عدد قليل من البشر من قدر لهم النظر إلى كوكب الأرض من الفضاء، والغالبية شاهدته عبر شاشات السينما أو الصور التوضيحية، وفي كلا الحالتين يظهر كوكب الأرض في شكل كرة منبعجة قليلاً، يغلب عليها لون أزرق يداخله بقع خضراء مائلة قليلاً إلى اللون البني، فترى ما السر في غلبة ذلك اللون؟
كوكب الأرض :
أولاً : سبب اللون الأزرق :
حين ندير أبصارنا في الأرجاء الممتدة حولنا على سطح الكوكب، نرى سهول ووديان وسلاسل جبلية لا متناهية، وكل ذلك يكون مساحات القارات الشاسعة المأهولة بالبشر، ونخال أن هذه اليابسة لا متناهية تمتد من أقصى إلى أقصى، لكن الحقيقة أن كل هذه المساحات مجتمعة لا تشغل سوى 29.2% من كوكب الأرض ،أما نسبة 70.8% الأخرى فهي تمثل حجم المسطحات المائية، وهذه المساحة الهائلة التي تشغلها المسطحات المائية، هي سبب غلبة اللون الأزرق على كوكب الأرض، ولذات السبب يعد كوكب الأرض الكوكب الأكثر لمعاناً، فالمسطحات المائية الشاسعة على سطحه تعكس ضوء الشمس، فيبدو الكوكب كلؤلؤة زرقاء براقة.
ثانياً : مصادر المياه على كوكب الأرض :
كوكب الأرض هو الوحيد ضمن المجموعة الشمسية، الذي تتوافر على سطحه مياه في حالتها السائلة، وهذا بسبب الموقع المتميز لـ كوكب الأرض بالنسبة لنجمه “الشمس”، فهو ليس بالقرب الذي يجعل المسطحات المائية تتبخر، وأيضاً ليس بالبُعد الذي يؤدي إلى تجمدها، وذلك الماء الذي يُقارب حجم ثلثي مساحة الكرة الأرضية، له أكثر من نوع وناتج عن أكثر من مصدر.
الأنهار :
تعد الأنهار هي إحدى المجاري المائية الطبيعية، التي تشق مجراها نتيجة هطول أمطار غزيرة أو استمداد المياه من أحد النبوع، ولكل نهر نقطتي بداية ونهاية، يبدأ من المنبع وينتهى عند ما يعرف بالمصب، والذي يمكن أن يكون بحراً أو بحيرة أو محيطاً، والأنهار تعد هي المصدر الرئيسي للمياه العذبة على سطح كوكب الأرض.
ويذهب الجيولوجيين إلى أن الأنهار لم تكن موجودة منذ بداية الخلق، وإنما تكونت على سطح كوكب الأرض نتيجة عوامل الطبيعة، ويعتبر نهر النيل هو الأطول بين أنهار العالم بطول 4132 ميلاً، أما نهر الأمازون فهو يقل عن النيل بـ130 ميلاً في الطول لكنه يتفوق عليه في العرض.
الجليد :
المناطق الجليدية تعد جزءاً من المسطحات المائية على سطح كوكب الأرض، والمقصود بالجليد كل مياه متجمدة فوق سطح الأرض، سواء أنهار متجمدة كأنهار أثاباسكا، أو الثلوج المتكونة أعلى قمم الجبال، أو المياه المتجمدة في قطبي الكرة الأرضية.
أما النسبة الأكبر من الكتل الجليدية فتتمركز في القارة القطبية الجنوبية أو “أنتاركتيكا”، والتي تقدر مساحتها بما يتجاوز 13 مليون كيلومتر مربع، تقسمهم سلسلة جبال متعرجة بطول 2500كم، تعرف باسم سلسلة الجبال العابرة لقارة أنتاركتيكا، وتعد هذه القارة المتجمدة القارة الوحيدة الغير مأهولة بالسكان، حيث أن عدد البشر المتواجدين على حدودها لا يكاد يذكر.
المحيطات :
70.8% هي المساحة التي يشغلها المسطح المائي على الكرة الأرضية ،و97.6% من هذه المساحة تمثل مسطح المياه المالحة، المشكلة من المحيطات العظيمة وما ينبثق عنها من بحار أصغر، وهذه المساحات الشاسعة من الماء تلعب دور محوري في ضبط المناخ، ويعد المحيط الهاديء هو أكبر المحيطات من حيث المساحة، إذ تفوق مساحته 160 مليون كيلومتر مربع، بدون احتساب مساحة البحار العظيمة المتفرعة منه كبحري اليابان والصين، أي أن مساحة المحيط الهاديء وحده تتعدى ثلث مساحة كوكب الأرض بالكامل، بخلاف أربعة محيطات أخرى هما الهندي والأطلنطي أو الأطلسي، والمتجمد الشمالي والمتجمد الجنوبي.. وتحتوي أعماق المحيطات على أكثر من 32 ألف كائن بحري مصنف، ويعتقد العلماء بأن هناك أكثر من 2 مليون كائن آخر لم يكتشفوا بعد.