طبعًا لا تُذكر مارغريت تاتشر في بريطانيا أو في أي مكان آخر في العالم إلا ويُذكر خلفها مُباشرةً لقب المرأة الحديدية الذي كان لقبها الأهم، والحقيقة أن نساء قلائل في هذا العالم تمكنوا من الظفر بلقب المرأة الصلبة أو الحديدية وقد كانت تاتشر واحدة منهن، وربما يبدو ذلك خاطئًا إلا أن الأمر لم يكن بسبب أمور جيدة قامت بها مارغريت وإنما لكونها قد أظهرت القسوة في الكثير من المواقف، وهذا لا يعني طبعًا أنها لم تكن رئيسة وزراء جيدة، بل على العكس تمامًا، يُمكن تصنيفها ضمن الأفضل على الإطلاق، لكن كانت هانت أسباب منطقية دعت إلى إطلاق هذا اللقب عليها، وتلك الأسباب هي بالأساس موضوع حدثينا بالسطور القليلة المُقبلة، فدعونا نبدأ بها سريعًا.
اتباع مارغريت تاتشر سياسة اقتصادية عنيفة
مرت بريطانيا خلال فترة تولي مارغريت تاتشر بأزمة اقتصادية عنيفة للغاية، لكنها على الرغم من ذلك لم تأخذ بلادها في طريق الانهيار وتفقد قوة بريطانيا ، بل تخطت الأزمة بشكل جيد للغاية، فقط ظهر جليًا أنها خلال هذه الأزمة قد اتبعت سياسة اقتصادية عنيفة تجاه جميع القطاعات، خفضت الرواتب ورفعت سعر السلع، لكن هذا لم يحدث لأنه ثمة سوء في الإدارة من مارغريت وإنما لكونها امرأة حديدية لا تنظر للآلام الحالية وإنما تنظر إلى مصلحة الشعب، ومن أجل ذلك لم يكن من الصعب أبدًا بالنسبة لها أن تتبع سياسة اقتصادية عنيفة وقبضة حديدية في غاية القوة، حيث أنه في البداية ظهرت الوقفات الاحتجاجية والاعتراضات الجلية، لكن مع الوقت بدا جليًا أن مارغريت تمتلك خيار السيطرة على الوضع، وهذا ما حدث بالفعل وأظهر مارغريت في صورة مُختلفة تمامًا عن الصورة المُتخيلة عن الأنثى.
التعامل القاسي خلال حادثة هيلزبرة
هل تعرفون حادثة هيلزبرة؟ حسنًا، إذ لم تكونوا قد سمعتم بها من قبل فهي حادثة رياضية وقعت أثناء فترة حكم مارغريت تاتشر وكان جمهور نادي ليفربول الطرف الأول والرئيسي بها، إذ أنه في تلك الحادثة تعرض ما يقترب من المئة مُشجع للموت بسبب حالة دهس نتجت عن التدافع الذي كانت الشرطة جزء رئيسي فيه بسبب النصائح الخاطئة التي قدمتها للجمهور، وبالطبع كان من المنطقي أن يلوم الجماهير السلطة في ذلك التوقيت كنوع من التنفيس عن غضبهم وألمهم، لكن بعد أن فعل الجماهير ذلك خرجت مارغريت وجعلت الجماهير، والذين من المفترض أن يكونوا ضحايا، هم المتسببين الرئيسين في الحادثة، أيضًا منعتهم من دخول المباريات لفترة، ومن هنا خرجت حملة شنعاء ضدها ووصفت بالعاهرة!
قدرة مارغريت تاتشر على تكرار الحكم والسيطرة
لم تتولى مارغريت تاتشر رئاسة وزراء إنجلترا مرة واحدة فقط، وإنما فعلت ذلك أكثر من مرة، وهذا يعني أنها كانت تمتلك من القوة ما يجعلها طوال الوقت المرشح الأول والأكثر قابلية لنيل المناصب الكُبرى، ثم نأتي بعد ذلك لما كان يحدث عندما تتولى هذه السيدة حكم البلاد، فقد كانت قادرة على السيطرة بكل سهولة ودون أن تندلع الثورات أو تظهر الاحتجاجات أو يحدث أي شيء بشكل عام، فقط كانت تُسيطر وكان الجميع يتبع ما تقوله مارغريت بشكل مُلفت وغريب بعض الشيء، ببساطة، كانت هذه المرأة التجسيد الحقيقي لكلمة المرأة الحديدية.