السجائر الإلكترونية حين يتم الترويج إليها من خلال وسائل الإعلام، تتصدر إعلانتها عبارة “بشرى سارة للمدخنين”، وتُقدم في صورة المنقذ الذي سيحارب الوباء المستشري، ويحقق حلم الإقلاع عن التدخين لكل من عجزوا عن تحقيقه، وبالفعل حققت مبيعات السجائر الإلكترونية في سنوات قليلة أرباح خيالية، والطلب عليها يزداد يوم بعد يوم، ولا يدرك مستخدميها إنهم بذلك يهربون من خطر إلى خطر أشد!..
مخاطر السجائر الإلكترونية الصحية :
السجائر الإلكترونية ليست كما يروج عنها، فهي ليست آمنة كما يقال عنها بالإعلانات، بل هي على النقيض من ذلك تماماً، بل أننا لن نبالغ إن قلنا بأن خطورتها تفوق خطورة التدخين التقليدي.. ذلك ما أثبتته الدراسات التي تناولت آثارها السلبية على الصحة، والتي من بينها الآتي:
السائل المُسمم :
وفقاً للتقارير الرسمية التي صدرت عن منظمة الصحة العالمية، والتي تضمنت تحذيرات مشددة من استخدام السجائر الإلكترونية ، وكان من بين الأسباب التي استوجبت إصدار مثل تك التحذيرات، هو درجة السُمية المرتفعة بالسائل الذي يستخدم في السيجارة الإلكترونية، والذي لم تتوصل الأبحاث حتى اليوم إلى آثاره الضارة بشكل دقيق، لكن ما نعرفه عنه هو إنه سائل مُسمم، وهذا وحده سبب كافي لاعتبار السجائر الإلكترونية مهددة لصحة الإنسان.
مادة البروبيلين :
مادة البروبيلين هي واحدة من المواد الرئيسية الداخلة في تركيب السجائر الإلكترونية ،وهي مادة تصنف علمياً ضمن المواد السامة، رغم إن سُميتها بسيطة ومتدنية ولا تكاد تذكر، إلا إن ذلك في النهاية لا ينفي عنها صفة السُمية، وبالتأكيد احتواء الشخص لها داخل رئتيه مع عملية التنفس أمر غير محبب، كما إن مادة البروبيلين ليست آمنة بشكل مطلق، فإن زاد تركيزها عن معدل 1جرام لكل لتر، فإنها بذلك تشكل خطر داهم على صحة الإنسان، وبالتأكيد صناع السجائر الاجتماعية والمروجين لها يؤكدون إنهم ملتزمون بتلك النسبة، ولكن ما من وسيلة يمكن بها التأكد من ذلك.
جفاف الحلق :
مادة البروبيلين أو الجلسرين انباتي تستخدم كمادة مذيبة ببعض الأغذية، وهي أعذية غير صحية ولا يُنصح الأطباء بتناولها، من أمثلة ذلك المياه الغازيةوالحلويات المستخدم بها المواد الحافظة، وتلك المادة تدخل -كما ذكرنا- في تركيب السجائر الإلكترونية ،وإن سلمنا بإنها لا تضاف إلى سائل السيجارة الإلكترونية إلا بنسب آمنة، فإن ذلك لا يعني عدم تعرض المدخن إلى آثارها الجانبية العديدة، ومن بينها التعرض لنوبات من جفاف الفم والحلق، وهو الأمر الذي يعد يشكل مصدر إزعاج للكثيرين، علاوة على إن استمرار حالة الجفاف لفترات طويلة تتفاقم لأضرار أشد وأخطر.
السرطان :
الدافع الأول للتوجه إلى السجائر الإلكترونية واستبدالها بالسجائر العادية، هو محاولة تفادي التعرض للإصابات مرض السرطان، ولكن الحقيقة الصادمة والتي كشفها فريق بحثي بجامعة بورتلاند الأمريكية، هي إن السجائر الإلكترونية تزيد من احتمالات التعرض لمرض سرطان الرئة، 15 مرة أكثر من التدخين التقليدي للسجائر العادية!.. والسر في ذلك يعود لمادة الفورمالدهيد المسطرمة، والتي تدخل في تركيب سائل السجائر الإلكترونية ،ووفقاً للدراسة فإن القيام بتدخين ثلاثة ملليجرامات من سائل السجائر الإلكترونية ،يعني استنشاق 14: 15 ملليجرام من المواد المسرطنة.
تليف الكبد :
المعلومة الشائعة هي أن الخمر هو المسئول الأول عن حدوث الإصابة بتليف الكبد، ولكن هذه المعلومة فقدت حقيقتها بابتكار ما يسمى السجائر الإلكترونية ،والتي بعد تناول آثارها الصحية بالدراسة والتحليل، صارت تتصدر هي قائمة العوامل المؤدية إلى تليف الكبد، وذلك بسبب مادة الاسيتالدهيد التي تتواجد في السجائر الإلكترونية بنسبة مرتفعة، وهي سائل عديم اللون يمتاز بقابليته إلى الاشتعال، وحين ترتفع درجة حرارة السجائر الإلكترونية وتتبخر تلك المادة ويستنشقها القائم بعملية التدخين، ولك أن تتخيل أن ما يحدثه الكحول من أثر في الكبد، ينتج في الأساس عن تحوله إلى مادة أسيتالدهيد نتيجة تفاعله مع بعض الإنزيمات، فما بالك باستنشاق هذه المادة مباشرة عن طريق تدخينها!.