موقع روتن توميتوز Rotten Tomatoes هو موقع إلكتروني متخصص في عالم السينما يهتم بعرض الأخبار الفنية والمعلومات التفصيلية حول الأفلام بالإضافة إلى المراجعات النقدية المختلفة. تم تأسيس الموقع في عام 1998 على يد مؤسسه الأصلي سين دوانغ وفي عام 2010 انتقلت ملكيته إلى شركة Flixster، ويعتبر موقع روتن توميتوز من أحد أشهر المواقع على شبكة الإنترنت والأشهر على الإطلاق بين المواقع المتخصصة في المجال الفني.
سر شهرة موقع روتن توميتوز وأسباب تسميته :
كل فرد من محبي الفن السابع حول العالم يتصفح موقع روتن توميتوز مرة واحدة على الأقل يومياً، فترى ما سر انجذابهم لهذا الموقع بالأخص بين كافة المواقع السينمائية الأخرى، ولماذا سُمي بهذا الاسم الغريب “الطماطم الفاسدة”؟!!
أولاً : سر العنوان الغريب :
أول ما يثير الانتباه والتعجب في موقع روتن توميتوز هو اسمه، حيث قد يرى البعض أن عنوان “الطماطم الفاسدة” غير ملائم لموقع إلكتروني خاصة لو كان موقعاً فنياً، وقد كشف مؤسس الموقع سين دوانغ عن سر الاسم وقال أنه اقتبسه من التقليد التاريخي الذي انتشر في العقود الماضية، حيث كان الجمهور يُلقي الطماطم والخضروات الفاسدة على المسرح إذا كان العرض سيئاً.
ثانياً : أهمية الموقع وسر شعبيته :
يحظى موقع روتن توميتوز اليوم بشهرة واسعة وتشير الإحصاءات إلى أنه من أكثر 200 موقع شعبية داخل الولايات المتحدة وأكثر 500 موقع مشاهدة على الصعيد العالمي، ويمكن إرجاع هذا النجاح لعدة عوامل
تقييم النقاد قبل الأفلام :
من العوامل التي ميزت موقع روتن توميتوز عن غيره من المواقع السينمائية التي تعج بها شبكة الإنترنت هو أن تقييماته موثوقة بدرجة أكبر، وذلك لأنه يفرق بين آراء المشاهدين وبين آراء النقاد السينمائيين المتخصصين في هذا المجال.
يعتمد موقع روتن توميتوز في القيام بذلك على جمع مراجعات الأفلام لمختلف النقاد، لكن كي يتم اعتماد الناقد نفسه وإدراج تقييمه ضمن التقييم العام للفيلم فإن ذلك يستلزم حصوله على عدد معين من الإعجابات من قبل رواد الموقع حتى يُعتد به، وهذا يعني أن التقييم النهائي الذي تحصل عليه الأفلام يشير بنسبة كبيرة إلى الحقيقة، فإن حاز الفيلم تقييماً مرتفعاً يكون جيداً بنسبة كبيرة أما إذا حاز تقييمات سلبية فهو سيء، بينما أغلب المواقع الأخرى تمزج بين آراء المتخصصين وآراء الجماهير المُتحيزة لنجومهم المفضلين مما يجعل تقييماتهم غير دقيقة ولا تعبر بالضرورة عن الواقع.
النسبة المئوية والتقييم العام :
أغلب المواقع المهتمة بمجال صناعة السينما والأعمال الفنية تُخبرك بالتقييم العام للفيلم على أساس التصنيف النجمي، أي يحصل الفيلم على ثلاث أو أربع نجوم من أصل خمس نجمات وهكذا، وذلك التقييم بطبيعة الحال ليس دقيقاً وقد يجعل بعض الأفلام تبدو متقاربة من حيث التقييم في حين هناك تفاوتاً كبيراً بينهم في مستوى الجودة الفنية.
تفادى موقع الطماطم الفاسدة ذلك الخلط غير المقصود عن طريق اتباعه نظام تقييم مختلف، يعتمد على احتساب النسبة المئوية لمجموع الدرجات التي يحصل عليها الفيلم أو المسلسل التلفزيوني من خلال المراجعات النقدية المختلفة، وفي نهاية المطاف يقوم بربط تلك النسبة بأحد التقييمات الثلاثة الرئيسية التي يعتمدها وهي كالآتي:
- فيلم طازج وموثق Certified Fresh: يتم منح هذا الاعتماد لمجموعة الأفلام بالغة الجودة التي تحصل على نتيجة 75% أو أعلى، بشرط أن تكون عدد المراجعات الحاصل عليها الفيلم قد تجاوزت 80 مراجعة نقدية في حالة عرض الفيلم عالمياً أو 40 مراجعة نقدية في حالة عرض الفيلم على نطاق المحدود، وفي كل الأحوال لا يتم اعتماد النتيجة إلا بعد تلقي الفيلم تقييماً من قبل خمسة على الأقل من صفوة النقاد المعتمدون من الموقع.
- فيلم طازج Fresh: يتم منح هذا التقييم لمجموعة الأفلام التي تحصل على نسبة مئوية تتراوح ما بين 60: 74% ولا يُشترط هنا عدد معين من المراجعات، وكذلك لا يشترط تلقي الفيلم تقييماً من قبل النقاد المُصنفين ضمن شريحة “الصفوة”.
- فيلم فاسد Rotten: يتم منح ذلك التقييم للأفلام متدنية المستوى والتي كان مجموعة درجاتها من التقييمات والمراجعات النقدية متراوحاً ما بين 0 : 59%.
التفصيل والإجمال :
أيضاً من العوامل التي ميزّت موقع روتن توميتوز عن غيره من المواقع الفنية والنقدية هو اهتمامه بوضع الزائر أمام الصورة كاملة؛ حيث أنه لا يكتفي بتوضيح التقييم العام الخاص بالفيلم بحسب من خلال التصنيفات الثلاثة الرئيسية السابق الإشارة إليها، بل أنه في القسم الثاني من الصفحة يضع روابط لمختلف المراجعات النقدية التي تلقاها الفيلم موضح إلى جانبها التقييم الفرعي الخاص بكل ناقد على حدة.
هذا يجعل الموقع أكثر موضوعية وشفافية كما يمنح محبي الفن السابع فرصة أكبر للتعرف على تفاصيل العمل وأبعاده الفنية ومميزاته وعيوبه، فإن كان الفيلم حاصل على تقييم “طازج” يمكن الرجوع إلى المقالات التفصيلية للتعرف على عوامل تميزه التي منحته هذا التقييم المرتفع، وإذا كان حاصل على تقييم “فاسد” يمكن بذات الطريقة التعرف على عيوبه وسلبياته.
التأثير في إيرادات شباك التذاكر :
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وما تشمله من مجموعات فنية وكذلك المواقع السينمائية الإلكترونية عنصراً أساسياً ضمن معادلة نجاح الأفلام، حتى أن صُنّاع السينما أصبحوا يولون اهتماماً كبيراً بهذا النوع من المواقع، لعلمهم المُسبق بأن مستويات التقييم سوف يكون لها تأثير مباشر على حجم الإيرادات التي سوف يجنيها الفيلم في شباك التذاكر.
باعتبار موقع روتن توميتوز هو الموقع السينمائي الأشهر يمكن القول أنه أكثرهم تأثيراً في حجم الإيرادات، دليل ذلك تراجع إيرادات بعض أفلام عالم DC السينمائي بسبب ما تلقته من تقييمات سلبية على الموقع بعد أيام قليلة من بدء عرضها، في حين فيلم وندر وومن -المُنتمي لذات العالم- حدث معه العكس؛ حيث كانت بدايته في شباك التذاكر غير مُبشرة ولكن بعدما حاز على تقييمات مرتفعة تزايدت معدلات الإقبال عليه إلى أن أصبح أحد أكثر أفلام 2017 تحقيقاً للإيرادات.
التطوير الدائم والمستمر :
إذا كنت حديث العهد بـ موقع روتن توميتوز عليك أن تعرف بأن الهيئة التي هو عليها الآن تختلف بصورة كبيرة عن الهيئة التي بدأ عليها قبل سنوات، وهذا في حد ذاته يُضاف إلى مجموعة العوامل التي تُميز هذا الموقع الإلكتروني عن غيره من المواقع المشابهة.
أعيدت هيكلة موقع الطماطم الفاسدة أكثر من مرة وحذفت منه بعض القوائم والصفحات التي لم تلق رواجاً كبيراً بين رواده، في حين أضيفت العديد من الأقسام الجديدة التي أثرت محتواه وجعلته أكثر شمولية ولعل أبرزها موقع المسلسلات التلفزيونية التي لم تضاف إلى موقع Rotten Tomatoes إلا في عام أواخر عام 2013، ويرجع الفضل في هذا التطور إلى شركة Flixster التي استحوذت على الموقع ابتداءً من عام 2010.
التوقعات والتفضيلات :
تعدد وتنوع أقسام موقع روتن توميتوز أدت إلى تعدد أغراضه وأنشطته ولم تعد تقتصر على تقييم الأعمال ونشر المراجعات النقدية فحسب، بل أن أتاح الموقع للمتابعين إمكانية تقييم الأفلام التي لم تطرح بعد في دور العرض بهدف التعرف على درجة ترقب الجماهير للأعمال المستقبلية، بالإضافة إلى ذلك يهتم الموقع بوضع قوائم الأفلام المختلفة من نوعية أفضل الأفلام في تاريخ السينما وما إلى ذلك.
تحول موقع الطماطم الفاسدة أيضاً إلى منصة فنية إخبارية بعدما خصصت واجهته الرئيسية لعرض آخر الأخبار الخاصة بالأفلام وصناع السينما، وهذا كله جعل منه موقع سينمائي فريد وأقرب إلى المثالية.
خاتمة :
في الختام لا يسعنا إلا القول بأن موقع روتن توميتوز هو الأفضل في نظر جميع محبي الفن السابع حول العالم، واستحق عن جدار الشهرة التي يتمتع بها اليوم، ومن المُرجح أنه سوف يحافظ على المكانة التي يحظى بها لفترة طويلة، فبفضل تطوره الدائم والمستمر من الصعب إيجاد من ينافسه بالمستقبل القريب.