ارتفاع ضغط الدم واحد من الأمراض الصامتة، فقد يعاني المريض منه لسنوات طويلة دون أن يشعر بأي عرض ملحوظ، لكن هذا لا يعني أنه ليس خطيراً بل على العكس فخطورته تكمن في صمته، تعرض الإنسان لارتفاع ضغط الدم المزمن دون أن يحصل على العناية الطبية اللازمة يزيد من احتمالية إصابته بأمراض القلب والتي قد تصل لحد الوفاة، لذلك كان لابد من وجود توعية كافية حول هذا المرض وأعراضه والأسباب التي تؤدي إليه.
لماذا يعتبر ارتفاع ضغط الدم خطيراً وما مضاعفاته؟
ما هو ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم ببساطة يعني زيادة انقباض الشرايين والأوردة الدموية بالتالي تزداد مقاومتها للدم عند مروره بداخلها ما يتطلب جهداً كبيراً من القلب كي يتمكن من دفعه بصورة طبيعية، أغلب الحالات يكون ارتفاع الضغط فيها مرض بحد ذاته وليس عرضاً لأي أمراض أخرى ويسمى بـ “ضغط الدم الأساسي” أما في نسبة قليلة أخرى تتراوح بين 5-10% يكون السبب هو اعتلال بالكلى أو الغدد الصماء أو القلب نفسه.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
في بدايات المرض نادراً ما يشعر المريض بأي أعراض، لكن مع الوقت يتفاقم الأمر ويبدأ المريض في ملاحظة بعض الأعراض أهمها ما يلي:
- صداع شديد بالرأس خاصة في الجزء الخلفي أثناء فترات الصباح.
- دوار يُصاحبه طنين بالأذن وتشوش بالرؤية.
- نزيف شديد ومفاجئ بالأنف خاصة عند التعرض لضغط عصبي شديد.
- شعور مستمر بالتعب والإنهاك يُصاحبه غثيان وقيء.
- ارتباك وتوتر دائم دون وجود سبب واضح.
- انقباضات ملحوظة في عضلات الجسم.
- تسارع ملحوظ في نبضات القلب يُصاحبها ضيق في التنفس.
- قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم لحدوث التهابات بالكلى والمسالك البولية.
الأسباب التي تؤدي لارتفاع ضغط الدم
تختلف أسباب ارتفاع ضغط الدم باختلاف نوعه كما يلي:
ضغط الدم الثانوي
هذا النوع يمثل نحو 10% من المصابين ويكون سببه تناول بعض الأدوية أو المرور بحالات صحية مؤقتة أو مزمنة أخرى مثل أمراض الكلى والغدد الصماء، أو استخدام أدوية الزكام وبعض المسكنات ووسائل منع الحمل وتعاطي المخدرات، كل هذه العوامل تؤدي للإصابة بارتفاع ضغط الدم المؤقت والذي يزول بزوال السبب.
ضغط الدم الأساسي
وهو النوع الأشهر والأوسع انتشاراً، حيث يكون ارتفاع ضغط الدم مرضاً يستوجب الحصول على عناية طبية وتناول أدوية معينة بصفة دائمة كي يتفادى المريض مضاعفاته، من أهم العوامل التي تسبب هذا النوع ما يلي:
-
تقدم السن
يترافق ضغط الدم المزمن عادة مع التقدم في العمر وتتساوى فرص الإصابة به بين الرجال والنساء في منتصف العمر خاصة بعد وصول النساء لسن اليأس.
-
عوامل وراثية
تزداد فرصة الإصابة بضغط الدم إذا كان أحد أفراد العائلة يُعاني منه خاصة الأقارب من الدرجة الأولى.
-
السمنة
زيادة وزن الجسم تعني حاجته لكميات أكبر من الدم المتدفق كي يستطيع الحصول على غذائه بشكل سليم، بالتالي يشكل ذلك عبئاً كبيراً على القلب حيث يعمل على ضخ كميات كبيرة داخل الشرايين ما يؤدي لزيادة الضغط على جدرانها.
-
قلة ممارسة الرياضة
الرياضة بشكل عام تقوي عضلات الجسم بما فيها عضلة القلب، لذلك عند إتباع أسلوب حياة غير صحي يميل للكسل وقلة النشاط البدني يُصبح المريض أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم المزمن نتيجة ضعف عضلة القلب.
-
التدخين المفرط
يؤدي التدخين لرفع نسب الكوليسترول في الدم ما يتسبب في ترسبه على جدران الشرايين وتصلبها على المدى الطويل، بالإضافة إلى أن التبغ يتسبب في رفع ضغط الدم بشكل فوري ما يزيد من الضرر الواقع على القلب والجهاز الدوري.
-
الإكثار من تناول الأملاح
تناول كميات كبيرة من الأملاح يؤدي لزيادة نسبة الصوديوم في الجسم بالتالي يؤدي لاحتباس السوائل مسبباً ارتفاع ضغط الدم.
-
قلة استهلاك البوتاسيوم
قد يعتمد المريض على كميات قليلة من الأملاح في نظامه الغذائي ورغم ذلك يعاني من ارتفاع نسبة الصوديوم، يرجع ذلك لعدم تناول كميات كافية من الأغذية التي تحتوي على البوتاسيوم، فهو العنصر المسئول عن موازنة الصوديوم في الدم ومساعدة الجسم على التخلص منه.
-
الضغط العصبي
التعرض المستمر للضغوطات العصبية يتسبب في إفراز هرمون الأدرينالين بشكل مفرط بالتالي يتسبب في تقلص الشرايين وزيادة كمية الدم التي يضخها القلب بالتالي يرتفع ضغط الدم بشكل مفرط.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم المزمن
ارتفاع ضغط الدم بشكل مزمن دون حصول المريض على المتابعة اللازمة يشكل خطر كبير على حياته وذلك لأنه يعتبر سبب رئيسي للعديد من الأمراض الخطيرة منها ما يلي:
- تلف الشرايين والأوعية الدموية نتيجة الضغط الزائد عليها.
- التهابات بالكلى تصل لحد الفشل الكلوي.
- ضرر شديد بالشبكية نتيجة تهتك الأوعية الدموية في العين.
- سكتات دماغية مفاجئة نتيجة لتلف الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ.
- فشل القلب والموت المفاجئ.
علاج ضغط الدم
لا يمكن أن يقتصر العلاج في هذه الحالة على الأدوية الكيميائية فقط، فلابد أن يُعدل المريض من نمط حياته كي تأتي الأدوية بالنتائج المرجوة، من أهم الخطوات التي يجب عليه إتباعها ما يلي:
- تقليل وزنه بشكل فوري إذا كان يعاني من السمنة المفرطة.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تقليل كمية الأملاح المستهلكة في الطعام.
- زيادة كمية الدهون الجيدة وأوميجا 3 والكالسيوم في غذائه كونها تساهم في الحماية من تصلب الشرايين.
- الابتعاد عن التوتر والضغط العصبي قدر الإمكان وممارسة تمارين التأمل واليوجا.
- الخضوع للفحص الطبي بصفة دورية حتى لو لم يشعر بحاجه لذلك كي يتمكن من اكتشاف بوادر أي مرض والتحكم فيه.