المريخ أحد كواكب المجموعة الشمسية التي يصارع العلماء لاستكشافها حالياً، فهو يجذب الأنظار إليه بلونه الأحمر المتألق كأنه حبة ياقوت تسبح في الفضاء، اتخذه اليونانيون القدامى رمزاً لإله الحرب تيمنناً بمظهره القوي، لكن لماذا يسعى العلماء ويبذلون كل هذه الجهود فقط لاستطلاعه؟َ! وما صحة وجود مياه وحياة على سطحه؟!
لماذا يسعى العلماء لاستكشاف كوكب المريخ ؟!
المعلومات الأساسية حول كوكب المريخ
- كوكب المريخ هو رابع كوكب من حيث البعد عن الشمس تليه الأرض مباشرة، حجمه صغير جداً مقارنة بحجم الأرض فهو يمثل حوالي ربع مساحتها وبينما تبلغ كتلة الأرض 10 أضعاف كتلة المريخ، يكتسب لونه الأحمر بسبب كثرة وجود معدن الحديد على سطحه، وقد سمي بالمريخ نسبة لإله الحرب عند اليونانيون.
- يظن الباحثون أن المريخ كان يحتوي على مياه في العصور الغابرة، فقد وجدت آثار لوجود أنهار ومحيطات على سطحه، لذلك يحاول العلماء معرفة إمكانية وجود حياه على سطحه من عدمه، المياه الموجودة حالياً على سطحه مياه متجمدة إما في القطبين أو في باطن الأرض، يرجح تواجد المياه بكثرة على المريخ قبل 4 مليارات سنة لكنها تبخرت بسبب الحرارة المرتفعة.
- يتبع المريخ قمران هما فوبوس وديموس، لا يحيط بالمريخ غلاف جوي لذلك لا يستطيع الحفاظ على درجة حرارته أثناء الليل، حيث تصل إلى حوالي 123 درجة تحت الصفر، سطحه يشبه إلى حد كبير سطح الأرض فهو يحتوي على وديان وجبال شديدة الارتفاع، كما أن جاذبيته قليلة جداً مقارنة بجاذبية الأرض.
- الهواء الموجود على سطحه كثافته قليلة جداً مقارنة بكثافة الهواء على سطح الأرض، و يتكون في أغلبه من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأركون، بالإضافة لكميات قليلة جداً من الأكسجين والماء.
- أول فرضية تنادي بوجود حياة على سطحه تعود لعام 2000، بعدما اكتشف العلماء حفريات مجهرية في الشهب المتساقطة على الأرض من كوكب المريخ، لذلك يظن العلماء أن المريخ كان يحتوي على شكل من أشكال الحياة في العصور الماضية خاصة بعد التأكد من وجود المياه على سطحه، لكن يظل الأمر مجرد نظرية لا دليل على صحتها بعد.
شكل سطح كوكب المريخ
- تنقسم تضاريس سطح المريخ لجانبين رئيسيين، الجزء الشمالي ويتكون بشكل أساسي من حمم بركانية، أم الجزء الجنوبي فيحتوي على جبال شاهقة بها آثار لشهب ونيازك بالإضافة لسهول ووديان مغطاة بأكسيد الحديد ما يعطيها لوناً أحمر مميز.
- يعتقد العلماء أن سكان الكوكب القدامى عاشوا في هذه السهول، بينما تمثل الحفر العميقة والمظلمة أماكن تواجد المياه.
- يحتوي المريخ على أعلى قمة جبلية وأكبر أخدود في النظام الشمسي، حيث يصل ارتفاع الجبل الذي أطلق عليه اوليمبوس إلى حوالي 27 كم، بينما يصل عمق الأخدود ويسمى بجرح المريخ إلى 7 كم، ويمتد لمسافة 4000 كم.
- تغطى قمم الجبال على سطحه باللون الأبيض وذلك لوجود جليد وثاني أكسيد كربون متجمد على قمم هذه الجبال.
طبيعة أقمار الكوكب
- تم اكتشاف أقمار المريخ عام 1877 من قابل عالم يسمى “آساف هول” الذي قام بتسميتهما بأسماء أبناء الإله اليوناني آريس، وقد وجد تشابه كبير بين دوران أقمار المريخ حول كوكبها ودوران قمر الأرض، حيث يدور كل منهما حول المريخ مظهراً جانب واحد فقط من سطحه كما يفعل قمر الأرض.
- يكمل قمر فوبوس دورته حول المريخ أسرع من دورة المريخ حول نفسه، ما أدى لتناقص المسافة التي تفصل القمر عن الكوكب حتى يصطدم به في مرحلة ما.
- يقوم قمر ديموس بالعكس تماماً، فالمسافة التي تفصله عن المريخ أخذه في الزيادة حتى يتحرر من جاذبية الكوكب.
سبب رغبة العلماء الملحة لاستكشاف المريخ
- بمراقبة المريخ توصل العلماء لوجود شبه كبير جداً بينه وبين كوكب الأرض، حتى أنهم يعتقدون بامتلاكه غلاف جوي قديماً ما حفظ له مياه مدة كافية.
- يؤمن الكثير من العلماء باحتواء المريخ على حياه من قبل كائنات ذكية غير أرضية، وذلك بسبب اكتشاف بعض القنوات التي يُعتقد أنها كانت تستخدم لري النباتات، بالإضافة لتغير فصوله كتغير الفصول على كوكب الأرض تماماً، ما يناسب عملية الزراعة وتغير أنواع النباتات.
جهود استكشاف المريخ
- كان الاتحاد السوفيتي صاحب السبق في محاولات استكشاف المريخ، فقد أرسلوا مسباراً عام 1962 إلى المريخ لكنه فشل في تحقيق مهمته ولم يتمكن من الوصول للمريخ.
- أول معلومات وصلت للأرض عن المريخ كانت من مسبار مارينر4 الأمريكي الذي وصل المريخ عام 1964 وتمكن من ارسال معلومات مفصلة عن سطح المريخ.
- وصلت عدد الرحلات الناجحة حوالي 12 رحلة بينما فشلت 30 مركبة أخرى في الوصول لسطحه.