منذ مئات السنين وكان منع النساء من رؤية الشارع هو السائد في أغلب مناطق العالم، وذلك لأن المرأة في نظر الناس هي وصمة عار لابد من إخفائها وعدم رؤيتها من قبل أي شخص أجنبي عنها، فكانت تمنع من الخروج من المنزل لا من زيارة بعض المناطق العالمية، ومع مرور الوقت وزيادة الانفتاح الثقافي أصبح من الممكن للمرأة الخروج للتسوق وقضاء بعض الأغراض اللازمة من الخارج، ولكن إلى الآن ما زالت النساء تمنع من دخول بعض الأماكن العالمية مثل جزيرة أوكينوشيما التي تقع في الجنوب الغربي لدولة اليابان، وأيضًا الجبل المقدس باليونان، ومعبد سابريمالا الواقع في ولاية كيرالا الهندية، وغيرها من المناطق التي تمنع النساء لأسباب خاصة بها أشهرها عدم طهارة المرأة لنزول دم الحيض منها، والخوف على الرجال من الفتنة والغفلة عن التقرب للرب في بعض الأديرة المقدسة، عامة نحن هنا سنتعرف على العوامل التي تتسبب في منع النساء من دخول بعض الأماكن في العالم، فتابعوا معنا.
خشية من دخول النساء في فترة الحيض
تخشى بعض الأماكن في العالم دخول النساء لديها بسبب احتمالية نزول دم الحيض في هذه الفترة ولذا تقوم بمنع النساء من دخول هذه الأماكن، ويأتي منع النساء هذا منذ مئات السنين ففي معبد سابريمالا الواقع في ولاية كيرالا الهندية يتم منع النساء الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية عشر إلى الخمسة وأربعين عام، وذلك خشية منهم أن تكون تلك المرأة الداخلة للمعبد في فترة الحيض وهو أمر مكروه للغاية، حيث أن الهنود يعتبرون المرأة في تلك الفترة هي كائن غير طاهر وغير جدير بالدخول للعبادة أو رؤية الأصنام الخاصة بآلهتهم، وقد حاولت النساء القاطنين في هذه الولاية الدخول ولكن تم منعهم من قبل الرجال ولذا قاموا بتصعيد شكوتهم للمحكمة القضائية في الهند.
ومع الكثير من المفاوضات أعطتهم المحكمة حكمًا بدخول ذلك المعبد ولكن الرجال لم يرضخوا لحكم المحكمة وما زالوا يقدسون ألهتم بدرجة كبيرة للغاية منعتهم من الاستجابة للسلطات الحاكمة في البلاد، ولا زالت عملية منع النساء من دخول معبد سابريمالا الهندية هي مستمرة منذ آلاف السنين بسبب فترة الحيض التي تأتي للنساء.
منع النساء خوفًا من فتنة الرهبان بالنساء
في الجبل المقدس أو جبل أثوس كما يسمى باليونان يتم منع النساء من دخوله منذ أكثر من ألف عام، ويتكون هذا الجبل من عشرين دير في كل واحدًا منهم مائة راهب ذكر، والسبب الذي يمنع النساء من دخول هذا الدير هو خوف الرهبان من الفتنة بالنساء والانشغال بالنظر إليهم مما يبعدهم هذا عن عبادة الرب، هذا بجانب الخشية من دخولهم وقت الحيض وهذا ما يزيد الطين بلة في وجهة نظرهم، ولذا يتم منع النساء من دخول الجبل منذ مئات السنين حتى ضمته منظمة اليونسكو العالمية إلى قائمة التراث العالمي، وقد حدث ذلك في منتصف العام الرابع من القرن الواحد والعشرين بعد إجراء جلسة كبيرة شاركت فيه روسيا الاتحادية.
ولكن خرجت منظمة حقوق الإنسان تطالب بإلغاء هذا القرار وإخراج هذا الجبل من قائمة الأماكن التراثية العالمية، وذلك بسبب منع النساء من دخول ذلك المكان المقدس حيث أن سبب المنع هو فكر رجعي قد عفا عليه الزمن ولم يعد يصلح للتعليل به في هذا الوقت، وذلك لأن النضوج الفكري والثقافي أصبح سائد في أغلب مناطق العالم ولم تعد التفرقة التي كانت بين الرجل والمرأة لها أي مكان في هذا الزمان.
الخوف على النساء من خطر البحار
من الأسباب التي يتم منع النساء من دخول بعض الأماكن لأجلها هو الخوف على النساء من شدة خطورة البحار المحيطة بجزيرة أوكينوشيما اليابانية، تقع جزيرة أوكينوشيما في الجنوب الغربي لدولة اليابان وهي محاطة بالمياه من ثلاثة اتجاهات وتشكل البحار المتواجدة بالجوار خطرًا ليس بالقليل على الجزيرة ومن فيها، ولذا تقوم الإدارة هناك بحظر دخول النساء إلى أراضيها، ولكن للحقيقة ومع إجراء بعض التدقيق في الأمر وجدنا أن هذا السبب عاري من الصحة ولا يوجد ما يثبت صحته، والسبب الحقيقي الذي يتم منع النساء من دخول الجزيرة لأجله هو قانون ما في الديانة الشنتوية الغير منتشرة بعض الشيء في اليابان، حيث أن القانون يصف المرأة بأنها كائن غير طاهر بسبب نزول دم الحيض وبالتالي من الممكن أن يكون وقت دخولها للجزيرة هو نفس ذات الوقت التي يكون فيه دم الحيض في فترة نزوله.
ولا يدخل هذه الجزيرة سوى مائة رجل فقط كل يوم حفاظًا على قدسية الجزيرة وعدم خروج أسرارها وخباياها خروج حدودها، وقد عزمت منظمة اليونسكو على ضم هذه الجزيرة للمناطق الأثرية الأهم في العالم ولكنها تحتاج لزيادة عدد الزوار إليها لكي تصبح مقصد عالمي كبير، هذا بجانب أنه مازال حكرًا على الرجال فقط وهو ما يقلل من شأنه بعض الشيء.
منع النساء تطبيقًا لأحكام الشريعة الإسلامية
من الأسباب التي تتسبب في منع النساء من دخول بعض الأماكن في العالم هو تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، حيث أنه الإسلام منع النساء من زيارة القبور وفق ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة “لعن رسول الله زائرات القبور”، فهذا نصح واضح منقول عن النبي الكريم من قبل أصحابه يوضح لنا أن الإسلام نهى عن زيارة القبور من قبل النساء، ولذا يمنع النساء من دخول مسجد حاجي علي دارغا في مدينة مومباي الهندية، وذلك لأنه يضم ضريح رجل مسلم صوفي يسمى حاجي علي ويحرم على النساء زيارة هذا المسجد بسبب ذلك، ويقع هذا المسجد في جزيرة صغيرة تقابل ساحل ورلي من الناحية الجنوبية من المدينة، وهو عبارة عن مسجد ومزار في وقت واحد بل وهو المزار الأشهر في مومباي كلها، وذلك لأن هذه المسجد بني على هيئة رائعة لا مثيل لها فهو يظهر لنا الفن الإسلامي في أزهى صوره ممزوج بالعمارة الهندية الجميلة.
وقد تم بناء المسجد في القرن الخامس عشر من قبل الشخص الذي يسمى المسجد باسمه، وذلك لاكتفائه من الدنيا وحبه لبناء مسجد يجلب له الكثير من الحسنات وهو في عداد الموتى، هذا بجانب أنه توجد الكثير من المساجد الأثرية التي تمنع النساء من الدخول إليها إلا بالحجاب، فمن يحاولن الدخول كاشفين شعرهم يتم منعهم من الدخول حفاظًا على قدسية المسجد.
ختامًا
يجب عليك معرفة أن الأماكن التي تمنع النساء من دخولها هي أماكن قليلة للغاية، وفي بعض الأحيان إذا أستلزم الأمر توجد بعض الطرق التي تسهل لهم الدخول بدون أي مشاكل، ولكن في الغالب يعتبر المانع الأول من دخول النساء لبعض الأماكن العالمية هو نزول دم الحيض منها واعتبارها كائن غير طاهر في هذه الأوقات ويجب منعها من تلطيخ قدسية المكان.
الكاتب: أحمد علي