الماء هو أصل الحياة، منه يتكون كل شيء على وجه الأرض، حتى الإنسان نفسه، فقد وجد العلماء أن الماء يشكل حوالي 70% من جسم الإنسان، لذلك فلا يمكن أن يتواجد أي شكل من أشكال الحياة بدون المياه، سواء كانت حياة نباتية أو حيوانية أو حتى مجهريه! لكن ما هو السر وراء أهمية الماء؟ وما هي مكوناته؟ وكيف يتواجد في الطبيعة؟ كل هذه الأسئلة سنجيب عليها بالمقال التالي.
لماذا يعتبر الماء عنصر أساسي لوجود الحياة ؟
مكونات عنصر الماء
عنصر الماء هو مركب كيميائي، يحتوي الجزيء الواحد منه على ثلاث ذرات، ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين، يتواجد الماء في ثلاث صور رئيسية في الطبيعية كما يلي:
-
الحالة الصلبة
وهي حالة التجمد، يحتاج الماء السائل لدرجات حرارة منخفضة جداً حتى يتحول إلى جليد صلب، أكثر الأماكن التي يتواجد فيها الماء على حالته الصلبة في الطبيعية هي قمم الجبال الشاهقة والقطبين الشمالي والجنوبي، حيث تنخفض درجة الحرارة حتى تصل لصفر مئوية أو أقل في هذه الأماكن.
-
الحالة السائلة
وهي الصورة الطبيعية للماء، حيث يتواجد في درجات الحرارة الطبيعية طالما أنها أقل من درجة الغليان وأعلى من درجة التجمد، ويتميز الماء النقي في هذه الحالة بأنه عديم اللون والطعم والرائحة، الحالة السائلة للماء في الطبيعية تتمثل في الأنهار والمحيطات والبحار وغيرها من مصادر المياه الجارية.
-
الحالة الغازية
أو الحالة البخارية، يتحول الماء إلى هذه الحالة عندما يتعرض لدرجات حرارة شديدة الارتفاع تصل إلى 100 درجة مئوية أو أكثر، فيتعادل ضغطه مع ضغط الهواء المحيط وتتحول ذراته إلى بخار فتتطاير ويتحول لبخار ماء.
في الحالات الطبيعية لابد أن يمر الماء بالحالة السائلة أولاً قبل تحوله إلى بخار، لكن هناك عملية كيميائية تسمى “التسامي” يتم فيها تحويل الماء من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية مباشرة دون أن يتحول إلى سائل، تستخدم هذه العملية في العديد من العمليات الصناعية، كمصانع القهوة الجافة سريعة التحضير.
الخصائص الطبيعية للماء
- الماء سائل شفاف عدم الطعم والرائحة، له خصائص موصلة للكهرباء، خاصة عند إضافة بعض الأملاح الكيميائية فيه، كذلك يعتبر الماء سائل متعادل، حيث يتساوى في درجة الحمضية والقاعدية.
- لا يتواجد الماء في الطبيعية بصورة نقية، حيث تختلط به العديد من الأملاح والمعادن والغازات، يرجع ذلك لطبيعته القطبية، لكن لابد أن تكون المادة المذابة فيه مادة قطبية أيضاً حتى يتمكن من التفاعل معها وإذابتها.
مصادر الماء في الطبيعية
يتوقع العلماء ظهور الماء على سطح الأرض بعد الانفجار العظيم، حيث أن الأرض كانت في بدايتها عبارة عن كتلة شديدة الحرارة تسبح في الفضاء، ثم بدأت حرارتها تخمد تدريجياً، أدى ذلك لخروج الغازات الكثيفة من الغلاف الجوي بينما ظلت الغازات ذات الكثافة المنخفضة، مثل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، عندما وصلت درجة حرارة الأرض إلى 273 درجة مئوية بدأ الأكسجين والهيدروجين في التفاعل، أدى ذلك لظهور المطر، بعد أن هدأت درجة حرارة الأرض حدث طوفان عظيم كان السبب في نشأة البحار والمحيطات والأنهار.
يمثل الماء الآن حوالي 70% من مساحة سطح الكرة الأرضية، 3% منها فقط هي المياه العذبة ومصدرها الأنهار والينابيع بالإضافة للمياه الجوفية ومياه الأمطار، بينما تحتل المياه المالحة النسبة الباقية، متمثلة في البحار والمحيطات.
أهمية الماء للإنسان
كما ذكرنا سابقاً فإن ثلثي جسم الإنسان عبارة عن ماء، لذلك أي فقدان طفيف في نسبة المياه الطبيعية في الجسم تؤدي للشعور بالعطش، وإذا لم يستجيب الإنسان لهذا الشعور يصاب بالعديد من المشاكل الصحية، فالماء يقي من العديد من الأمراض كما يلي:
-
يقلل الشعور بالتعب والإرهاق
عندما يقل مستوى الماء في الجسم يصاب الإنسان بالتعب والإرهاق المستمر، نتيجة قصور وظائف الجسم الطبيعية وإصابته بالجفاف، حيث تزداد نسبة لزوجة الدم وتقل قدرة القلب على ضخه في الأوردة والشرايين، فتقل نسبة الأكسجين الذي يصل لخلايا الجسم وبالتالي تقل كفاءة أجهزة الجسم عموماً.
-
يقي من الإصابة بالصداع النصفي
يساعد شرب الماء بكثرة على تحسين آلام الصداع وتقليل فرص الإصابة به خاصة لدى مرضى الصداع النصفي المزمن.
-
ينظم عملية التمثيل الغذائي
شرب المياه بكميات كبيرة يساعد على تحسين عملية الهضم، ويحسن من كفاءة الجهاز الهضمي، فيقي من الأمراض التي ترافق عسر الهضم كارتجاع المريء وحرقة المعدة وغيرها، فقد وجد العلماء أن شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً يحسن من الحركة المعوية ويمنع الإصابة بالإمساك.
-
ينظف الجسم من السموم
يساعد الماء على تخلص الجسم من السموم المتراكمة فيه، وذلك عن طريق تحسين عملية الإخراج فيزيد من مستويات البول والعرق، ما يساعد على تنظيف الكلى وحمايتها من تراكم الأملاح ويحمي من التهابات المسالك البولية.
-
يحافظ على صحة ونضارة الجلد
يساعد شرب المياه على تجديد خلايا الجلد والحفاظ على مرونته، بالتالي يحسن من مظهر البشرة ويضفي عليها مظهراً أكثر شباباً، كما يحسن من شكل الهالات حول العينين، يساعد شرب المياه بكميات كافية على تقليل سقوط الشعر عن طرق تحسين فروة الرأس وتقوية البصيلات.