منذ قديم الأزل و الإنسان يحلم بالطيران حيث يظهر ذلك جلياً في وصف ورسومات الكتاب والفنانين، و قد تطورت مراحل صناعة الطائرة و تحقيق هذا الحلم من مجرد رسومات على الورق و خيال علمي، إلي حقيقة وواقع ملموس نعيش فيه الآن. لكن ما هي أول محاولات الطيران و لماذا كان يحلم الإنسان بهذا الأمر و كيف تطورت الطائرة حتى وصلت لما نحن عليه الآن ؟!
لماذا قام الإنسان بصناعة الطائرة و ما هي مراحل تطورها ؟!
قديماً عانى الإنسان كثيراً من مشقة السفر وبعد المسافات، فكانت الرحلة الواحدة تستغرق شهوراً وربما سنوات، كانت الوسيلة الوحيدة المستخدمة في السفر هي الدواب، بمرور الوقت بدأ الأمر يتطور رويداً رويداً، فظهر العربات التي تجرها الخيول، ثم السيارات، ثم البواخر، لكن رغم هذا التطور إلا أن مشقة السفر مازالت قائمة، فكانت الرحلة من بلاد المشرق العربي حتى القارة الأمريكية تستغرق شهوراً طويلة في عرض البحر، في مواجهة مخاطر وتغيرات المناخ التي قد يغرق السفينة في أي لحظة، من هنا كان لابد من وسيلة أكثر سرعة وفاعلية، وأقل تأثراً بتغيرات المناخ، هكذا ظهرت الطائرة!
تاريخ صناعة الطائرة وأول محاولات الطيران :
- توالت محاولات الإنسان للتحليق والطيران منذ عصور ما قبل الميلاد، ويبدو ذلك جلياً في إختراع الصيني لوبان طائراً من الخشب في القرن الخامس قبل الميلاد، كذلك إستخدام المناطيد الهوائية والمصابيح الزيتية في الصين في الفترة بين 180الي 243 ميلادية و التي يقال أنها معروفة في الصين منذ القرن الثالث قبل الميلاد، لكن رغم كل هذه المحاولات لم تسجل حالة طيران إنسانية بعد.
- كان الأندلسي عباس بن فرناس صاحب أول محاولة طيران في التاريخ وذلك عام 887 م، فقام بصنع جناحان ليستخدمهما في محاولة الطيران بالقرب من قصر الرُصافة في ليبيا لكن محاولته باءت بالفشل ليلقى حتفه على إثرها.
- في عام 1783 م سجلت أول محاولة طيران لإنسان بإستخدام ألة اخف من الهواء، وذلك بفضل جاك شيريل والأخوان مونقولفيي إستمرت بعدها صناعة الطائرات الشراعية بدون ركاب حتى عام 1890 م حيث تمت أول محاولة ناجحة للتحليق بألة أثقل من الهواء.
- لمع إسم الأخوان رايت بالتأكيد في عالم الطيران حيث ينسب إليهما الفضل في سير صناعة الطيران على خطى ثابتة، فنجحا عام 1903 في تحقيق أرقاماً قياسية للتحليق بآلات أثقل من الهواء، وسجلا أطول مدة طيران في ذلك الوقت وهي 75 دقيقة على إرتفاع 100 متر عن سطح الأرض.
-
الحرب العالمية اللأولى :
– أثناء الحرب العالمية الأولى أخذت صناعة الطائرات منحنى جديد تماماً، حيث تم صناعة العديد من نماذج الطائرات لإستخدامها في الحروب، وتدريب الطيارين ليصبحوا ذوي خبرة وكفاءة، كانت رحلات الطيران الأولى رحلات إستطلاع وإستكشاف لا أكثر.
– أول دولة إستخدمت الطيران في الحرب كانت بلغاريا فيما عرف بحرب البلقان ضد الدولة العثمانية، وتم تزويد الطائرات بالأسلحة لأول مرة، وظهرت القواعد الجوية والمهابط.
– في عام 1914 كان أول قتال جوي قرب منطقة الرايمس و سقطت أول طائرة في التاريخ. -
الفترة بين الحربين العالميتنين الأولى والثانية :
بين الحرب العالمية الأولى والثانية، أصبح العديد من الطيارين بلا عمل فبدأ إستغلال الطائرات في المجالات المدنية، كما تم التوصل لإختراع المحركات النفاسة.
– تنافست الدول على إمتلاك أحدث المقاتلات الحربية كالمتسوبيشي 6م التي إمتلكتها اليابان والهاوكر هيركين التي إمتلكتها المملكة المتحدة. -
الحرب العالمية الثانية :
– تعد هذه الفترة هي ذروة إستخدام الطائرات حيث تنافست كافة الدول على إمتلاك الطائرات الحربية وتحديثها وإستخدامها في مجال الحروب.
– تم إضافة الأسلحة الثقيلة وأسلحة الإعتراض مثل الصواريخ والقاذفات بعيدة المدى.
– كما تم صناعة أول طائرة حربية نفاثة سميت بإسم HE 178 -
الحرب الباردة :
بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية تم إستخدام الطائرات الحربية التي خرجت من الخدمة في أغراض تجارية، كبقل البضائع والأشخاص، كما تم تطوير صناعة الطائرات بشكل كبير ظهرت أنواع جديدة كالكونراد و البوينغ و الإيرباص وغيرها.
منذ ذلك الحين لم يتوقف سباق الطائرات، فمازال الإنسان يسعي للوصول إلى أقاصي الأرض في لمح البصر، فقد ظهرت العديد من التقنيات المتطورة التي تنمح الإنسان مزيداً من الرفاهية والأمان حتى يصل لوجهته في أسرع وقت ممكن، ولم يعد حلم الطيران والتحليق بعيد المنال بل تجاوزه الإنسان ليصل إلى أبعد من ذلك بكثير.