مخاطر الإنترنت متعددة بقدر تعدد المنافع والفوائد التي تتحقق منه، ووفقاً للعديد من الدراسات فإن الأطفال والمراهقين هم الأكثر عرضة لـ مخاطر الإنترنت ،ويعتقد بعض الآباء إن المواد الإباحية واللا أخلاقية هي الخطر الوحيد الذي يبث عبر شاشات الكمبيوتر، ولكن الدراسات العلمية أثبتت إن تلك النظرة يشوبها الكثير من القصور، وإن الآثار السلبية المحتملة لاستخدام الأطفال للشبكة العنكبوتية، أكثر تعدداً وأشد خطراً من ذلك.
مخاطر الإنترنت على الأطفال :
يوصي العلماء بمراقبة نشاط الطفل باستمرار حين يتعلق الأمر بوسائل التكنولوجيا الحديثة، ودخوله إلى العالم المفتوح الذي كل شىء به مباح، وذلك لحمايته من مخاطر الإنترنت المحتملة، والتي من بينها الآتي:
الإلهاء :
يوصي علماء النفس والاجتماع بضرورة تحديد الوقت الذي يسمح للطفل خلاله بتصفح الإنترنت، وذلك لحمايته من مخاطر الإنترنت المحتملة، والتي من بينها الإلهاء وإهدار الوقت، فقد كشفت العديد من الدراسات إن الإنترنت نسبة كبيرة من الأطفال حول العالم، صار تعلقهم بالإنترنت تعلق مرضي، فلا يستطيعون أن يمضون وقتهم بعيداً عنهم، وقد تلاحظ إن زيادة معدل استخدام الطفل للإنترنت، صاحبه انخفاض ملحوظ في مستويات التحصيل الدراسي، ولهذا اعتبره العلماء -برغم فوائده- من عوامل الإلهاء، والأمر لا يقتصر على التعليم فحسب، بل إن من مخاطر الإنترنت إنه يلهي الطفل عن مختلف الأنشطة الأخرى التي قد تكون مفيدة بالنسبة له، فقد وجدت ذات الدراسات إن الأطفال مدمني الإنترنت كانوا أكثر إهمالاً لممارسة الرياضة، وأهملوا أي موهبة كانوا يمتازون بها.
ضعف الروابط الاجتماعية :
وجدت بعض الدراسات الاجتماعية إن من مخاطر الإنترنت إنه يُضعف العلاقات الاجتماعية، فإن الأشخاص ممن تحول استخدام الإنترنت بالنسبة لهم إلى شكل من أشكال الإدمان السلوكي، أصبحوا يعيشون في عزلة عن المجتمع المحيط بهم، وليس المجتمع فقط بل إن الإنترنت ساهم في تفكك روابط الأسرة الواحدة، ويعد الأطفال أكثر عرضة لهذا الخطر من البالغين، حيث تكون نشأتهم بذلك غير سوية، حيث ينمو الطفل داخل عالم افتراضي كلياً وفي انعزال تام عن الواقع المحيط به، ويرى العلماء إن الأطفال من هذا النوع هم أكثر عرضة للاضطرابات النفسية عند بلوغهم، وعادة ما يصابون بنوبة من الاكتئاب الحاد نتيجة رفضهم لواقعهم، الذين اصطدموا به وأجبروا على التعايش معه في مرحلة ما.
مصدر للمعلومات :
عند السماح للطفل بالتعامل مع الإنترنت فعلينا أن نعي إننا نضع بين يديه سلاح ذو حدين، وإن فوائد و مخاطر الإنترنت وجهين لعملة واحدة، فرغم إن الوصول إلى المعلومة في زمننا المعاصر صار أمراً بسيطاً، لا يتطلب سوى النقر على مجموعة أزرار، وبقدر ما يساهم في تشكيل الوعي والارتقاء بالمستوى الثقافي، إلا إنه أمر محفوف بالمخاطر، فالمعلومات التي تبث عبر الإنترنت وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، لا يعتد بها إلا بعد التأكد من إنها صادرة عن مصدر موثوق، ولكن الأطفال عادة لا يتقصون الحقيقة، ويتعاملون مع كل معلومات التي تنقل إليهم باعتبارها مُسلمات، ومن المعلوم إن الإنترنت صار يستخدم من جانب البعض في تزييف الوعي ونشر الأكاذيب وقلب الحقائق، ولهذا لابد من مراقبة الطفل والعمل على توجيهه، كي لا يسقط فريسة للأفكار المتطرفة، أو تلك التي تخالف تعاليم الدين وتقاليد المجتمع.
التعرض للابتزاز :
من مخاطر الإنترنت على الأطفال والمراهقين، هو احتمال تعرضهم لأي من أشكال الضغوط أو الابتزاز، فبسبب قلة خبرتهم في الحياة وأحياناً انعدامها، يثقون في أشخاص دون أن يعرفونهم بالقدر الكافي، ومن داخل غرف الدردشة تبدأ القصص التي غالباً ما تنتهي بكارثة، وأعداد البلاغات التي تتلقاها الأجهزة الأمنية حول العالم التي تتعلق بما يسمى جرائم الإنترنت في تزايد مستمر، وأغلبها يتمحور حول عمليات الابتزاز المالي والجنسي.