السرقة جريمة محرمة شرعا وقانونا. وهي من الجرائم التي تنفر منها النفس البشرية بصفة عامة. لكن لا احد ينكر أن السرقة منتشرة في أوساط مجتمعاتنا. وطرق السرقة متعددة, منها السرقة تحت التهديد بالسلاح والسرقة بالاحتيال أو الغش وأيضا السرقات الأدبية و الفكرية. لكن لماذا يسرق بعض الناس؟
لماذا يسرق بعض الناس ؟
تبدو الإجابة سهلة جدا عند العديد من الأشخاص . فهم يرون أن اللصوص مجرمون بطبعهم ويحبون الوصول إلى أهدافهم بسرعة ودون أي مجهود. وربما يعد هذا التفسير مصيبا إلى درجة معينة. غير انه من جهة أخرى يبدو سطحيا, فليس كل من يسرق مجرما بطبعه ولا هو كسول إلى تلك الدرجة التي يوصف بها. حيث ان بعض الناس تحولوا للسرقة بعد سنوات عديدة كانوا فيها مواطنين صالحين كما أن اللص يستغرق وقتا للتفكير في كيفية السرقة والفرار وينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على ضحيته وهي أمور تحتاج إلى صبر وعمل، ما ينفي معه صفة الكسل عن اللصوص.
فالعديد من الناس يضطرون إلى السرقة من اجل سد رمق جوعهم وجوع أبنائهم. حيث انه في بعض المناطق لا توجد وظائف للقيام بها من اجل توفير لقمة العيش ما يضطر العديد من الناس إلى السرقة. وكمثال على ذلك حوادث الاعتداء على المواطنين في الشارع العام وفي الأزقة المعزولة وسلب ما يملكون من مال أو هواتف نقالة أو أي شيء ثمين. وهذا النوع من السرقة لا يدفع إليه بالضرورة البحث عن لقمة العيش وحده، بل أن هناك أشخاصا مدمنين على تعاطي المخدرات يقومون بعمليات الاعتداء على الناس من اجل توفير أموال لشراء عقاقيرهم المخدرة. وهذين سببين مرتبطين بسبب أساسي اكبر هو التهميش والإقصاء الذي تتعرض له فئات كبيرة من الناس. فلا تنتظر من شخص يعيش ظروفا معيشية صعبة وفي أوضاع اقل ما يقال عنها أنها لا تحترم مكانة الإنسان وكرامته, لا تنتظر أن يكون هذا الشخص إنسانا عاديا كباقي الناس فهو لم يعامل قط كما يعامل الناس. وهو لم يخلق مجرما بل تحول إلى الإجرام بسبب ظروف معينة تم ذكرها من قبل. هكذا فنحن نصنع المجرمين ونعاقبهم على أمر لم يكن بمقدورهم تفاديه.
أسباب نفسية
هذه الأسباب الاجتماعية والاقتصادية للسرقة ترتبط بها مباشرة أسباب نفسية. فالشخص الفقير، وخصوصا فئة المراهقين، يحس بالبغض والاحتقار بسبب ظروفه المادية الصعبة ما يشكل عنده نوعا من العقد النفسية التي يحاول تجاوزها عبر السرقة. وهنا قد يلجأ للاحتيال والمكر, فيتملق أبناء الأغنياء ويحاول إرضائهم بقضاء بعض أغراضهم البسيطة ليكسب ثقتهم. ومن تم ينتظر حتى يستطيع الحصول على أي شيء ثمين يسرقه منهم بطريقة سلسة. كل هذا ليتفاخر به على جيرانه و أصدقائه ويحس فيه بالرضي عن النفس و بأنه لم يعد فقيرا ولو إلى حين.
من يقوم بالسرقة ؟
الأمر الغريب في السرقة أنها عمل لا يقوم به فقط الفقراء والمتحاجون. فهنالك أشخاص أغنياء يسرقون من اجل المتعة، إذ لطالما سمعنا عن بعض الأغنياء الذين ضبطوا في حالة تلبس وهم يسرقون بعض الأشياء البسيطة من المتاجر. ويفسر هذا الفعل في كثير من الأحيان على انه عمل من اجل المتعة فقط و إثبات المهارة في السرقة إن صح التعبير وربما تكون ورائه أسباب نفسية هو أيضا.
سرقات اخرى !!!؟
السرقات الأدبية هي أيضا احد أنواع السرقة وهي مكلفة جدا لضحاياها. إذ أنها تضيع مجهودات كبيرة وجبارة بذلت لمدة طويلة ليستفيد منها شخص كسول وطفيلي قصد الصعود على نجاحات الآخرين. وقد يكون الحسد احد أسباب السرقة أيضا. إذ أن هناك أشخاصا يسرقون فقط لكي يطفئوا نار حسدهم و التشفي في الضحايا دون أي استفادة أخرى. والفائدة الوحيدة عنده انه ينتقم من الشخص الذي تبدو أموره ميسرة على اعتبار أن الأمر غير عادل وانه يستحق ما هو أفضل منه لأنه يعمل بكد ولم يجد المساعدة والظروف الملائمة للبروز وتطوير حياته.