مشروع سكك حديد برلين هو المشروع الهندسي الذي صنع شهرة المهندس هاني عازر، المهندس الذي غادر مصر طالباً وعاد إليها وهو أحد القامات الهندسية المرموقة في العالم، بفضل الإنجاز العظيم الذي حققه بتنفيذه لـ مشروع سكك حديد برلين ،والذي يُعد المشروع الهندسي الأشهر والأعجب في زمننا المعاصر.
مشروع سكك حديد برلين .. المعجزة التي تحققت :
هناك عدة عوائق واجهت مشروع سكك حديد برلين ودفعت الإدارة الألمانية إلى تجميد لفترة طويلة، وذات العوائق كانت سبباً في اعتباره أعجوبة من العجائب، بعدما تمكن هاني عازر وفريقه من التغلب عليها واجتيازها، فوصفتهم الجرائد آنذاك بصانعي المعجزات، وتلك العوائق التي صارت معجزات هندسية تتمثل في الآتي:
مجرى نهر سبراي :
أكبر المعوقات التي قابلت كل من حاولوا تنفيذ مشروع سكك حديد برلين كان نهر سبراي، فخوط القطارات الموضحة على الرسومات الهندسية كانت تمر من خلاله، وكان الحل الوحيد الذي يمكن من خلاله تنفيذ ذلك، يتمثل في مد الجسور من أعلى سطح ذلك النهر، أو في حفر أنفاق شديدة العمق والطول تمر من أسفله، وكلا الأمرين تعذر تنفيذهم على أرض الواقع لأسباب عديدة، تتعلق بمنسوب مياه النهر وطبيعة التربة بالمنطقة المحيطة به، لكن المهندس هاني عازر حين تولي تنفيذ المشروع، أقدم على فعل غريب وغير دارج في المشاريع الهندسية، حيث تعذر حفر مدخل الأنفاق في المنطقة التي يمر منها النهر، وبناءً على ذلك فقد قام بتغيير مسار مجرى النهر وأحدث به منحنى بطول 70 متراً، وقام بحفر أنفاق سكك حديد برلين ثم أعاد النهر مرة أخرى إلى مجراه الطبيعي.
المبنى الإداري المقلوب :
العائق الثاني الذي واجهه المهندس هاني عازر وفريقه عند العمل على مشروع سكك حديد برلين ،كان يتمثل في إقامة المبنى الإداري الأفقي، المقام بشكل عرضي وتمر من أسفله خطوط القطار التي تربط غرب ألمانيا بمشارقها، وكان من المستحيل أن تتعطل حركة القطارات طوال فترة البناء والتشييد، فقام هاني عازر وفريقه بمعجزة معمارية أخرى، حيث قاموا بتشييد البناء بشكل رأسي طبيعي، على أن تكون الطوابق العلية من البناء منفصلة عن الطوابق السفلية وترتبط بها بواسطة مفصلات عملاقة، وبعد إتمام البناء قام فريق المهندسين بقلب البناء بزاوية 90 درجة، ليتخذ وضعه الحالي ويمر بالعرض أعلى خطوط القطارات، ويبلغ طول ذلك المبنى قرابة 70 متراً.
السيولة المرورية :
مشروع سكك حديد برلين وتطوير محطاتها وخطوطها، هو المشروع الهندسي الأضخم في تاريخ ألمانيا، وذلك لأن خطوط السكك الحديد هذه صممت بحيث تربط كافة أرجاء البلاد ببعضها البعض، وعليه فإنها تتقاطع في قلب العاصمة الألمانية برلين، وتمر بأغلب المناطق الحيوية بها، وقطع الطرق أو حظر سير السيارات من أجل إتمام الموضوع كان سيصيب العاصمة بالكامل بالشلل، وقد وضع المهندس هاني عازر ذلك في حسبانه عند الإعداد لتنفيذ المشروع، خاصة وإنه كان من المقرر أن تمتد مدة تنفيذ المشروع لعِدة سنوات.
سبع سنوات من الفشل :
من العوامل التي كانت سبباً في اعتبار مشروع سكك حديد برلين إنجاز هندسي، وجعلته على هذا القدر من الأهمية، هو إن الإدارة الألمانية كانت قد بدأت في التفكير بشكل جدي في إهماله كلياً، والتفكير في إيجاد بدائل له، وذلك لأن المهندسين الألمان عجزوا عن إعداد خطة للمشروع قابلة للتنفيذ، ولمدة سبع سنوات كاملة تنقل المشروع بين العديد من شركات المقاولات، وجميعهم فشلوا فشلاً ذريعاً في تنفيذ ذلك المشروع، إلى أن وصل إلى أيدي شركة بولنسكي والمهندس المصري هاني عازر، الذي كان قد ساهم في تنفيذ مترو الأنفاق بمدينة دورتموند، وتمكن بالفعل من إنجاز مشروع سكك حديد برلين وتطوير محطاتها، فحقق بذلك ما ظنه الجميع مستحيلاً، وتفوق على عمالقة الهندسة الألمان في عقر دارهم، فاكتسب المكانة الرفيعة التي استحقها وصار مشروعه هو الأشهر عالمياً.