الخوف من الأماكن المرتفعة أو ما يعرف علمياً بالأكروفوبيا هو مرض يعيق صاحبه من مواصلة حياته بشكل سليم، فهو لا يستطيع ركوب الطائرات أو صعود السلالم المرتفعة ناهيك عن الإقامة في أدوار مرتفعة! صاحب هذا المرض يعتقد أنه بلا علاج فيترك نفسه عرضة لزيادة المرض أكثر خاصة مع التعرض للسخرية المستمرة أو مزيد من المواقف المخيفة في محاولة لإرضاء الآخرين، لكن ما هو الخوف من الأماكن المرتفعة وما أسبابه وأعراضه؟ وكيف يمكن معالجته؟
لماذا يخاف الناس الأماكن المرتفعة وما هي الأكروفوبيا ؟!
تعريف الفوبيا
الفوبيا أو الرهاب هو خوف شديد غير مبرر تماماً من أحد الأشياء أو الحيوانات أو الأنشطة التي يمارسها الناس في حياتهم العادية، هذا الخوف يصيب صاحبه بالحرج الشديد لأنه يعلم تماماً أن خوفه بدون سبب لكنه لا يستطيع التخلص منه بدون مساعدة خارجية.
تعريف الأكروفوبيا
الأكروفوبيا أو الخوف غير المبرر من الأماكن المرتفعة هو إصابة الشخص بحالة من الهلع الشديد عن التعرض لأحد المواقف التي تتطلب منه البقاء في مكان مرتفع أو حتى مجرد التفكير في الأمر، ولا يستطيع المريض التحكم في هذا الخوف، يرتبط هذا النوع من الفوبيا بأحد دوافع الحياة الأساسية وهو دافع البقاء، فيشعر الإنسان بالتهديد الشديد على حياته عند تعرضه لمكان مرتفع.
أعراض الفوبيا بصفة عامة
تتشابه أعراض الفوبيا عموماً بما فيها الأكروفوبيا فتشمل ما يلي:
- الشعور بالخوف الشديد والقلق المستمر حتى قبل التعرض للموقف.
- حدوث بعض الأعراض الجسدية مثل الدوخة وتسارع نبضات القلب وإضرابات بالمعدة وعدم القدرة على التنفس حتى أن الأمر قد يصل لنوبة هلع.
- أفكار تصل للوسواس فيصعب على الشخص المصاب التركيز في أي شيء أخر غير خوفه.
- رغبة ملحة في الابتعاد عن المكان ومحاولة خلق الأعذار للهروب من الموقف.
أسباب الأكروفوبيا
تشير بعض الدراسات أن الخوف من الأماكن المرتفعة يبدأ في مرحلة مبكرة جداً من عمر الإنسان، ويعود السبب في ذلك إلى مبالغة الأبوين في حماية طفلهما، فيتعرض الطفل للصراخ أو النهر الشديد بمجرد وقوفه على مكان مرتفع ولو بضعة سنتيمترات عن الأرض، فيتربى مفهوم عند الطفل أن أي مكان مرتفع يشكل تهديد شديد على حياته مهما كان ارتفاعه.
قد يكون السبب أيضاً هو التعرض لأحد المواقف الخطرة في أي مرحلة عمرية، كأن يكون الشخص على وشك السقوط من مكان مرتفع ويتم إنقاذه في اللحظة الأخيرة، يقوم عقله الباطن بترجمة هذا الحدث ووضعه ضمن الأشياء التي تهدد حياته؛ وبالتالي عند تعرضه لأي مكان مرتفع مرة أخرى يستدعي عقله الموقف السابق ويظهره له على أنه شيء شديد الخطورة وأنه سيلقى حتفه إذا ما صعد إلى هذا المكان المرتفع، الجدير بالذكر أن الشخص نفسه يعرف أن هذا المكان ليس بهذه الخطورة لكنه لا يستطيع السيطرة على تلك الحالة التي تصيبه بمجرد التعرض للموقف.
علاج الأكروفوبيا
بعض حالات الخوف من الأماكن المرتفعة لا تستدعي علاجاً، حيث تكون بنسب ضئيلة كما يتجنب المصابون بها التعرض لأي مثير قد يؤدي بهم لحالة الهلع أو الخوف، لكن البعض الأخر يجد ضرورة في البحث عن علاج كونها تؤثر على حياته بشكل كبير، يوجد العديد من الطرق لعلاج هذه الحالة وغيرها من حالات الفوبيا كما يلي:
-
تناول الأدوية
طريقة فعالة إلا حد ما لكنها لا تحل المشكلة الأساسية، هي فقط تعمل على التخفيف من الآثار الناجمة عن التعرض لمسببات الفوبيا، كأدوية القلق والتوتر وتخفيف الاكتئاب، كلها تساعد فقط في الحد من أعراض نوبة الهلع لكن يبقي الخوف متواجد.
-
التعرض للمثير بالتدريج
طريقة فعاله وناجحة للعلاج فهي ترتكز على تعريض المريض للسبب الأساسي لهذه الحالة تدريجياً وعلى مراحل متعددة حتى يعلم المريض أنها لا تشكل أي خطر على حياته وأن الأمر بسيط لا يستدعي كل هذا الخوف، أو حتى تعريضه لها مباشرة وأكثر من مرة بشكل متتالي حتى يزول الخوف بعد فترة.
-
التنويم المغناطيسي
طريقة جديدة ترتكز على تغيير معتقدات العقل الباطن للمريض، فكما ذكرنا أن السبب الرئيسي لهذه الحالات هو برمجة العقل الباطن لنفسه بطريقة خاطئة، لذلك يتم تنويم المريض مغناطيسياً وقراءة بعض القصص له تدل على مواجهة هذا السبب بشجاعة وإقدام فيتغير مفهومه، ثم يتم تعريضه تدريجياً لهذا السبب بعد ذلك حتى يزول خوفه تماماً.