مسلسل الهامشية أو فرينج Fringe هو مسلسل خيال علمي أمريكي، بدأ عرض الموسم الأول منه في سبتمر 2008م بينما الموسم الخامس والأخير فقد عُرِض في 2013م، حقق مسلسل الهامشية نجاحاً كبيراً عند عرضه وحظي بنسبة مشاهدة مرتفعة برغم المنافسة الشديدة، حيث تزامن عرضه مع عرض أسطورتي الدراما مسلسل لوست Lost ومسلسل بريزون بريك Prison Break. الهامشية من إخراج ديران سارافيان وتأليف جاي جاي أبرامز وبطولة آنا تورف وجوشوا جاكسون وجون نوبل وجاسيكا نيكول ولانس ريدريك وبلير براون.
سر نجاح مسلسل الهامشية Fringe :
رغم تزامن عرض حلقات مسلسل الهامشية Fringe مع العديد من الأعمال الدرامية القوية، إلا إنه تمكن من المنافسة وحقق نجاحاً عالمياً، وذلك بسبب العديد من العوامل التي منحته التميز والاختلاف عن السائد على الشاشات بتلك الفترة، ومن أبرزها الآتي:
الاستناد إلى نظريات العلماء :
مسلسل الهامشية أو Fringe اقتبس عنوانه عن مسمى حقيقي لأحد فرع العلوم الهامشية Fringe science، وهو مصطلح يشار به إلى مجموعة من النظريات التي لم تلق قبولاً كبيراً في الأوساط العلمية، إذ إنها مجرد نظريات أو وجهات نظر علمية تسعى لتفسير بعض الظواهر الغريبة أو وضع بعض الفرضيات والتكهن بمدى إمكانية حدوثها، مثل السفر عبر الزمن أو مدى احتمالية وجود العالم الموازي وغير ذلك، وقد استند مسلسل الهامشية في أغلب أحداثه على تلك النظريات وتخيل وقوعها فعلياً، ورغم إن مسلسل الهامشية يصنف كمسلسل خيالي إلا إن الاستناد إلى تلك النظريات منحه قبولاً وحد أدنى من المعقولية سهل عملية إقناع المشاهد وجذبه للتعايش مع الأحداث.
مزج الواقع بالخيال :
من مميزات مسلسل الهامشية أيضاً إن صناعه قد قاموا ببراعة بالمزج ما بين عالمي الخيال والواقع، وجمع بين لونين متباينين من الدراما وآلف بينهما بشكل بديع بأسلوب أقرب إلى نوعية الواقعية السحرية في الأعمال الأدبية، حتى إن مشاهديه كانوا كثيراً ما يتناسون إنهم أمام مسلسل ينتمي إلى نوعية الخيال العلمي في النهاية، فقد كان كل شىء في أحداث الهامشية موظف بصورة جيدة، وقام بإحداث اتزان رائع بين العالم الواقعي الذي يعيشه أبطال المسلسل وصراعتهم الداخلية، وبين صراعاتهم مع قوى الشر والتي كثيراً ما تلجأ إلى حيل غريبة لا وجود لها في الحقيقة، وتجدر بنا الإشارة هنا إن تلك المشاهد تم تنفيذها بحرفية عالية وأن استخدام الخدع البصرية كان أقرب للمثالية.
تصاعد الأحداث :
تصاعد أحداث مسلسل الهامشية Fringe أيضاً كان من أهم العوامل التي كفلت له التميز والنجاح، فنجاح المواسم الأولى من المسلسل لم تغر مؤلفيه إلى استنساخها في المواسم التالية، ربما لأن التاريخ الفني يشهد بأن كل محاولة استنساخ للنجاح أدت في النهاية إلى فشل العمل. لكن مسلسل الهامشية كان بعيداً كل البُعد عن ذلك وكان كل موسم من مواسمه يشهد تطورات كبيرة سواء في الأحداث أو بطبيعة الشخصيات، وهو ما زاد من تعلق المشاهدين به وزادهم شوقاً لمعرفة أحداثه التالية التي كانت دائماً خارج كل التوقعات.
روح الكوميديا :
تعتبر الكوميديا من أهم عوامل الجذب في عالم صناعة السينما أو المسلسلات التلفزيونية، وقد كان صناع مسلسل الهامشية Fringe مدركين تماماً لتلك الحقيقة، فحرصوا على تضمين أحداثهم كم هائل من المفارقات الكوميدية التي رسمت الابتسامة على شفاة المشاهدين، وكانت شخصية والتر بيشوب التي جسدها جون نوبل صاحب النصيب الأكبر من تلك المواقف، التي ساهمت في كسر صرامة الأحداث والحد من التوتر الناتج عن أحداثه المثيرة والمتلاحقة، الأمر الذي ضاعف من متعة المشاهدة، بعكس بعض مسلسلات الإثارة التي غلبت عليها الجدية مثل مسلسل السهم الذي رغم تميزه إلا إن النقاد عابوا عليه غياب المرح وإرهاق ذهن المشاهد.
الأداء التمثيلي :
العروض التلفزيونية القائمة على أساس من الإثارة والتشويق كثيراً ما يُهمل بها الجانب التمثيلي، وذلك ليس لقلة موهبة الممثلين المشاركين بها، إنما لأن الأحداث نفسها لا تتيح لهم مساحات كافية لإظهار قدراتهم التمثيلية، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لـ مسلسل الهامشية Fringe، فكانت كل شخصياته بعيدة تماماً عن السطحية وتضمن مساحات كبيرة تم من خلالها استعراض طبيعة تلك الشخصيات وماضيها، كما اهتم المؤلفون بإبراز العلاقات الإنسانية والعاطفية الرابطة بين الشخصيات وخاصة شخصيتي أوليفيا دونام وبيتر بيشوف، وتلك المشاهد في كثير من الأحيان تبدو وكأنها مباراة تمثيلية رائعة الفائز الوحيد بها هو المشاهد.