يمكن تعريف القيلولة بشكل بسيط بأنها الحاجة إلى النوم أو الاسترخاء لوقت قصير، وربما يستهين البعض بأهمية القيلولة التي نحصل عليها في ساعات النهار أو الظهيرة ويرى أنها تتسبب في تعطيله عن إنجاز المهام، ولكن في الحقيقة أنها تحفزنا على إنجاز المزيد والمزيد لذلك يحرص البعض على نوم القيلولة لأكثر من مرة في اليوم، ومن الواجب ألا نغفل عن أهميتها للأطفال أيضا.. فلماذا تعتبر القيلولة ضرورية؟ وما هي مدتها المناسبة؟
أسباب ضرورة نوم القيلولة للكبار
ذكر الأطباء أن المدة المناسبة لقضاء القيلولة يجب ألا تقل عن 5 دقائق وألا تزيد عن 30 دقيقة، واكتشفوا أيضا عدة أسباب دافعة للحصول عليها وهى:
التقليل من الإجهاد
مما لا شك فيه أن جميعنا نشعر بالإجهاد والتعب بعد قضاء فترة طويلة في العمل، وقد أثبتت إحدى الدراسات الألمانية الحديثة بأن عدم حصول الفرد على القيلولة عند الشعور بالإجهاد يتسبب في زيادة ضغط الجسم مما يزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب، وقد تم إجراء اختبار على بعض الموظفين لدراسة تأثير القيلولة على أجسادهم وتأكد من زيادة فرص الموت المفاجئ للموظفين الذين لا يحصلون على القيلولة ولذلك تحرص بعض الدول المتقدمة على تخصيص أماكن لراحة الموظفين.
تحسين وظائف الجهاز المناعي
يختص الجهاز المناعي بمقاومة الفيروسات والميكروبات التي تصيب الجسم من خلال هرمون يطلق عليه “السيتوكين”، وعندما تقل كفائتة يقل إفراز هذا الهرمون فتزداد احتمالية إصابة الجسم بالأمراض ويعتبر نوم القيلولة هو أفضل ما يمكن فعله لاستعادة إفراز هذا الهرمون والتحسين من كفاءة الجهاز المناعي.
زيادة النشاط والعمل بشكل أفضل
يعتقد البعض أن تناول المشروبات المنبهة يزيد من نشاط الفرد وقدرته على العمل، وعلى العكس يحرص البعض على تناول الأدوية والمكملات الغذائية لأجل هذا الغرض، ويحذر الأطباء من استخدام كل هذه الأساليب والسبب في ذلك أن هذه الطرق تأثيرها الجيد مؤقت على الجسم ولكن مضارها تستمر لفترة طويلة وبدلا من ذلك ينصح الأطباء بنوم القيلولة للتحسين من وظائف التركيز والتمكن من أداء المهام بأسرع وقت وبأقل مجهود.
تحسين مزاج الفرد
أثبتت التقارير الطبية أن عدم حصول الفرد على النوم الكافي، وعدم استجابته لحاجة جسمه للحصول على نوم القيلولة يزيد من الأرق في ساعات المساء، ويتسبب في شعوره بالغضب والضيق بسبب تناقص كفاءة الجهاز العصبي وإفراز هرمون الكورتيزون أكثر من المعتاد.
فوائد نوم القيلولة للأطفال
ليست القيلولة مفيدة للكبار فقط بل إن لها فوائد عديدة أيضا على صحة الأطفال في مراحل عمرية مختلفة مثل:
المساعدة على النمو
أكد الأطباء أن هناك علاقة طردية بين نوم الطفل ونموه بشكل سليم، وهذا يرجع إلى أن هناك هرمونات تتحكم بالنمو وهى تعمل من خلال ساعات النوم، ولأن الطفل كثيرا ما يتجاهل إشارات المخ عند الحاجة إلى نوم القيلولة بسبب انشغاله باللعب واللهو يجب أن تخصص الأم عدد ساعات محددة لنوم طفلها حتى لا يصاب بتأخر النمو.
تحسين نفسية الطفل
تساعد القيلولة على حماية الطفل من الإصابة بالإضرابات النفسية التي تصيبه منذ لحظة الولادة كالاكتئاب أو العصبية والتوتر الزائد كما ثبت علميا أن عدم حصول الطفل على القيلولة يتسبب في النشاط الزائد للطفل وهذا بدوره يعرضه للكثير من الأخطار.