبالتالي تنمو طبقات من القشرة الجافة، في هذه الحالة لابد من معالجة القشرة أولاً حتى يتمكن الشعر من الحصول على غذائه بشكل طبيعي، في الحالات الدهنية يتم استخدام بعض غسولات الشعر التي تقلل إفراز الدهون وتتخلص من البكتريا بشكل منتظم، أما ذوي البشرة الجافة فيتوجب عليهم العناية بفروة الرأس وتغذيتها بالزيوت والكريمات اللازمة حتى تستعيد حيويتها.
-