العسل هو أحد أقيم الأغذية المتاحة للإنسان منذ بدء الخليقة، فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه شفاء للناس وهذا إن دل على شيء فعلى القيمة الغذائية العظيمة التي يمنحها العسل للجسم، فهو يقوي جهاز المناعة ويحفز الجسم لمقامة الأمراض، لكن كيف يتكون العسل؟ وما هي أنواعه وفوائده؟!
لماذا يتناول الإنسان العسل وكيف ينتج وما فائدته ؟!
ما هو نحل العسل؟
يوجد في الطبيعة نحو 20 ألف نوع من أنواع النحل استأنس الإنسان منها ستة أنواع تقوم بإنتاج العسل، الموطن الأصلي لهذا النوع من العسل هو أسيا وأفريقيا وأوربا، فقد وجدت حفريات تدل على تواجد النحل في هذه المناطق حتى قبل وجود الإنسان، فقد سكن الجبال والشجر، كان الإنسان القديم يحصل على عسل النحل بعد غزو مناطقه الخاصة وقتل النحل مستخدماً في ذلك ما يسمى بالطيور المرشدة وهي تلك التي تتغذى على النحل، قام الإنسان باستئناس النحل فيما بعد فقد وجدت نقوش فرعونية تعود لعام 2600 قبل الميلاد تدل على تربيتهم للنحل كما توضح طرق التربية.
انتقل النحل فيما بعد لقارة العالم الجديد بعد اكتشاف الإنسان لها، حيث تقدر الصناعات المعتمدة على العسل في الولايات المتحدة الآن بنحو 15 مليار دولار سنوياً.
تحتاج النحلة الواحدة للطيران مسافة تقدر بنحو 100 ألف كيلومتر لإنتاج نصف كيلوجرام من العسل، لذلك تقضي الشغالة حياتها بالكامل في جمع من 1 لـ 12 ملعقة صغيرة من العسل.
شكل مجتمع النحل
كل فرد في مجتمع النحل له مهمة خاصة به لا يؤدي غيرها لبقية حياته وهو مقسم لثلاثة أنواع كما يلي:
-
الملكة
مهمتها وضع البيض ليكون فيما بعد أفراد النحلة.
-
الشغالات
هي المنوطة بجميع أعمال الخلية من جمع العسل وبناء الخلية والمحافظة على نظافتها والاعتناء بالصغار وغيرها.
-
الذكور
ومهمتهم تلقيح الملكة لإنتاج البيوض.
عسل النحل
عرف الإنسان عسل النحل منذ قديم الأزل، فكان في البداية طعاماً غنياً ومفيداً بالنسبة له لكن لم يستمر الأمر هكذا طويلاً، فمع الوقت اكتشف العديد من الفوائد الصحية للعسل مما دفعه لاستخدامه في مجالات أخرى، فقد تم استخدامه كعلاج للصلع والحروق وللمساعدة في التئام الجروح وغيرها، كما استخدمه المصري القديم في التحنيط ليحافظ على المومياوات عند دفنها.
كيف يتم إنتاج العسل
يحتاج إنتاج العسل بواسطة الشغالات كما ذكرنا سابقاً، حيث تطير الشغالة من زهرة لأخرى فتحمل أكثر من نصف وزنها حبوب لقاح، ثم بعد ذلك تقوم بهضمه وتحويله إلى سائل سكري غني بالأحماض والفيتامينات المفيدة للجسم، ثم تقوم بتخزينه في عيون سداسية الشكل وتغلقها بغطاء شمعي للمحافظة عليه.
خصائص العسل الجيد
بعض أنواع العسل المنتجة في المناحل يتم غشها لإنتاج كميات كبيرة من عسل النحل، حيث يتم إعطاء النحل السكر المذاب في الماء فينتج عسل قليل القيمة الغذائية ويفسد مع الوقت، لكن هناك بعض الخصائص التي تميز العسل الأصلي من المغشوش كما يلي:
- العسل الطبيعي لا يتلف ولا يترسب في وعاء الحفظ مع الوقت، كما لا يحتاج لحفظه بالثلاجة أو ما شابه.
- لونه وطعمه يعتمد على الزهرة التي أُنتج منها.
- له قوام متوسط اللزوجة يكون خيطاً رفيعاً لا ينقطع من العسل إذا تم أخذ جزء منه بالمعلقة أو ما شابه.
- له سكري أكثر من سكر المائدة لاحتوائه على سكر الفركتوز.
أنواع عسل النحل وفوائده
كما ذكرنا سابقاً، لون وطعم عسل النحل يعتمد بشكل أساسي على نوع الزهرة التي أُنتج منها، لذلك فهناك الكثير من أنواعه سنذكر بعضها فيما يلي:
-
عسل السدر
وهو يعد أغلى أنواع العسل وأندرها على مستوى العالم، حيث يبلغ سعر الكيلو جرام الواحد منه حوالي 133$، يتميز برائحته الزكية ولونه الداكن، يتم إنتاجه محلياً في اليمن من شجرة السدر .
-
عسل الموالح
يتميز هذا النوع بخصائصه المهدئة و المصفية للدم، له لون أبيض وذو كثافة قليلة.
-
عسل القبار
واحد من أغلى وأجود أنواع العسل، يتم إنتاجه من نبتة القبار البرية وما لها من فوائد صحية عديدة يكتسبها العسل بالتالي، فهو منشط عام للدورة الدموية كما يحافظ على صحة الكبد والطحال، كذلك يعد ملين طبيعي للأمعاء ويساعد على التخلص من الإنتفاخ، أيضاً يساعد في التخلص من الالتهابات بشكل عام كالتهاب المفاصل والأسنان وغيرها، هذه بعض الفوائد البسيطة جداً لهذا النوع من العسل.
-
عسل الكينا
يتميز هذا النوع باللون المقارب للون العنبر ورائحته المميزة، هذا النوع يساعد على علاج أمراض الجهاز التنفسي بشكل عام كالحساسية والربو، كما يساعد على التخلص من التهابات المسالك البولية والتهابات الجسم عموماً.
-
عسل الحنطة السوداء
لونه يتدرج من البني الغامق إلي الأصفر الداكن وأحياناً تشوبه بعض الحمرة، ينصح به في حالات الأنيميا لما يحتويه من نسب عالية من البروتينات والحديد.
هذه بعض أنواع العسل فقط، فهناك مئات الأنواع الأخرى التي يتميز كل منها بخصائص علاجية عن غيره من الأنواع، فهو حقاً كنز وثروة غذائية وهبها الله للبشر، فقد ذكر في القرآن الكريم عدة مرات في عدة مواضع منها ما يلي:
“وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ{68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{69}” سورة النحل.
توضح الآيات كيف علم الله هذه الحشرات الصغيرة كيف تقوم بإنتاج العسل بكل أنواعه، كما أوضحت القيمة الغذائية المطلقة له حيث وصف بالشفاء عموماً دون يخص مرضاً معيناً، ما يعني أن العسل قادر على شفاء كل الأمراض مهما كانت بإذن الله تعالى.