العلاج بالطاقة الروحية واحد من أهم العلاجات المعروفة حالياً في الطب البديل، فقد امتد وانتشر في العديد من دول شرق أسيا وأوربا، لكنه بدأ أساساً في اليابان كواحد من الممارسات الروحية التي بدأت على يد المعلم البوذي ميكاو أوسوي في بدايات القرن العشرين، واستمر تطويره وتعليمه بين عدد من المعلمين الآخرين حتى وصل لما هو عليه الآن، يُطلق عليه حالياً اسم الريكي وينقسم لقسمين رئيسياً “الريكي الياباني التقليدي” والريكي الغربي” فما قصته وكيف بدأ وهل هو آمن أم لا؟
لماذا ظهر العلاج بالطاقة وهل هو فعال أم لا؟
بداية علاج الريكي
- بدأ علاج الريكي أو العلاج بالطاقة تحديداً عام 1922م حين طُلب من المعلم ميكاو أوسوي أن يقود دورة تمارين بوذية لمدة 21 يوماً، لكنه لم يعرف على وجه التحديد ما يجب فعله، فقد كانت عبارة عن تأمل وصلوات وصوم، لكنها ليست محددة بشكل واضح، لذلك قام بتطوير مجموعة من تمارين التأمل أسماها الريكي ويقول أنه اكتسبها من خلال طاقة روحية دخلت إليه عن طريق ما يُسمى بـ “شكرة التاج”.
- حينما عاد ميكاو إلى طوكيو أسس معهد أوسوي للعلاج بالطاقة الروحية وانتشرت طريقته في أنحاء البلاد واستمر في علاج الناس وتدريب بعض الطلبة كي يكونوا امتداد للريكي بعد وفاته.
سبب تسميتها بالريكي
- كلمة ريكي هي كلمة تم اشتقاقها من كلمة يابانية تعني “الجو الغامض” أو المعجزة، بينما في اللغة الصينية فتعني “المعجزة الخارقة”، بينما فسرها البعض على أنها مقطع من جزئيين “ري” وتعني روح و “كي” بمعني الطاقة الحيوية.
- ظهرت عدد من التفسيرات الأخرى لمعنى كلمة “ريكي” وكانت تفسيرات قائمة على المجمل العام لعلم العلاج بالطاقة وليس تفسيراً حرفياً فقال البعض أنها تعني “طاقة حياة الكون” أو “خروج الروح أو الشبح” أو “قوة الحياة.
تطور علم العلاج بالطاقة
- قبل وفاة المعلم ميكاو أوسوي تمكن أحد تلامذته ويُدعى هاياشي من تطوير العلاج بالطاقة إلى نوع جديد أكثر بساطة وحداثة من الريكي الأصلي، وحين توفي أوسوي انتقل هاياشي خارج المعهد وقام بفتح عيادته الخاصة وتوسع في تقديم العلاج وتدريب الكثيرين على أسلوبه، وهو الأسلوب الذي انتشر في أمريكا وأوروبا حتى اليوم نظراً لبساطته.
- يعود الفضل في نقل العلاج بالطاقة خارج حدود اليابان إلى متدربة تُدعى “تاكاتا” حيث تمكنت من تعلم مستويات الريكي الثلاثة قبل أن تعود لموطنها الأصلي في هاواي وأقامت عيادة خاصة بها وسعت لنشر العلاج بالطاقة وتعاليمه، حيث يرجع لها الفضل في نشر العلاج بالطاقة في أنحاء الولايات المتحدة من خلال جولتها التي قامت بها.
مبادئ العلاج بالطاقة
قام المعلم أوسوي باشتقاق مبادئ الريكي من تعاليم ومصطلحات الإمبراطور ميجي وذلك لشدة إعجابه بها، وقد استمر المعلمون من بعده في اتباع هذه المبادئ والأساسيات حيث عُرفت باسم “مبادئ الريكي الخمسة” وهي كما يلي:
- لا تغضب.
- عش بدون قلق.
- كن مجتهداً في عملك.
- اعترف بالجميل وكن ممتناً.
- كن مهذباً ومتواضعاً في التعامل مع جميع المخلوقات.
كيف يتم العلاج بالطاقة
- تقوم فكرة الريكي على تحقيق التوازن بين طاقة الإنسان الداخلية والطاقة الكونية المحيطة به، حيث يؤمن معلمو الريكي أن جسد الإنسان يحتوي على سبع مراكز للطاقة مقسمة في أنحاء جسده تُسمى بالشكرات، كل مركز مسئول عن إمداد جزء معين بالطاقة، عند انسداد أي مركز منها ينقطع إمداد الجسم بالتالي يحدث خلل فيه ويُصاب الإنسان بالأمراض المختلفة.
- يكون العلاج عن طريق بعض التمارين والتأملات الروحية التي تُساعد على فتح مراكز الطاقة في جسم الإنسان كي يستقي الطاقة الكونية الإيجابية ويطرد الطاقة السلبية في جسده، إذا كان المعلم متمرساً بما يكفي يُمكنه الشعور بأي اختلاف في هالة الإنسان وتحديد مركز الطاقة المعتل ثم القيام بمعالجته.
- لكن هذا لا يعني أن الريكي كافي وحده للتخلص من أي مرض بالتأكيد، بل يُعتبر علاج مكمل بجانب العلاج الطبي الكيميائي، حيث يُحسن من نفسية المريض ويرفع روحه المعنوية بالتالي يُساعد في شفاء المرض أسرع، كما أنه يُساهم في التخفيف من الآثار الجانبية للعلاج الطبي ويُقلل فترات النقاهة.
أبحاث علمية حول العلاج بالطاقة “الريكي”
- تم إجراء العديد من الدراسات العلمية حول فاعلية الريكي من عدمها، لكن حتى الآن لم يجد الباحثون له تأثير يُذكر في علاج أي حالة على عكس ما يُنادي به مُعلمو العلاج بالطاقة، لكن يقول البعض أن سبب ذلك هو عدم الفهم الكامل لأساسيات العلم وفرض قيود عليه، بالتالي لم تكن النتائج دقيقة، فلم لم يكن له أي تأثير كما تقول الدراسات، لماذا انتشر بهذه الصورة الكبيرة خاصة في البلاد الغربية.
- رغم عدم ثبوت أي أضرار على جسم الإنسان من ممارسة الريكي، يخاف الأطباء من اعتماد المرضى عليه بشكل كامل وإهمال العلاجات الموثوقة، خاصة مع عدم ثبوت فاعليته، لذلك ينصحون دائماً باستشارة الأطباء وأخذ الأدوية التي تُوصف لهم، جنباً إلى جنب مع الريكي إذا كانوا يرغبون بممارسته.
هل العلاج بالطاقة معارض للإسلام
- يقول البعض أن العلاج بالطاقة من العلاجات المعارضة للدين الإسلامي نظراً لأن نشأتها كانت من معلم بوذي وأن بعض المدارس تشترط على من يريد أن يُصبح معلماً لها أن يعتنق البوذية، في هذه الحالة يكون محرماً على المسلمين بالتأكيد.
- لكن العلاج بالطاقة الشائع في أغلب بلدان العالم وحتى الوطن العربي ليس أكثر من تمارين وتأملات روحية لا ترتبط بدين معين بل تسعى لتصفية الذهن وإبعاد الأفكار والطاقة السلبية عن الإنسان، وتعديل هالته وإعادتها لوضعها الصحيح، لذلك لا يُعتبر هذا النوع محرماً.