إنتشرت في الأونة الأخيرة العديد من الأخبار حول “فيروس الإيبولا” او “حمى الإيبولا النزفية” و مدي خطورة هذا المرض . و لكن ما مدى صحة تلك الأخبار ؟ هل المرض بتلك الخطورة حقاً أم أن في الأمر مبالغة ؟ و متي ظهر هذا المرض للمرة الأولي و ما سبب خطورتة ؟! كل تلك الأسئلة سنعرف إجابتها في السطور التالية.
لماذا يعد الإيبولا مرض خطير جداً وما أسباب تفشيه ؟
متى ظهر فيروس الإيبولا للمرة الأولى؟!
ظهر فيروس الإيبولا للمرة الأولي في السادس من يناير 1995 في المناطق المدارية القريبة من خط الاستواء في قارة إفريقيا و بالتحديد في إقليم السودان الغربي و زائير ” جمهورية الكونغو الديمقراطية ” حالياً، حيث أصيب عامل يقوم بجمع الفحم النباتي بالإعياء الشديد أثناء عودته من الغابة وبدأت تظهر عليه أعراض كالحمى والصداع وغيرها، تدهورت حالته بشدة في الثاني عشر من يناير فتم نقله لمستشفى كيكويت في محاولات لإنقاذه، لكنه لقي حتفه في الخامس عشر من نفس الشهر، بعد ذلك بعدة أيام بدأت نفس الأعراض تظهر على أفراد أسرته وكل من تعامل معه حتى توفي 12 شخصاً منهم بحلول شهر مارس، في شهر أبريل ظهرت أعراض المرض على العاملين بالمشفى وكثيراً من سكان القرية حتى أنه انتقل للقرية المجاورة أيضاً، كانت هذه أول نوبات ظهور المرض الذي استمر ظهوره وتفشيه في المناطق الاستوائية علي فترات زمنيه مختلفة حتى وصل إلي دولة أوغندا و غينيا، حتى ذلك الحين كان انتشار المرض قاصراً علي المناطق النائية في إفريقيا إلي أن بدأ في الزحف إلى المدن و المناطق الحضارية في غينيا للمرة الأولي، تعد هجمة الإيبولا عام 2014 هي الأشرس من نوعها منذ بدأ ظهور المرض.
ما هو فيروس إيبولا و ما السر وراء شراسته؟!
الإيبولا هو فيروس ينتقل لللإنسان عن طريق التعامل المباشر مع الحيوانات البرية المصابه بهذا المرض و عادة ما تكون القرود أو الظباء أو غيرها من الحيوانات خاصة خفاش الفاكهة الذي يعد العائل الطبيعي لهذا المرض حيث يتمكن من نقل الفيروس دون الإصابة به، بمجرد انتقال الفيروس للإنسان يصبح من السهل نقله من شخص لأخر عن طريق التواصل المباشر مع المريض أو الرزاز المتطاير منه أو حتى ملامسة الأسطح التي تعامل معها المريض ولوثها بالفيروس.
ينتشر المرض غالباً في المناطق التي تفتقر للأنظمة الصحية الجيدة نتيجة عدم توخي الحذر واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع المريض، فالفيروس ينتقل عبر دم الإنسان وسوائل جسده، حتى أنه قد ينتقل من الرجل المتعافي لزوجته أثناء الجماع لمدة قد تصل لشهرين بعد تعافيه، يظل الفيروس نشطاً أيضاً بعد وفاة المريض لذلك لابد من توخي الحذر عند التعامل مع جثمان المتوفى وعدم ملامسته وتجنب التعامل المباشر معه حتى أثناء دفنه.
الأعراض التي تظهر على مريض الإيبولا
عادة لا تظهر الأعراض مباشرة بمجرد الإصابة بالفيروس، ففترة حضانة المرض تتراوح بين يومين حتى 21 يوماً من دخول الفيروس الجسم، الجيد في الأمر أن الفيروس لا يصبح معدياً إلا مع بدء أول أعراض المرض وهي كالتالي:
- تظهر أعراض المرض بشكل مفاجئ وتتمثل في حمى شديدة وآلام في جميع أنحاء الجسم وصداع بالإضافة لقيئ شديد وفقدان في الشهية.
- هناك بعض الأعراض التي تعد أقل شيوعاً كالتهاب الحلق وعدم القدرة على التنفس وبلع الطعام بالإضافة إلى طفح جلد ونزيف.
- بعض الأعراض لا يتم اكتشافها إلا بالفحوص المخبرية كاختلال وظائف الكبد والكلى ونقص في معدل البلازما وكريات الدم البيضاء.
تشخيص واكتشاف الفيروس
قد يكون تشخيص المرض صعباً في بادئ الأمر نتيجة لتشابه الأعراض مع بعض الأمراض المعدية الأخرى كالملاريا والتهاب السحايا وغيرها، لذلك لابد من إجراء فحوصات مخبرية للتأكد من وجود المرض كما يلي:
- لابد من إجراء اختبارات لفحص بول المريض ودمه والتأكد من نسبة الكريات البيضاء فيه.
- يتم استخدام مجهر الكتروني حديث له قدرة عالية جداً على تصوير الجزيئات للتأكد من وجود الإيبولا في الدم وليس أي فيروس آخر.
علاج المرض
لم يتم اكتشاف علاج فعال حتى الآن للقضاء على هذا الفيروس ما ساهم في انتشاره بشكل وبائي، خاصة مع ارتفاع نسبة الوفيات بين المصابين به حيث تتراوح بين 50 إلى 90 % من المصابين، لكن الاكتشاف المبكر للمرض ومساعدة المريض على تخطي هذه الأعراض يساعد كثيراً في الحفاظ على حياته.
كيفية الوقاية من المرض
تتمثل وسائل الوقاية من هذا المرض في توخي الحذر الشديد عند التعامل مع أي شخص أو حيوان يشتبه إصابته بالمرض كما يلي:
- مراعاة الحذر في التعامل مع الحيوانات البرية خاصة الخفافيش والقردة وأي حيوان يتم اصطياده من البرية حتى وإن لم تبدو عليه أي أعراض للمرض.
- إذا ظهرت أي أعراض على أحد الأشخاص المقيمين معك أو من تتعامل معهم بشكل مباشر فعليك اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية حتى تتأكد إصابته من عدمها، فتجنب التعامل المباشر مع أي سوائل أو أشياء ومقتنيات المريض.
- كذلك لابد من طهي اللحوم بشكل جيد جداً بعد تنظيفها وتخليصها من الدماء بشكل كامل، كما يفضل ارتداء قفازات واقية وأغطية للفم في كل الحالات السابقة حتى تكون بأمان.