نمو الشعاب المرجانية لا يكون إلا في نطاق بيئة ملائمة، سيقول البعض أن كافة الكائنات الحية تحتاج بيئة ملائمة لها كي تستمر حياتها، وذلك قول صحيح، إلا أن متطلبات نمو الشعاب المرجانية أكثر تعقيداً، إذ أنه يحتاج توفر خمسة عوامل رئيسية، والإخلال بأي منهم يعني هلاك تلك الكائنات شديدة الحساسية.
العوامل اللازمة لـ نمو الشعاب المرجانية :
السبب في عدم انتشار الشعاب المرجانية بالبيئة المائية، هو أن نمو الشعاب المرجانية لا يتم إلا باجتماع العديد من العوامل، وهي كالآتي:
شفافية المياه :
نمو الشعاب المرجانية يتطلب توافر العديد من العوامل، ومن بين أغرب هذه العوامل هو درجة شفافية المياه، فبخلاف مختلف الكائنات البحرية التي بمقدورها العيش بالأعماق، إلا أن نمو الشعاب المرجانية لا يكون إلا بالقرب من سطح المياه، ولا يقف الأمر عند ذلك الحد فقط، بل أنها كي تنمو بشكل سليم وتتمكن من البقاء حية، يتحتم أن تكون درجة شفافية المياه عليه، للحد الذي يسمح معه بنفاذ ضوء الشمس إليها، فأهمية ضوء الشمس بالنسبة لـ نمو الشعاب المرجانية ،لا يختلف كثيراً عن أهميته لعملية الزراعة ونبو النباتات الأرضية.
درجة حرارة المياه :
لعلك لاحظت أن الشعاب المرجانية لا تنتشر بمختلف البيئات البحرية، فبعض البحار تتميز بـ نمو الشعاب المرجانية بالقرب من ضفاف شطآنها، بينما العديد من البحار الأخرى تفتقر إلى ذلك التميز.. لماذا؟.. الإجابة هي أن نمو الشعاب المرجانية يعتمد بشكل أساسي على درجة حرارة المياه، فهي كي تنمو وتتمكن من الاستمرار على قيد الحياة، لابد أن تكون درجة حرارة المياه المحيطة بها معتدلة نسبياً، وتعتبر درجة الحرارة المناسبة لـ نمو الشعاب المرجانية ،هي الدرجات المتراوحة ما بين 68 : 90 درجة فهرنهايت، أي ما يعادل 20 : 30 درجة حرارة مئوية تقريباً.
درجة نقاء المياه :
درجة مقاومة الشعاب المرجانية للتلوث ضعيفة جداً، الأمر الذي يجعل نمو الشعاب المرجانية في ظل الملوثات أمراً مستحيلاً، حيث أن الرواسب والعوالق حين تنتشر في البيئة البحرية المحيطة بالشعاب المرجانية، تقضي عليها بأكثر من شكل وأكثر من طريقة، منها طرق مباشرة كأن تتسبب في اختناق العناقيد المرجانية، ومنها طرق غير مباشرة كحجب تلك الرواسب لضوء الشمس، ولذلك حين تساءلنا سابقاً : لماذا يجب حماية الشعاب المرجانية ؟ وما الذي يهددها؟، كان التلوث الناتج عن صرف المخلفات بأنواعها داخل البحار، على رأس قائمة تلك العوامل التي تهدد نمو الشعاب المرجانية وبقاؤها.
المياه المالحة ونسبة الملوحة :
إذا أردنا البحث عن شيء رابع للمستحيلات، فيمكننا القول بأنه نمو الشعاب المرجانية في قلب المياه العذبة، فهناك كائنات بحرية عديدة بإمكانها العيش في البيئتين البحريتين، العذبة والملاحة، وأشهر هذه الكائنات سماك السلمون، لكن الشعاب المراجنية ليست واحدة من تلك الكائنات، فـ نمو الشعاب المرجانية يتطلب توافر بيئة مائية مالحة، وإذا لم تتوافر هذه البيئة فإن النتيجة الحتمية لذلك ستكون هلاكها، ربما ذلك نادراً ما يمكننا مشاهدة الشعاب المرجانية داخل أحواض الأسماك، بل أن درجة ملوحة المياه يجب أن تكون متوازنة إلى حد ما، حيث أن ارتفاع درجات الملوحة أيضاً يعيق نمو الشعاب المرجانية ،وقد يكون سبباً في هلاكها.
ضحالة المياه :
وفي النهاية وكيف تتوفر كافة العوامل سالفة الذكر، والتي هي على درجة واحدة من الأهمية لـ نمو الشعاب المرجانية ،فكان لابد أن يكون تواجدها في نطاق المياه الضحلة، ووفقاً لعلماء الطبيعة ومستكشفي الحياة البحرية، فإن أقصى عُمق تم اكتشاف الشعاب المرجانية به، كان حوالي 60 متراً فقط تحت سطح البحر، وذلك لأن نمو الشعاب المرجانية على ذلك العمق، يسمح لها بالاستفادة من أشعة الشمس، هي ونوع من الطحالب تسمى زوزانثللي، تلك الطحالب التي تعيش داخل أنسجة الشعاب المرجانية، وتقوم بتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى غاز الأكسجين، مما يسمح بـ نمو الشعاب المرجانية وتوفير لها الأكسجين اللازم لاستمرارها على قيد الحياة.