نقص الفيتامينات لا يعد مرضاً في ذاته، بل هو مشكلة صحية لن نبالغ في وصفها بالخطيرة، وخطورتها تتمثل فيما ينتج عنها من آثار.. فاختصاراً، الصحة العامة للإنسان تعتمد على مجموعة من العمليات الحيوية، تلك العمليات تتم من خلال استهلاك مقدار معين من العناصر المختلفة، مثل المعادن والأملاح وبالطبع الفيتامينات على اختلاف أنواعها، مما يعني إن نقص الفيتامينات سواء واحد منها أو أكثر، سيؤدي بالضرورة إلى إحداث خلل في منظومة الجسم ككل، ولهذا علينا التوقف أمام ذلك الخطر الذي يهدد صحتنا جميعاً، لنتعرف على الأسباب والعوامل التي تقود إليه، ومن ثم تفاديها وتجنب التعرض لحالات نقص الفيتامينات
أسباب نقص الفيتامينات في الجسم :
أنواع الفيتامينات بالغة التنوع والتعدد، وكل منها له عوامل وأسباب تؤدي إلى نقصه، لكن إذا تناولنا نقص الفيتامينات بمنظور عام، فسنجد إن أبحاث العلماء قد أوصلتنا إلى عوامل ثلاثة رئيسية، تتسبب في انخفاض معدل هذه العناصر، وبالتالي تجعل الإنسان أكثر عرضة للعديد من المشكلات الصحية، وتلك العوامل الثلاثة هي:
الغذاء الغير متوازن :
بديهياً لابد أن يذكر النظام الغذائي عن ذكر نقص الفيتامينات ،فتلك العناصر الهامة للجسم الغذاء هو مصدرها الأساسي، بل هو المصدر الوحيد بالنسبة لأغلبيتها، وقد أثبتت الدراسات التي جرت بالفترات الماضية، إن نسبة المشكلات الصحية الناجمة عن نقص الفيتامينات في تزايد، وأرجع الأطباء ذلك إلى السلوكيات الغذائية الخاطئة التي انتشرت مؤخراً، فلم يعد كثيرون يتناولون غذاء يمكن وصفه بالصحي أو المتوازن، بل أن الأغلبية باتوا يعتمدون في غذائهم على أطعمة ضارة، مثل الأطعمة السريعة والمياه الغازية وغيرهما.. وجميع المواد الغذائية المنتمية لهذا النوع، تفتقر إلى المواد الغذائية الصحية اللازمة لجسم الإنسان، علاوة على إنها تعد من مسببات العديد من المشكلات الصحية، ومن ثم فإن الاعتماد عليها يحرم جسم الإنسان من هذه العناصر، ومع الوقت سيصاب بالضرورة بحالة من نقص الفيتامينات.
عدم التعرض للشمس :
فيتامين د هو أحد أهم العناصر الغذائية للجسم، فهو مفيد لصحة الجلد والجهاز العصبي، كما يساعد على امتصاص عنصر الكالسيوم، المسئول عن تقوية الهيكل العظمي للإنسان، لكن في ذات الوقت يعد هذا الفيتامين من أكثر العناصر نُدرة، وفي ذات الوقت يعد من أحد أكثرها نُدرة، فهو لا يتوفر إلا في أصناف محدودة جداً من الأغذية، ولا يتوفر بنسبة كبيرة إلا بصنف واحد، وهو مجموعة الأسمالك الدهنية مثل التونة وأشباهها، ويعتبر نقص فيتامين د من أنماط نقص الفيتامينات الشائعة، وذلك لندرة مصادره كما ذكرنا سلفاً، ولكن هذا قد يكون العامل الأكثر تأثيراً، لكنه بالتأكيد ليس الوحيد، فقد كشفت الدراسات أن الأشخاص الذين ينشطون ليلاً، أو لا يتعرضون إلى الشمس بنسبة كبيرة، يعانون من نقص متفاوت الشدة في معدلات فيتامين د، وذلك لإن أشعة الشمس تعد خير مصدر طبيعي لهذا الفيتامين، مما يجعل عدم التعرض لها أحد العوامل المسببة لـ نقص الفيتامينات
النظام الغذائي النباتي :
هناك من يعددون فوائد النظام الغذائي النباتي، لكن الأمناء كما يعددون فوائده يعددون مضاره، ومن بينها إصابة الإنسان بـ نقص الفيتامينات ،وذلك لأن هناك مجموعة كبيرة من الفيتامينات المختلفة، لا تتوفر إلا في مصادر الغذاء الحيوانية، أو إنها لا تتوفر في النبات بذات النسبة، ومن ثم فإن اتباع نظام غذائي يقتصر على المصادر النباتية وحدها، يحرم الجسم من الانتفاع بهذه العناصر بالغة الأهمية، مثل فيتامين ب وب12 وفيتامين د وفيتامين ج، هذا بالإضافة إلى نقصان مجموعة من المعادن والأملاح، مثل الكالسيوم والزنك والحديد وغيرهم، ففي النهاية الفائدة لن تتحقق كاملة إلا من خلال اتباع نظام متوازن، قائم على تعدد مصادر الأغذية واختلاف أنواعها.