لا شك طبعًا أن المخرج يوسف شاهين لا يزال يُعتبر المخرج الأهم والأكثر قيمة في السينما المصرية منذ بداية ظهورها وحتى وقتنا الحالي، وفي الحقيقة مثل هذا الاعتقاد لا يُمكن أبدًا التشكيك فيه إذ أنه يأتي بضمانة من صناع السينما أنفسهم أو الذين يُطلق عليهم مُنافسين يوسف شاهين المُباشرين، وبالتأكيد ليست هناك شهادة أصدق من تلك التي تأتي من المنافس المباشر الخاص بك، أما بالنسبة للجمهور العادي، وتحديدًا الحديث منه، فبكل تأكيد هو لا يُدرك بعد ما الذي جعل شاهين بهذه المكانة الهامة وأعطى له كل هذا الدور في صناعة السينما، وهذا تحديدًا ما سنقوم بتوضيحه في السطور القليلة المُقبلة.
تمتع يوسف شاهين بصبغة عالمية نادرة
هناك مخرجين مصريين جيدين ويقومون بعملهم على أكمل وجه، وهناك مخرجين مصريين متميزين يقومون بعملهم بصورة رائعة، لكن في نفس الوقت ثمة مخرجين مصرين عالميين يؤدون عملهم وكأنهم مُخرجين في هوليود على سبيل المثال، وهذا بالضبط ما ينطبق على المخرج يوسف شاهين الذي نتحدث عنه الآن، فكل من شاهد أفلام هذا الرجل يُدرك تمام الإدراك أن ما يخرج أمامه على الشاشة ليس صناعة مصرية عادية على الرغم من أن الإمكانيات المُستخدمة فيها بسيطة للغاية، وربما النموذج الصارخ على ذلك فيلم الناصر صلاح الدين الذي خرج عام 1963 وكان فيلمًا حربيًا بامتياز في وقت لم تكن صناعة مثل هذه الأفلام أمر سهل في مصر أو الشرق الأوسط، أضف إلى ذلك إلى أن معظم أفلامه ترشحت لجوائز عالمية كبيرة، ولهذا نشير إلى الصبغة العالمية على أساس كونها جزء من أهمية يوسف شاهين .
إخراج أفلام لسيرته الذاتية
هل رأيتم مخرج يظهر في أفلامه؟ أجل هذا ممكن وحدث في مرات كثيرة، لكن هل رأيتم مخرج يُظهر سيرته الذاتية الخاصة في مجموعة من الأفلام؟ هذا ببساطة ما حدث مع يوسف شاهين الذي سعى للترسيخ لنفسه من خلال رباعية أفلام ظهر فيها أو شارك بها نجوم آخرين، المهم في النهاية أنها كانت تحكي سيرته الذاتية، وبغض النظر عن ذلك فإنه لا يُمكن طبعًا إغفال كون يوسف شاهين في الأساس ممثل، وقد شارك في العديد من الأفلام العادية كنجم أول لها، لكن في الواقع لم يكن الرجل يلقى قبولًا كبيرًا على الشاشات ولم يكن مُنتشرًا كممثل، هو فقط حقق كل النجاح أثناء عمله بالإخراج، ومن هنا جاءت البطولة، بيد أنها بطولة في شيء آخر.
تحول يوسف شاهين إلى بطل رئيسي بأفلامه
طبعًا تحدثنا عن تواجد يوسف شاهين في بعض أفلامه والمشاركة في بطولتها بشكل طبيعي، لكن عندما نقول إن يوسف شاهين كان بطل رئيسي في كل أفلامه فإننا بذلك نقصد بطولته من كرسي الإخراج، فعلى الرغم من أن هذا الأمر نادرًا إلا أن الجمهور والنقاد كانوا لا ينظرون في أفلام هذا الرجل إلى البطل أو القدرات التمثيلية أو أي عناصر أخرى بخلافه، فقط كان هو البطل والشخص الأهم الذي يقطع الجمهور التذاكر من أجله، كان حالة خاصة، ولذلك فإن أغلب النجوم كانوا يحلمون بالعمل معه وهو الذي كان يرفض معظمهم لعدم رضاه عن قدراتهم التمثيلية على الرغم من أنهم كانوا نجومًا كبارًا.