الفشل الكلوي هو أحد الأمراض الخطيرة التي انتشرت بالآونة الأخيرة، وخطورة هذا المرض تتمثل في أهمية العضو الذي يصيبه، بمعنى أن الكلى من الأعضاء الجسدية التي تسمى بالأعضاء النبيلة، إذ أنها تعمل على تخليص الجسم من السموم المتراكمة بداخله، ما يعني أن الفشل الكلوي سينتج عنه اختزان تلك السموم، الأمر الذي يعرض الفرد للعديد من المخاطر الصحية، وهو الأمر الذي يضاعف من الخطورة التي يمثلها ذلك المرض على الإنسان.
الفشل الكلوي .. لماذا يصيب الإنسان ؟
مرض الفشل الكلوي عادة ينشأ نتيجة تفاقم مرض آخر، كما أن هناك عِدة عوامل أخرى قد تقود إليه، منها سوء استخدام العقاقير والأدوية، أو الإفراط في تناول مشروبات الكحول، وغير ذلك.. وأسباب الفشل الكلوي وفقاً لما أعلنه الباحثون هي :
السكري بنمطيه :
مرضى السكري بنمطيه معرضون للإصابة بحالة من الفشل الكلوي ، بل أن نسبة غير محدودة منهم مصابه به بالفعل، وهذا يحدث عند إهمال المريض لتناول الأدوية المنظمة لنسبة السكر في الدم، حيث أن فقدان التحكم والسيطرة على مرض السكري، يتسبب في ارتفاع نسبة السكر وتراكمه في الدم، وحين ترتفع هذه النسبة كثيراً تؤثر على سلباً على قدرة الكلى، ومن ثم تعجز عن القيام بوظائفها الحيوية، المتمثلة في ترشيح الفضلات والسوائل ولفظ السموم خارج الجسم، وترتيباً على ذلك فأن تلك العناصر الضارة تترسب بداخل الكلى، ومع الوقت يصبح الفشل الكلوي هو النتيجة المحتومة لذلك، ويلاحظ هنا أن رغم ما شهدته النظم العلاجية لمرض السكري من تطور، إلا أن نسبة كبيرة من مرضاه يصيبهم الفشل الكلوي في وقت ما، كأثر مباشر لإصابتهم به، وهو ما دفع الأطباء لاعتباره المسبب الأول لفشل وظائف الكلى، كما أنه من المضاعفات المحتمل أن تترتب على السكري بنمطيه :
- سكري النمط الأول : وهو النوع الذي يحدث فيه انخفاض في معدل إنتاج الأنسولين، ومن ثم لا يجد السكر ما يقاومه فيرتفع.
- سكري النمط الثاني : في هذا النمط يكون إنتاج الأنسولين بالجسم معتدلاً، لكن الجسم يكون عاجزاً عن استخدام الكم المفرز بشكل صحيح، ونتيجة لهذا نسبة السكر ترتفع بالدم فتؤدي لمرض السكري.
ضيق الأحليل :
ضيق الأحليل من الحالات التي يولد الإنسان مصاباً بها، ونتيجة لها يتعذر تدفق البول بشكل طبيعي إلى خارج الجسم، مما يؤدي إلى ارتداده مرة أخرى إلى داخل الكلى، وهو ما يؤثر على قدرتها على إنجاز مهامها الحيوية، بجانب تأثيره على نسيجها مسبباً في النهاية الإصابة بـ الفشل الكلوي
تضخم البروستاتا :
مرض تضخم البروستاتا أو من أخطر ما يمكن أن يتعرض له الرجال، وذلك المرض يشكل خطورة مضاعفة على صحة الإنسان، فبعيداً عن أثره السلبي على الصحة بشكل عام، فأن مضاعفاته المحتملة أيضاً لا تقل خطورة عن تلك الآثار المباشرة، ويعد أخطارها هو احتمال التعرض إلى الفشل الكلوي ، والأسباب التي تترتب عليها الإصابة بتضخم البروستاتا عديدة، ولكن جميعها في النهاية تسبب انسداداً جزئياً أو كلياً لمجرى البول، الأمر الذي يعيق عملية تدفقه عبر مجراه، وحين يتعذر لفظ البول لخارج الجسم يرتد إلى داخل الكلى، وبالتالي أنه يؤثر على النسيج المكون لها بشكل سلبي، الأمر الذي يترتب عليه حدوث الإصابة بـ الفشل الكلوي
ارتفاع ضغط الدم :
مرض مزمن آخر قد تكون الإصابة به مجرد بداية لسلسلة من الأمراض الأخرى، فذلك المرض الذي يعد بمثابة آفة العصر، والذي يحصد سنوياً العديد من أرواح ابناء الجنس البشري، خطورته لا تقتصر على الإصابة به فقط، بل أن المضاعفات التي تنتج عنه قد تكون أشد خطورة، ومن المضاعفات المحتمل أن تنتج عن فرط ضغط الدم، هي الإصابة بحالة من حالات الفشل الكلوي ،وذلك لأن ضغط الدم حين يرتفع يضغط على جدار الوعاء الدموي، ومن ثم فأن الأوعية الصغيرة لا تحتمل ذلك الضغط فتتلف، وهذا النوع من الأوعية الدموية يعد رئيسياً بتركيب الكلية، وتلفها يؤدي في النهاية إلى حدوث الفشل الكلي .. أما العامل الحقيقي الذي يشكل خطورة هذا الأمرض، هو أنه يُلقب من قبل الأطباء بالقاتل الصامت، إذ أن المريض لا يكتشف حقيقة إصابته به إلا متأخراً، ولذلك تمكن العلماء من تحديد مجموعة العوامل التي تساعد على حدوث الإصابة به، أما الأسباب الحقيقية له فهي لا تزال مجهولة حتى اليوم.
المشروبات الكحولية :
الأشخاص المعتادون على تناول الخمر أو الكحوليات بأنواعها، هم أكثر تعرضاً للإصابة بـ الفشل الكلوي ،وذلك لأن المواد الملتهبة التي يتضمنها تركيب الكحول، تضر بصحة الكلى وتؤدي إلى التهاب أنسجتها، ومن ثم تصير أكثر عرضة لمرض الفشل الكلوي المزمن، وذات الضرر الناجم عن تناول المشروبات الكحلية، يصيب جدار المعدة والأجزاء المكونة للجهاز الهضمي عموماً، كما أن تلك المشروبات قد تقود إلى الفشل الكلوي بطريق غير مباشر، حيث تعد الخمور ومشروبات الكحول من مسببات ارتفاع ضغط الدم، والذي قد يأتي الفشل الكلوي كنتيجة مترتبة على الإصابة به.
التهاب كبيبات الكلى :
بالتأكيد أن أي مرض يحيق بالكلى يؤثر على وظائفها الحيوية، ولكن هذا التأثير يتفاوت في شدته بين مرض وآخر، وهذا الداء هو أحد أخطر الأمراض المحتمل تعرض الكلى لها، وقد يصيب واحدة منهما ولكنه في بعض الحالات يصيب الكليتين، والكبيبات هي مجموعة الأوعية الدموية الدقيقة المتوفرة بالكلى، والتي تلعب دوراً فعالاً في حفظ سلامتها وسلامة الجسم عامة، حيث تساهم في عملية الترشيح، والتي تعني فصل السموم والفضلات عن الدم، ثم ضخها إلى خارج الجسم من خلال مجرى البول، ومن ثم فأن تعرض هذه الكبيبات إلى الالتهاب، لا ينحصر ضرره في الحد من قدرات الكلية،والتأثير السلبي على قيامها بوظائفها الحيوية، بل أنه يقود إلى ترسب الفضلات والملوثات بداخلها، ومع الوقت يؤدي هذا إلى حدوث الفشل الكلوي ،والدرجة الأقل من الفشل الكلوي الناتج عن هذا إصابة الكبيبات، تعرف بـ الفشل الكلوي الحاد لكنها في بعض الأحيان تكون مزمنة.
الأمراض الروماتزمية :
أيضاً من العوامل التي تسبب حدوث الإصابة بـ الفشل الكلوي ،هو تعرض الإنسان إلى الإصابة بأحد أمراض الروماتيزم، والتي تشتمل على أمراض عِدة مثل النقرس والروماتويد، ولكن أخطر هذه الأمراض على صحة الكلى هو مرض الذئبة الحمراء، وهذا المرض يعد حالة نادرة تشكل تمرداً من المناعة على الجسم، أي أن الجهاز المناعي بدلاً من مهاجمة الممرضات والفيروسات، ينقلب على الجسم ويهاجم الأنسجة والخلايا، وتأثير ذلك المرض يتركز على القلب والرئة والجلد والأعصاب، وكذلك يضر بالكلى ويتسبب في حدوث إصابة الفشل الكلوي
التهاب كبيبات الكلى :
بالتأكيد أن أي مرض يحيق بالكلى يؤثر على وظائفها الحيوية، ولكن هذا التأثير يتفاوت في شدته بين مرض وآخر، وذلك الداء هو أخطر الأمراذ المحتملة بالنسبة للكلى، إذ أن النتيجة الحتمية للتعرض له هو حدوث الفشل الكلوي ،وعادة تقتصر الإصابة بهذا الالتهاب على كلية واحدة، لكن في بعض الحالات يصيب الكليتين.
أسباب مجهولة :
يُرجح العلماء وأساتذة الطب أن هناك أسباب أخرى لمرض الفشل الكلوي ،لم يتمكن العلم من تحديدها بدقة حتى يومنا هذا، ويؤكدون أن حوالي 25% من مرضى الفشل الكلوي ،يجهلون السبب الذي يقف وراء تلك الإصابة الخطيرة، حيث أنهم يكتشفون حقيقة مرضهم في مراحله المتقدمة، وهو الأمر الذي يصعب معه تحديد الأسباب التي نتج عنها.
الأدوية :
استخدام بعض الأدوية لمدى طويل قد يكون سبباً في تدهور صحة الكلى، بل وقد يتفاقم الأمر أحياناً إلى حدوث الإصابة بمرض الفشل الكلوي ، والمضادات الحيوية تعد هي الأخطر بين كافة الأدوية، لذا إذا كان الإنسان يتبع برنامجاً علاجياً بعيد المدى، فيجب استشارة الطبيب للتعرف على آثاره الجانبية، مع ضرورة توقيع الكشف الدوري على وظائف الكلى.