يُعتبر مؤلف الروايات شخص مُثير وجدير بالاهتمام نظرًا لكونه العضو الأكثر شهرة بين جميع فئات المؤلفين، ففي الغالب يحظى ذلك المؤلف بنسبة أكثر من الجذب والشهرة من مؤلفين آخرين يُمكن القول إنهم نظريًا يستحقون حالة التفوق هذه، والحديث هنا عن مؤلفي الدراما والسينما على وجه التحديد، فإذا وضعنا في الاعتبار أن كل شخص من الطرفين يشرع فعلًا في عملية تأليف مُصنف ما، فإن شكل المصنف الخاص بمؤلف الدراما والأفلام يحظى بانتشار أكبر من انتشار شكل مُصنف الروائي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك التفوق الغير منطقي بعض الشيء؟
ارتباط المصنف الأدبي بالروائي وحده
هناك سبب في غاية الأهمية ويُعتبر فاصلًا جدًا في ذلك الأمر الذي نتحدث عنه، والسبب ببساطة يدور حول ماهية المصنف الذي يفرزه الروائي والمصنف الذي يفرزه مؤلف المسلسلات والأفلام، فعلى الرغم من أن كلا المصنفين في النهاية عمل إبداعي يتم تأليفه إلا أن المصنف الروائي الأدبي يرتبط فقط بالروائي، بمعنى أن مؤلف الروايات يحظى بكل الإشادة في حالة خرج المصنف بصورة جيدة ويحظى بكل الانتقاد حال أنه لم يخرج كذلك، بينما مؤلف المسلسلات يكاد لا يُذكر أصلًا لأن المصنف يرتبط بالمخرج والمنتج والممثل الذي دائمًا ما يتصدر المشهد وحده.
توافر صورة مؤلف الروايات غالبًا
عندما تقوم بتأليف رواية ما فبنسبة كبيرة سوف تضع صورة لك خلف هذه الرواية، وتحديدًا أسفل الغلاف الخلفي، تلك الصورة ستكون مصحوبة ببعض المعلومات عنك بالإضافة إلى كلمة الترويج للغلاف، وطبعًا الجزء الخلفي يبقى جزء من الغلاف يتم النظر إليه والاهتمام به، لهذا يراك القارئ بصورة مُناسبة، وعلى العكس تمامًا تأتي فكرة تأليف المسلسلات لأنها تتضمن اسمك فقط بشكل عابر وغالبًا ما لا يعرف الجمهور وجهك، بل دعونا نقول بصراحة أن مؤلف المسلسلات والأفلام قد يقوم بتأليف مئات الأعمال دون أن يكون نصيبه في النهاية معرفة الجمهور لشكله، ومن هنا ينبع تألق الروائي.
انجذاب القراء إلى ماهية الكاتب
عندما تشاهد فيلم سينمائي أو مسلسل درامي، والحديث هنا عنك أيه القارئ العادي، فأنت بكل تأكيد لن تُفكر في شكل الكاتب وكيانه وتفاصيله، لن تهتم بأي شيء يتعلق به أساسًا، كل ما هنالك أنك سترغب في معرفة بطل العمل وكيف أخرجه المخرج في صورة مميزة، لكن مصنف الرواية، سواء بعد عملية القراءة أو قبلها، فسوف يكون هناك اهتمام طبعًا بماهية الشخص الذي وضع ذلك المصنف، وبناءً على ذلك سوف يعرف كيفية وضعه أساسًا وبراعته في ذلك، ببساطة، سوف يبني أشياء كثيرة على تلك المعرفة التي سيسعى إليها بكل الأشكال الممكنة.
استغلال مؤلف الروايات في تسويق المصنف
نقطة أخرى تضع الفارق بين مؤلف الروايات ومؤلف المسلسلات والأفلام وتُبين لنا كيف جاءت مسألة الشهرة التي نتحدث عنها، وتلك النقطة في الحقيقة هي نقطة تسويقية بحتة، بمعنى أنه ليس هناك تدخل لأي عنصر بخلاف تسويق المصنف الذي ينتجه كلا الشخصين، فبالنسبة لمصنف المسلسل الذي ينتجه المؤلف يكون مسوقًا بالنجم الخاص به فقط، ولا تكون هناك حاجة أساسًا لمعرفة واضع ذلك المؤلف، أما الرواية فإن مؤلفها هو النجم الذي يتم استخدامه في عملية التسويق.