عصير القصب يصفه الأطباء بأنه مشروب سحري.. فهل ذلك الوصف به شئ من المبالغة، أم أن عصير القصب يستحقه بالفعل؟.. الإجابة سنكتشفها معاً خلال الفقرات التالية، والتي سنتعرف من خلالها على الفوائد الصحية والخصائص العلاجية له، وكذلك المواد التي يتركب منها والتي تمنحه قيمته الغذائية المرتفعة، بجانب رصد مجموعة الأضرار المحتملة لـ عصير القصب ،والتي التعرض لها مرهون بمعدلات استهلاكه.
عصير القصب .. التركيب والفوائد والمخاطر المحتملة :
عصير القصب ليس مجرد مشروب مثلج منعش، بل أنه كنز من الفوائد ومنجم من الأسرار، دأب العلماء خلال العقود الماضية على استكشافه، وما توصلوا إليه من نتائج كان مذهلاً بكافة المقاييس.
سوائل عصير القصب :
قبل التطرق بالحديث إلى فوائد عصير القصب الصحية، فلابد في البداية من التعرف على مصدرها، أو بمعنى أصح التعرف على المميزات التي تفرقه عن العصائر الأخرى، والتي تمنحه تلك الخواص العلاجية والوقائية.. والأبحاث التي أجريت على عصير القصب وتركيبه، أثبتت أنه في ذاته يعد مزيج من ثلاثة عصائر، هم كالآتي :
- الماء الصافي : إذا قمنا بفصل المواد المُركبة لـ عصير القصب ،سينتج لنا سائل صافي يشبه الماء الطبيعي بنسبة كبيرة، فهو خال من أي طعم أو رائحة، إلا أنه يتميز بقيمته الغذائية المرتفعة، إذ تتوافر به نسب مرتفعة من مختلف المعادن الضرورية للجسم.
- السائل السكري : يشكل هذا السائل النسبة الأكبر من تركيب عصير القصب ،وهو المسئول عن منح العصير المذاق الحلو الذي يمتاز به، إذ يحتوي هذا السائل على نسب هائلة من المواد السكرية عالية التركيز.
- سائل البروتوبلازم : القوام السميك لـ عصير القصب ناتج عن هذا السائل، والبروتوبلازم هي مادة نباتية تتوافر في قشور القصب الخارجية، وعند عصره فإنها تتحول إلى مادة شبه سائلة تمتزج بعصيره، وهي تحتوي على قدر كبير من المواد العضوية والمعدنية.
فوائد عصير القصب الصحية :
عصير القصب لن نبالغ إذا وصفناه بأنه مشروب مذهل، فهذا القول يأتي مستند إلى العديد من الحقائق العلمية، التي جاءت بها نتائج العديد من الدراسات والأبحاث، التي توصلت إلى آثار عصير القصب الصحية، والتي كان من بينها الآتي:
أ) مُمد بالطاقة :
حذر الأطباء مراراً من تناول مشروبات الطاقة الغازية، وذلك لما لها من تأثيرات سلبية على صحة الإنسان، فهل من بديل؟!.. نعم هناك بديل طبيعي وآمن ألا وهو عصير القصب ،ولهذا ينصح بتناوله ممارسي الرياضة بشكل عام، وبصفة خاصة الألعاب الرياضية عالية المقاومة العضلية، مثل كمال الأجسام ورفع الأثقال وما شابهها، وذلك لأن القصب يحتوي على نسب هائلة من سكر الجلوكوز سهل الامتصاص، وهي كفيلة بمنح الجسم الطاقة اللازمة لمزاولة الأنشطة البدنية، وكذلك تعوضه عن العناصر التي يستنزفها أثناء التمرين.
ب) منقي من السموم :
الأشخاص الذين يتناولون عصير القصب بمعدلات مناسبة، وبصفة شبه منتظمة، تنخفض لديهم احتمالات التعرض لأي من الأمراض، التي تنتج عن تراكم السموم داخل الجسم، وذلك لأن عصير القصب يعمل على تنقية الجسم بصفة دورية منها، وذلك يتم بطريقة غير مباشرة، فـ عصير القصب من المشروبات المحفزة لإدرار البول، وزيادة معدل مرات التبول خلال اليوم، تساهم في طرد السموم مع الماء الزائد عن الحاجة باستمرار، وبالتالي يستحيل أن تتراكم الفضلات أو تترسب السموم بالجسم.
جـ) حامي للكبد :
أمراض الكبد من الأمراض التي تعرف بأنها شديدة القسوة، وجميعها تصنف ضمن الأمراض المزمنة، مثل أمراض تليف الكبد أو الالتهاب الكبدي الوبائي، ولكن المسكنات الكيميائية ليست الوسيلة الوحيدة للحد من أعراضهم، فثمة وسائل أخرى طبيعية أكثر أمناً وفاعلية، ومن بينها الانتظام في تناول عصير القصب بصفة دورية، حيث أن عصارة القصب تحتوي على مختلف العناصر، التي يفتقر إليها مرضى الكبد غالباً ويلزم إمدادهم بها كما أن نسبة السكر المرتفعة جداً في عصير القصب ،تقي مريض الكبد من أخطر المضاعفات المحتملة لمرضة، والمتمثلة في الإصابة بحالة من الدوار أو الإغماء.
د) صحي للكلى :
فوائد عصير القصب كمشروب مُدر للبول، لا تتوقف عند حد لفظ السموم خارج الجسم، بل أن عصير القصب لذات السبب، يعتبر أحد المشروبات المفيدة جداً بالنسبة لصحة الكلى، إذ أنه يقضي على العامل المسبب للنسبة الغالبة من الأمراض التي تصيبها، مثل تعرضها لإحدى الالتهابات أو تكون الحصوات بداخلها أو الفشل الكلوي، إذ أن المسبب الرئيسي لها يتمثل في احتباس البول، او عدم طرده خارج الجسم بشكل كامل وبصفة منتظمة، فينتج عن ذلك ترسب الفضلات البشرية بداخل الكلى، فإما تضر بالأنسجة والأغشية المُبطنة لها، أو أن تلك الرواسب تتحد وتتبلور مكونة الحصوة، ولهذا ينصح الأطباء دوماً من يعانوا من أمراض الكلى، بالانتظام في تناول كوب من عصير القصب بشكل منتظم، إذ أنه خير مُعزز للوسائل العلاجية التقليدية، وبالنسبة للأصحاء يمكن اعتبار تناوله إجراء احترازي ووقائي ضد أمراض الكلى.
هـ) معالج للنحافة :
الخطر الذي تشكله النحافة على الصحة العامة للإنسان، لا يقل بأي شكل عن الخطر المحتمل لزيادة الوزن والسمنة، بل إن في بعض الحالات تكون النحافة أشد خطورة، ويكون علاجها هنا فرضاً وليس خياراً، ومن ضمن الوسائل الطبيعية التي قد تفيد في علاج ذلك المرض، هو الانتظام في تناول عصير القصب بالقدر المناسب، فنسبة السكريات المرتفعة في ذلك المشروب، تجعل منه خياراً مثالياً بالنسبة للراغبون في زيادة أوزانهم، بجانب أنه يمدهم بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة للصحة، بعكس مجموعات الأطعمة الأخرى التي تزيد الوزن وتضر بالصحة، مثل المياه الغازية والمواد الدهنية على اختلاف أنواعها.
هل عصير القصب له أضرار ؟
بعد كل ما سلف ذكره عن فوائد عصير القصب وقيمته الغذائية، قد تعجب حين تجد أن الإجابة على هذا السؤال “نعم”، فالقاعدة العامة فيما يخص الطعام، هي أن الإفراط يُقلب المنافع إلى أضرار، و عصير القصب صاحب الخواص العلاجية والوقائية، الإسراف في تناوله يهدد الصحة العامة للإنسان، وخطورة عصير القصب تكمن في ارتفاع نسبة السكر المتوافر به، ولذلك فإن تناوله بمعدلات كبيرة قد تقود إلى:
- التسوس : السكر هو العنصر الأشد خطراً على صحة الأسنان، ولأنه يتوافر بنسبة مرتفعة في عصير القصب ،فإن تناوله بمعدلات كبيرة قد يقود إلى الإصابة بالتسوس.
- لين وهشاشة العظام : ارتفاع نسبة السكر داخل الجسم، تؤثر بشكل سلبي على صحة وقوة العظام، الأمر الذي يصير معه عصير القصب من مسببات هشاشة العظام، وينخفض احتمال التعرض لهذا الخطر بالنسبة للبالغين، لكنه بشكل خطورة بالغة على الأطفال، إذ أن عظامهم وأسنانهم تكون في طور التكوين والنمو، ولهذا ينصح بالإقلال من تناولهم لهذا النوع من العصائر.
- ارتفاع نسبة السكر : يجب الحذر من تناول عصير القصب فور الاستيقاظ، أو تناوله قبل تناول وجبة الإفطار، فرغم القيمة الغذائية المرتفعة لهذا المشروب، إلا أن تناوله صباحاً سينتج عنه حدوث ارتفاع مفاجئ في نسبة السكر بالدم، الأمر الذي يشكل خطورة خاصة على مرضى السكري.
- السمنة : مرض العصر ذو المضاعفات الصحية الخطيرة، فالسمنة ما هي إلا بداية، التعرض لأي من أنواعها يفتح الباب أمام أمراض عضلة القلب والشرايين، وكذا تؤثر على العظام وتحدث خللاً بوظائف الجسم، ولهذا يجب الحذر من الإسراف في تناول عصير القصب ،فبسبب نسبة السكر المرتفعة به، عده العلماء من ضمن الأطعمة التي تسبب تراكم الدهون في الجسم.
كل هذه الأضرار التي تبدو في ظاهرها ذات خطورة، يمكن تجنب التعرض لها بسهولة، وذلك من خلال تناول عصير القصب باعتدال ودون إفراط، فذلك يضمن لك الحصول على فوائده الصحية العظيمة، وفي الوقت ذاته يجعل الإنسان في مأمن من مضاره.