منذ قديم الأزل يسعى الإنسان لاستكشاف القمر، ويبحث في ماهيته وتكوينه وكيف يسبح حول الأرض، خرجت العديد من النظريات التي تناقش وتجيب على هذه الأسئلة، لكنها لم تكن أكثر من مجرد فرضيات لا شيء يثبت صحتها، لذلك سعى الإنسان بكل ما أوتي من علم وجهد أن يجد وسيلة تمكنه من الصعود للقمر، وقد كان، فقد توجت هذه الجهود والأبحاث المضنية على مر عدة قرون بوصول الإنسان للقمر وتحقيقه لهدفه، لكن لماذا أولى العلماء كل هذا الاهتمام بالصعود للقمر؟ وما هو تاريخ البعثات الفضائية؟ وما أسم أول رحلة تمكنت من الهبوط على سطح القمر؟
لماذا يسعى الإنسان للصعود إلى سطح القمر ؟!
مر تاريخ محاولات الإنسان للصعود إلى القمر بمرحلتين أساسيتين كما يلي:
-
مرحلة الهبوط غير المأهول
في هذه المرحلة سعى العلماء لإرسال مركبات مجهزة بأجهزة استشعار وكاميرات مراقبة للهبوط على سطح القمر، لكن لم تحتوي أي من هذه المركبات على رواد فضاء، فقد أرادوا التأكد من إمكانية الهبوط على سطحه أولاً وأفضل طريقة لتحقيق ذلك بأقل خسائر ممكنة، لذلك لم يكن مم الممكن المخاطرة بحياة رواد الفضاء قبل التأكد من إمكانية الهبوط بشكل سليم وسلس على سطح القمر.
- أول مركبة حاولت الهبوط على سطح القمر كانت مركبة لونا 2 التابعة للاتحاد السوفيتي وذلك عام 1959 لكن محاولتها للهبوط لم تكلل بالنجاح، تبعتها بعد ذلك مركبة رينجير 4 الأمريكية عام 1962، كان السباق بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي للهبوط على سطح القمر ضمن أحداث الحرب الباردة التي كانت قائمة بين هذين الكيانين آن ذك.
- كان الهدف الأساسي في هذه المرحلة هو تحديد الأماكن المناسبة لهبوط المركبات بشدة، كذلك تحديد السرعة المناسبة للهبوط.
- مازالت المسبارات الفضائية غير المأهولة ترسل للقمر حتى الآن، يختلف شكل وطبيعة الرحلة حسب الغرض العلمي التي يتم إرسال المسبار لأجله.
- أول هبوط ناجح قام بالتقاط صور لسطح القمر تم تسجيله لصالح الاتحاد السوفيتي بين عامي 1966 و 1976، أطلق أسم لونا6 ولونا 13 على هاتين المركبتين.
-
مرحلة الهبوط المأهول
- كان رائد الفضاء نيل أرمسترونج أول إنسان يتمكن من الهبوط على سطح القمر، فقد هبطت كبسولته الفضائية أبولو 11 على سطح القمر في 14 ديسمبر 1972 بعد رحلة دامت 41 شهراً كاملة.
- توالت بعد ذلك الرحلات التي تحمل على متنها رواد فضاء إلى القمر، فقط تمكن 12 رجلاً من الهبوط على سطحه بنجاح، آخر هؤلاء الرواد هو يوجين سيرنان وهاريسون شميت عام 1972.
- لكن إرسال المسبارات والأقمار الصناعية إلى سطح القمر لم يتوقف عند ذلك، فقد تمكن القمر الأمريكي كليمنتاين من إرسال بعض المعلومات التي تشير لوجود مياه متجمدة على سطح القمر، كما تمكنت المركبة السوفيتية لونا 4 من إرسال عينات من تربته.
أهم الدول التي تركت بصمة في مجال استكشاف القمر
توجد العديد من الدول التي تركت بصمة واضحة وقوية في محاولات استكشاف القمر، وكان لها إنجازات بارزة، من هذه الدول ما يلي:
-
روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقاً)
أولا الدول التي سعت للهبوط على سطح القمر، فكانت صاحبة أول رحلة غير مأهولة، كما طورت عدة برامج للصعود إلى القمر منها برنامج لونا و لونا جلوب.
-
الولايات المتحدة
ثاني أبرز المتبارين في هذا المجال، فقد نافست الاتحاد السوفيتي بشدة ومازالت المنافسة بينهما قائمة حتى الآن، لكنها كانت صاحبة السبق في صعود أول إنسان إلى سطح القمر بنجاح خلال رحلة أبولو.
-
أوربا
لها العديد من الانجازات البارزة أيضاً منها القمر الصناعي سمارت1.
-
الصين
نجحت الصين في الوصول إلى القمر أول مرة عام 2007 من خلال مسبار شونغ 1، الذي وصلت تكلفته لحوالي 200 مليون دولار أمريكي، كما أنها تعد برنامجاً متكاملاً للهبوط على سطح القمر واستكشافه عام 2020.
-
اليابان
اهتمت اليابان بدراسة تضاريس السطحية للقمر وذلك من خلال المركبة سيلين التي صممت خصيصاً لأداء هذه المهمة.
-
الهند
تجري الآن عملية استكشاف لطبيعة سطح القمر ومعادنه وحقيقة وجود مياه في تكوينه من خلال مركبة شاندرايان1 التي أطلقت في أكتوبر 2008 وحتى الآن.
أهمية استكشاف القمر
تتمثل أهمية استكشاف القمر وتحليل العينات التي تصلنا منه في الوقوف على طبيعة المجموعة الشمسية وتسهيل عمليات استكشاف الكواكب الأخرى، فقد كان الوصول للقمر نواة للوصول إلى الزهرة وزحل ومحاولات استكشاف المريخ أيضاً، كما أسس استكشافه للعديد من المشروعات العلمية الضخمة التي ساهمت في تحقيق انجازات كبيرة للبشرية.