ميديا فاير أو MediaFire هو موقع أمريكي مختص برفع وتحميل الملفات، وقد كان أحد أشهر مواقع التحميل خلال فترة التسعينات وحتى منتصف الألفية الثالثة، وكان ميديا فاير هو المنافس الأكبر للموقع الأشهر آنذاك رابيد شير أو Rabidshare، ولكن خلال السنوات القليلة الماضية تراجعت أسهم ميديا فاير ،ولم يعد مستخدمي الإنترنت يقبلون عليه كما كان الأمر في الماضي، الأمر الذي يدفعنا إلى طرح سؤال يبدأ بـ” لماذا ؟”، للكشف عن الأسباب والتعرف عليها.
أسباب تراجع موقع ميديا فاير :
المنافسة بين مواقع التحميل ليست السبب الرئيسي لسقوط ميديا فاير، بل اهتمام القائمون عليه بالربح المادي دون تقديم مزايا وإغراءات لمستخدميه، فذلك خلق العديد من السلبيات والعيوب بالموقع الشهير، وكانت النتيجة انصراف العملاء عن استخدامه، ومن أبرز تلك العوامل السلبية ما يلي:
مساحة التخزين المحدودة :
المساحة المُتاحة لتخزين الملفات على موقع التحميل ميديا فاير ،والتي تُمنح لأصباح العضويات المجانية، تقدر بـ 10 جيجا بايت فقط، وهي مساحة تعتبر غاية في الضآلة، وخاصة وإن في السنوات الأخيرة تضاعفت أحجام المواد التي يتن تناقلها عبر الإنترنت، فعلى سبيل المثال ألعاب الفيديو وأفلام السينما حتى أوائل الألفية الحالية، كان حجم الوحدة منهم لا يتعدي مئات الميجا بايت، أما اليوم فإن فيلم واحد ذو جودة عالية قد يتخطى حجمه الجيجا ونصف، أما الألعاب فإن هذه المساحة المذكورة لا تكفي لرفع لعبة واحدة منها، وبذلك فإن موقع ميديا فاير يضع مستخدميه أمام أحد خيارين، إما مسح المواد المخزنة بتلك المساحة المتاحة له ليتمكن من تحميل غيرها، أو إنه يُجبر على الاشتراك في الباقات المدفوعة مسبقاً.
تحجيم الملفات المُحملة :
لماذا يلجأ غالبية الأشخاص إلى مواقع رفع الملفات؟.. السبب الرئيسي لذلك هو إن رسائل البريد الإلكتروني، مثل ياهو وأوت لوك وغيرهما الكثير، غير مؤهلة لاستيعاب الملفات كبيرة الحجم، فمتوسط حجم الملف القابل للإرسال من خلالها يكون في متوسط 20: 25 MB، وللسبب ذاته لا يمكن اعتبار ميديا فاير حلاً مثالياً، فعلى الرغم من إنه يمنح لصاحب العضوية إمكانية التخزين حتى عشرة جيجات، إلا إنه يفرض عليه ألا يكون حجم الملف الواحد متخطياً لـ 200 ميجا بايت، الأمر الذي يعد عائقاً أمام من تستلزم أعمالهم تحميل ملفات تفوق هذا الحكم، وبصفة خاصة العاملين بمجالات مثل الهندسة أو الجرافيك بأنواعه.
تلف الملفات المُقسمة :
النقطة السالفة ذكرها والمتعلقة بتحجيم مساحة الملف المُراد إرفاقه برابط ميديا فاير ،قد يكون مردود عليها بإمكانية تقسييم الراسل للملف خاصته، ومن ثم يقوم برفعه على أكثر من رابط بدلاً من رابط واحد، وللحق فإن ذلك هو الحل المثالي والذي لجأ إليه بالفعل أغلب مستخدمي ميديا فاير ،إلا إنهم حيتها صُدموا بحقيقة إن الملفات تتلف عند إجراء عملية التنزيل، فإن قمت بضغط ملف كبير الحجم بواسطة Winrar، وقمت برفعه مقسم إلى أي عدد من الأجزاء على ميديا فاير ،فسيكون من الصعب ضمان إن جميع الأجزاء سيتم تنزليها مكتملة من جانب الطرف الآخر.. على الرغم من إن هذا الأمر لم يتم إثباته بشكل رسمي، إلا إن صفحات الدعم الفني على شبكة الإنترنت مكدسة بشكاوى المستخدمين، التي تسعى لإيجاد حل لتلك المشكلة دائمة التكرار.
السرية :
الأمر الرابع والذي ساهم في تراجع ميديا فاير بشكل مباشر، هو إنه لا يقبل تحميل أي ملف مضغوط بواسطة باسوورد، الأمر الذي يعني إن كل المواد التي يتم رفعها عليه هي مواد مُستباحة، كل من يمكنه التوصل إلى رابط التحميل الخاص به، سيكون حينها بإمكانه تحميلها واستعراضها، ومن ثم كل شخص باحث عن الخصوصية وراغب في تأمين ملفاته، توجه إلى قنوات إرسال أخرى بخلاف موقع ميديا فاير لتحميل وتنزيل الملفات.
عدم التوافق مع الأنتي فيروس :
لسبب غير معلوم يتم تعطيل العمل بموقع ميديا فاير من قبل بعض برامج الأنتي فيروس، وبصفة خاصة برنامج كاسبر الشهير، ومن ضمن القواعد التي يطالعا العميل عند اللجوء إلى ميديا فاير ،هي ضرورة إغلاق برنامج كاسبر سكاي على الكمبيوتر قبل البدء في تحميل الملفات، ولذلك لضمان اكتمال عملية رفع أو تنزيل الملفات المُرادة.