لحاء الأشجار هو الطبقة الخارجية التي تغلف الشجرة بالكامل وتمنحها صلابتها، إلا أن تلك الصلابة لا تشكل الفائدة العائدة من لحاء الأشجار ،بل أن أهميته تفوق ذلك بكثير بالنسبة للأشجار وكذلك بالنسبة للإنسان..
لحاء الأشجار وأهميته :
علماء النباتات يقرون دوماً بأن لحاء الأشجار من الأجزاء بالغة الأهمية بالنسبة لها، ولتبسيط المعلومة يشبه أغلبهم الدور الذي يقوم به لحاء الأشجار ،بالدور الذي تلعبه طبقة الجلد التي تكسو أعضاء جسم الإنسان الداخلية، فـ لحاء الأشجار ما هو إلا طبقة داخلية خلقها الله لها حماية لطبقة الكامبيوم الداخلية، فاللحاء يعمل على حمايتها من تقلبات الطقس وكذلك من أضرار الحشرات والكائنات الحية على أختلافها، والتي قد تتسبب في إمراض النباتات. بل أن لحاء الأشجار يشكل عامل وقائي بالنسبة لها مضاد للحرائق والعفص والبكتيريا والفطريات التي تسبب تسوس الأشجار.
والدليل الأكبر على أهمية الدور الذي يلعبه لحاء الأشجار هو أن فقدانه يُفقد الشجرة قدرتها على الاستمرار، صحيح أن حياة الأشجار من الممكن أن تستمر رغم فقدانها قدر من هذا اللحاء، إلا أنه إذا أزيلت هذه الطبقة بنسبة كبيرة نسبياً، فموت الشجرة هو النتيجة الحتمية في هذه الحالة.
لحاء الأشجار .. ما هو ؟
لحاء الأشجار هو تلك الطبقة الخارجية التي تكسو كامل جذوع النباتات الخشبية، والتي تشكل الهيكل الصلب الخارجي لجسم الشجرة، وكذا توفر الحماية اللازمة لطبقة الكامبيوم الوعائي الداخلية، وهو أحد أهم أجزاء مورفولوجيا النباتات، والتي تتكون من أنسجة معينة تختص بإيصال المحاليل المائية إلى كامل أجزاء الشجرة، مما يعني أن تأثر هذا اللحاء بأي عامل ينعكس سلباً على عملية تغذيتها بالأملاح والمعادن الذائبة في الماء.. وكافة الأشجار الخشبية الوعائية معززة بطبقتين من هذا اللحاء، إحداهما تعرف بطبقة لحاء الأشجار الخارجي والثانية باللحاء الداخلي.
تركيب لحاء الأشجار :
النباتات الوعائية الخشبية يشكل لحاء الأشجار نسبة تتراوح ما بين 10 : 20% من إجمالي وزنها، ورغم ما تبدو عليه النسبة من ضآلة إلا أنها كبيرة مقارنة بالطبقات الأخرى المكونة للشجرة، أما النسبة الأكبر من تركيب لحاء الأشجار فهي اللجين، والتي تصل نسبتها في تكوينه إلى ما يقارب الـ 40%، وتلك المادة -اللجين- هي المسئولة عن تحقيق الدعم الهيكلي لجذع الشجرة ومنحه صلابته، أما نسبة الـ 60% الأخرى من لحاء الأشجار فهي تتكون من عِدة مركبات، أولها مجموعات مختلفة من البوليمرات الحيوية وكذلك العفص والسوبيرين والسكريات.
استخدامات لحاء الأشجار :
لحاء الأشجار ككافة الأشياء الأخرى التي تتوفر بالطبيعة، لم تسلم من أيدي البشر الذين سعوا لاستغلاله وتطويعه لخدمتهم، وبعد عقد العديد من الدراسات واستكشاف خصائص لحاء الأشجار ،بات يستخدم في العديد من الصناعات من بينها :
الفلين : استغل الإنسان لحاء الشجرة في استخراج مادة الفلين منه، خاصة أشجار البلوط كون لحاء هذه الشجرة يتميز بسمكه الكبير، والذي يتيح إمكانية حصد الفلين من عليه دون أن يتسبب في موت الشجرة.
النفط الحيوي : من أهم استغلالات لحاء الأشجار هو استغلاله في إنتاج النفط الحيوي، وذلك من خلال تعريض مادة اللجين إلى درجات حرارة مرتفعة جداً مع غياب الأكسجين، فتكون النتيجة النهائية لتلك العملية سائل نفطي يستخدم بدلاً من أنواع الوقود الأحفوري الأخرى.
الغذاء : بعض الأشجار تكون مكونات طبقة اللحاء بها قابلة للهضم بالمعدة البشرية، ومن ثم تم استخدام لحاء الأشجار هذه كغذاء للإنسان، وتشتهر دولتي السويد وفنلندا بتناول الطبقات الداخلية من لحاء الأشجار ،والوجبة الأشهر لديهم هي خبز الشعير المحمص مع لحاء أشجار الصنوبر.