يرتبط وجود الشهب والنيازك بالكثير من المعتقدات خاصة لدى الحضارات القديمة، وحتى في يومنا هذا يعتقد من يرى شهاباً ماراً في أحد الليالي الصافية أن أمنياته ستتحقق! لكن ترى ما مدى صحة هذه الاعتقادات؟ وما هي الشهب؟ وكيف تسقط النيازك على سطح الأرض؟ وما أنواعها؟ كل هذه المعلومات سنعرفها من خلال المقال التالي.
لماذا نرى الشهب في السماء ليلاً وبما تختلف عن النيازك؟!
تعريف النيازك
تعرف النيازك بأنها أحجار كونية تسبح في الفضاء الخارجي بين الكواكب والكويكبات السيارة، إلا أن حجمها صغير مقارنة بالأجرام السماوية الأخرى فهي لم ترتقي لتكون كويكب سيار، يتراوح قطر النيازك بين 10 ميكروجرام و50 متراً، يطلق على الصغيرة والدقيقة منها اسم الغبار الكوني.
عند وصول هذا الأجرام إلى الأرض تكون أمام احتمالين، إما أن تكون قوية بما يكفي لاختراق الغلاف الجوي والوصول لسطح الأرض مخلفة حجر نيزكي، وإما أن تتفتت فتكون ما يسمى بالغبار النيزكي، هذا الغبار قد يؤثر بشكل كبير على الاتصالات والمجالات الكهرومغناطيسية إذا استقر في الغلاف الجوي.
لا تتحرك النيازك حول الشمس بسرعة منتظمة فكل منها له سرعته التي تتناسب مع حجمه ومدى تأثير جاذبية الأجرام الأخرى عليه بما فيها الشمس، أسرع نيزك تم اكتشافه حتى الآن يدور حول الشمس بسرعة 42 كيلومتر في الثانية الواحدة، أي أسرع من الأرض بحوالي 13 كيلومتر، نتيجة لهذا التباين الواضح في سرعة النيازك وسرعة الأرض فإن سرعتها تصل 71 كيلو متر في الثانية الواحدة عند دخولها للغلاف الجوي الأرضي.
يعتقد العلماء أن النيازك أثرت بشكل كبير جداً على نشأت وشكل الحياة الأرضية فيما مضى، فقد وجد العلماء آثاراً لمادة الإيريديوم التي لا تتواجد سوى في الأجرام السماوية، ما عزز الاعتقاد بأن النيازك قد تساقطت على الأرض في فترة ما قبل ظهور الديناصورات العملاقة فأدت لانقراض العديد من الحيوانات الأخرى بأعداد كبيرة جداً، منذ ما يقارب 200 مليون سنة مضت، تبع سقوط النيازك هذا ما يسمى بالحقبة الجوراسية التي شهدت ظهور الديناصورات وازدهارها.
أنواع النيازك
تنقسم النيازك لعدة أنواع تم تصنيفها وفقاً للمواد المكونة لها كما يلي:
-
النيازك الحديدية
هذه النيازك تتكون بشكل شبه كامل من مادتي الحديد والنيكل، فقد تصل نسبتهما بالنيزك إلى حوالي 98% من مكوناته.
-
النيازك حجرية
هذه النيازك تتكون من الحجارة بشكل أساسي على اختلاف أنواعها وأشكالها.
-
النيازك الحجرية الحديدية
هذا النوع خليط من النوعين السابقين، فهي تتكون من خليط بين الحديد والحجارة، ويتميز هذا النوع من النيازك بأن الحجارة المكونة له تسمى حجارة أوليفين.
مصادر النيازك في المجموعة الشمسية
توجد ثلاث مصادر أساسية للنيازك في المجموعة الشمسية كما يلي:
-
الأجرام السماوية السابحة في الفضاء
وهي ما تنتج من اصطدام أحد النيازك أو الكويكبات الكبيرة بكوكب من كواكب المجموعة الشمسية، تشكل هذه الأجرام خطراً كبير على كوكب الأرض إذا اصطدمت به، وذلك لكبر حجمها نسبياً.
-
حزام الكويكبات السيارة
يتواجد هذا الحزام في المسافة بين كوكبي المريخ والمشترى، هذه المسافة تحتوي على أعداد هائلة من الأجرام السماوية التي يتمايز حجمها ما بين حجم الحصاة الصغيرة وأخرى يصل قطرها لمئات الأميال، رغم ذلك فإن كتلة هذه الأجرام مجموعة لا تتعدى 5% من كتلة القمر، ويعد هذا الحزام هو المصدر الرئيسي للنيازك التي تصل لسطح الأرض.
-
حزام كيوبر
يبعد هذا الحزام عن الأرض مسافات شاسعة، فهو يستقر بعد كوكب نبتون، لكن هذا الحزام ليس خطراً كسابقه، فأغلب هذه النيازك تسقط على كوكب المشترى نظراً لجاذبيته الكبيرة وقربه من حزام كيوبر أكثر من قرب الأرض.
تعريف الشهاب
يعرف الشهاب بأنه الضوء الناتج عن وصول نيزك إلى كوكب الأرض واحتكاكه بالغلاف الجوي، يتكون هذا الضوء بسبب ارتفاع درجة حرارة النيزك بعد احتكاكه بالهواء، فينتج له ما يسمى بالذنب أو الذيل المضيء، يتكون هذا الذنب بشكل أساسي من بعض الغازات المضيئة الناتجة من الغلاف الجوي أو مواد متبخرة وذرات النيزك المنصهرة، لا يدوم اشتعال هذه الشهب لأكثر من ثانية في أغلب الأحوال.
أنواع مختلفة من الشهب
-
الكرات النارية
هي أنواع من الشهب التي تزداد درجة توهجها بشكل أكبر من الشهب العادية، حتى أنها قد تتوهج ثلاث أو أربع أضعاف توهج تلك الأخيرة.
-
الشهاب المتفجر
يستخدم هذا المصطلح ليصف الكرات التي تحدث توهجاً غير عادي بالإضافة لإحداث فوهات تصادمية كبيرة مع عدم تحديد نوع الجسم المسبب بشكل دقيق، فقد يكون نيزك حديدي أو ثلجي أو حديدي.
أشهر النيازك التي وصلت للأرض
يعد النيزك المسمى Peekskill أشهر النيازك التي سقطت على سطح الكرة الأرضية في العصر الحديث، سقط بيكسيل بمدينة نيويورك بالتحديد في غرب فيرجينيا عام 1992 م، سبب شهرته الواسعة هي قوة سطوعه وتوهجه التي وصلت لأعلى دراجاته، كما استمرت رحلة سقوطه قرابة 40 ثانية، كما بلغت كتلة الحجر المتخلف عنه حوالي 12.4 كيلوجرام، تميز الحجر المكون له بأنه من الصخور التي تحتفظ بتكوينها الأصلي دون الامتزاج مع أي صخور أو مواد أخرى، ما حافظ على تركيبة الكيميائي وسهل دراسته.