منظمة الأمم المتحدة هي عبارة عن منظمة دولية تشمل تحت مظلتها كافة الدول المستقلة التي تتمتع بسيادة تامة على أراضيها، تم الإعلان عن تأسيس المنظمة للمرة الأولى في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية في عام 1945م لتحل محل المنظمة المعروفة باسم عصبة الأمم والتي فشلت في لعب الدور المنوط بها خلال فترة اندلاع الحرب العالمية الثانية.
أهمية منظمة الأمم المتحدة :
تنبع أهمية الدور الذي تلعبه منظمة الأمم المتحدة من طبيعة المهام الملقاة على عاتقها والتي تصب في النهاية إلى تحقيق السلام العادل في مختلف أرجاء العالم، ومن أبرز تلك المهام الموكلة إليها ما يلي:
فض المنازعات الدولية بشكل سلمي :
يعتبر فض المنازعات بين دول العالم المختلفة بشكل سلمي أحد المهام الواقعة على عاتق منظمة الأمم المتحدة العالمية، وتتشارك في تحقيق ذلك الهدف الأجهزة الرئيسية الستة التي تتشكل من خلالها منظومة الأمم المتحدة وعلى رأسها محكمة العدل الدولية، التي تلجأ عادة الدول إليها بهدف الفصل فيما يتعلق بترسيم الحدود السياسية بين الدول وبعضها.
نجحت منظمة الأمم المتحدة بشكل عام ومحكمة العدل الدولية بشكل خاص منذ تأسيسها في فض العديد من النزاعات الدولية بشكل سلمي دون اللجوء إلى السلاح، ومن أبرز تلك الوقائع استرداد مصر منطقة طابا التي ظلت واقعة تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب حرب أكتوبر المجيدة.
ضمان توفير حقوق الإنسان :
حماية حقوق الإنسان في مختلف أرجاء كوكب الأرض هو أحد الأسس الرئيسية التي أقيمت من أجلها منظمة الأمم المتحدة ويعتبر أحد الأهداف الرئيسية بالنسبة لها.
جاء ذلك في أعقاب الحرب العالمية الأولى والثانية والتي شهدت العديد من الوقائع الشنيعة التي تمثلت في الإبادة الجماعية وسحق بعض المدن وعدم التفرقة بين العسكريين والمدنيين، ومن ثم تشكلت منظمة الأمم المتحدة التي تسعى إلى منع تكرار مثل تلك الحوادث في المستقبل حتى في حالة اندلاع حرباً بين دولتين أو أكثر، كما جاء ميثاق الأمم المتحدة محفزاً لمختلف الدول على احترام مبادئ حقوق الإنسان، ورغم أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن المنظمة غير ملزم قانوناً للدول إلا أنه شهد ترحيباً من معظم دول العالم.
الحد من انتشار الأسلحة :
تعي منظمة الأمم المتحدة والدول الأعضاء بها والقائمين عليها أن منع اندلاع الحروب بشكل كامل من الأمور المستبعدة كلياً، حيث أن دراسة التاريخ تثبت بشكل قاطع أن حدوث ذلك من الأمور شبه المستحيلة، حيث أن دول العالم على الدوام في حالة تناحر وتنافس لأسباب مختلفة يصعب حصرها.
بناء على ذلك لم تسع منظمة الأمم المتحدة إلى منع الحروب بشكل تام لكنها حرصت على اتخاذ مجموعة التدابير اللازمة لمنع حدوث كوارث إنسانية مجدداً تشبه تلك التي شهدتها الحرب العالمية الثانية، لذلك تبنت العديد من البرامج التي تحرص على الحد من انتشار السلاح في العالم، كما حرصت على حظر استخدام أسلحة الإبادة الجماعية مثل القنبلة النووية والأسلحة البيولوجية التي لها القدرة على إبادة مناطق كاملة دفعة واحدة، وذلك كله دون الإخلال بحق كل دولة في امتلاك قوة عسكرية تمكنها من تأمين حدودها وصد أي عدوان قد تتعرض له.
حفظ السلام وإيجاد تسويات قانونية عادلة للخلافات الدولية :
من الأدوار المنوطة بـ منظمة الأمم المتحدة هي العمل على إيجاد سبيلاً للتحاور بين الدول والتوصل إلى حلول عادلة وقانونية توأد أسباب الحروب في مهدها وقبل اندلاعها، ويأتي ذلك في سياق الهدف الأسمى والرئيسي الذي تسعى إليه المنظمة والذي تم تأسيسها في الأصل من أجله، ألا وهو حفظ السلام العالمي والحد من احتمالات نشوب الحرب لأي سبب وبين أي طرفين في مختلف أرجاء العالم.
تعمل الأمم المتحدة كذلك على مناصرة بعض الدول خلال فترة التعافي من آثار الحروب والنتائج المترتبة عليها، عن طريق العمل على تقديم المساعدات الإنسانية وتبني مساعي السلام وإنهاء حالات التوتر بين الخصوم المختلفين.