الألماني مايكل شوماخر هو الاسم الأبرز في تاريخ رياضة سباق السيارات للمحترفين، وينظر له البعض كأسطورة رياضية صعبة التكرار ويصفه النقاد بأفضل قائدي سيارات السباق في التاريخ.. ترى ما سر الشعبية التي يحظى بها مايكل شوماخر وما العوامل التي ساهمت في صناعة أسطورته؟
سر شعبية مايكل شوماخر :
ساهمت العديد من العوامل في صناعة أسطورة مايكل شوماخر الرياضية وجعلته واحداً من أبرز الأسماء في عالم الرياضة، ومن أبرز تلك العوامل ما يلي:
التميز في السباقات الرطبة :
هواة متابعة رياضة سباق السيارات يعلمون أن أصعبها على الإطلاق ما يعرف باسم السباقات الرطبة أو Wet Races، ومن العوامل البارزة التي شكلت أسطورة مايكل شوماخر ريادته في هذا النوع من السباقات، التي تعتمد بشكل رئيسي على مهارة السائق ومدى قدرته على التحكم في السيارة فوق الأراضي الزلقة.
تمكن مايكل شوماخر من إحراز المركز الأول في النسبة الأكبر من السباقات الرطبة التي شارك بها، مما جذب إليه أنظار الجميع وساهم في مضاعفة شعبيته.
الجوائز والألقاب :
أحرز مايكل شوماخر خلال سنوات نشاطه الرياضي العديد من الألقاب والبطولات، مما حوله إلى رمز ومثل أعلى بالنسبة لكل متسابق ناشىء في عالم سباقات السيارات، وقد بلغ عدد الانتصارات التي حققها شوماخر خلال سنوات احترافه نحو 91 انتصاراً ومن أبرز الألقاب التي حصل عليها ما يلي:
- المركز الأول في السباق الكبرى في بلجيكا والصين وغيرهما
- المركز الثاني في بطولة فورمولا فورد الأوروبية
- العديد من ألقاب فورمولا وان Formula 1
بطل حتى النهاية :
من العوامل التي ساهمت في صناعة أسطورة مايكل شوماخر في عالم سباقات السيارات وعالم الرياضة بشكل عام، هو أنه غادر مضمار السباق وهو في قمة مجده وتوهجه، فالنسبة الأكبر من الرياضيين يجبرون على الاعتزال نتيجة تقدمهم في العمر وانخفاض لياقتهم وتردي مستواهم، إلا أن نسبة قليلة منهم ينتبهون لتلك الحقيقة ويتخذون قرار المغادرة من تلقاء أنفسهم ومن بين هؤلاء نجوم كرة القدم البرازيلي بيليه ونجم الأرجنتين مارادونا والملاكم محمد علي كلاي وغيرهم.
لعب القدر دوراً في اعتزال مايكل شوماخر لعالم السباقات بسبب تعرضه لإصابة بالغة في الرأس في عام 2013م، إلا إنه حين استعاد وعيه كان قد اتخذه قراره بالاعتزال لتأكده من عدم قدرته على الاستمرار بنفس المستوى الذي كان عليه في الماضي، ففضل بذلك المغادرة لتظل الجماهير تذكره بصفته بطل أسطوري وليبقى في نظرهم أفضل رجل جلس خلف عجلة القيادة على سطح كوكب الأرض.
تحطيم القواعد والتمرد على المفروض :
ضرب مايكل شوماخر أروع أمثلة المثابرة والاجتهاد، وتحول إلى نموذج يستشهد به خبراء التنمية البشرية في الكفاح والنجاح، حيث أن لفترة طويلة كانت النجومية الرياضية العالمية من نصيب نجوم كرة القدم دون غيرهم باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية في العالم.
لكن مايكل شوماخر كان واحد من القلائل ممن تمكنوا من خرق تلك القاعدة، وأثبتوا أن النجاح حليف أي مجتهد ومثابر ومتميز بغض النظر عن مجال احترافه، فرغم أن رياضة سباقات السيارات لا تحظى بشعبية كبيرة إلا أن شوماخر من خلالها استطاع أن يحقق شهرة عالمية ويكتسب شعبية طاغية في مختلف دول العالم.
الجانب الإنساني :
من أبرز العوامل التي ساهمت في مضاعفة شعبية مايكل شوماخر حول العالم، استغلاله تلك الشعبية في الأعمال الخيرية والإنسانية، حيث أنه من الشخصيات العامة دائمة المشاركة في الأعمال التطوعية وحملات جمع التبرعات، كما أنه قد تبرع فعلياً بعشرات ملايين الدولارات من حساباته الخاصة لصالح العديد من الجمعيات الخيرية وقد اختارته منظمة اليونسكو ليكون واحد من سفراء النوايا الحسنة التابعين لها.