يعتقد معظم الناس أن وظيفة البنوك هي الاحتفاظ بالأموال بعيداً عن السرقات وما شابه فقط، وهم محقون في جزء من هذا الاعتقاد، فالبنوك هي أأمن وسيلة للاحتفاظ بالنقود خاصة المبالغ الكبيرة، فلا يمكن لشخص ما أن يحتفظ بكل ثروته وما جناه طوال حياته في منزله! لكن هذه ليست الوظيفة الوحيدة التي يقوم به البنك فهو لا يحتفظ بالأموال فقط انتظاراً أن يأتي صاحبها ليستردها وإلا لتوقفت عجلة الاقتصاد منذ زمن بعيد! إذا لماذا ظهرت البنوك؟! وما هي وظائفها وأنواعها؟!
لماذا ظهرت البنوك وما هي أنواعها ووظائفها؟!
تعريف البنوك
البنوك هي مؤسسات مالية وسيطة تسهل عملية العرض والطلب على النقود، فيقوم من لديه فائض من الثروة يزيد عن حاجته بالاحتفاظ به في البنك، ثم يقوم البنك بإقراض الشخص الذي يحتاج لسيولة أو مبلغ معين من المال ما يحتاجه مقابل ضمان أو أصل ثابت يكفي أو يزيد على قيمة المبلغ المقترض، كما تقوم البنوك باستثمار هذه الأموال وإعطاء صاحبها فائدة إما سنوية أو نصف سنوية أو ربع سنوية أو شهرية حسب الاتفاق الذي جرى بين البنك والعميل، لكن يشترط أن تكون هذه النقود مودعة في هيئة ودائع طويلة الأجل أو حسابات توفير وليست حسابات جارية حتى يكون للبنك حرية التصرف فيها خلال فترة الإيداع، كما تقوم البنوك بعدة وظائف أخرى كسحب وتظهير الكمبيالات والأوراق التجارية.
تاريخ ظهور البنوك
أول ظهور للبنوك كمنشأة للاحتفاظ بالأموال كان عام 1397 في مدينة البندقية بإيطاليا، وكان البنك يعرف باسم بانكو ريالتو، أي أن أصل كلمة بنك تعود للكلمة الإيطالية بانكو، كانت مهمة هذا البنك قاصرة على الاحتفاظ بالأموال مقابل إعطاء صاحبها صك بقيمة النقود، ظهر بنك آخر في إيطاليا أيضاً عام 1619 باسم بانكو دي جيرو لكن هذه المرة كان مختص بالمعاملات والتحويلات النقدية، فكان يصدر صك قابلاً للتداول على أنه نقود مقابل قيمة النقود الفضية أو الورقية التي يحتفظ بها البنك، لكنه لم يكن الأول من نوعه فكان أول من ابتكر هذه الفكرة هو مصرف تم إنشائه عام 1609 بمدينة أمستردام، بالنسبة للمصارف العربية فيعود الفضل لطلعت حرب باشا في إنشاء أول مصرف عربي في مصر يحمل اسمه ما ساهم بشكل كبير في إنشاء وتطوير منظومة البنوك العربية.
أنواع البنوك
تطورت المنظومة المصرفية بشكل كبير فظهرت عدة أنواع من البنوك لكل منها وظيفة خاصة كما يلي:
-
البنوك المركزية
البنك المركزي هو أساس النظام المصرفي لأي دولة، فهو المنوط بإصدار الأموال والحفاظ على قيمة العملة الرسمية للدولة من الانخفاض أمام العملات الأجنبية، كما يتحكم بالسيولة النقدية في السوق لمعالجة حالات التضخم والانكماش عن طريق رفع أسعار الفائدة أو زيادة معدل الضرائب وما إلى ذلك.
-
البنوك التجارية
وهي المصارف التي تعتمد على تلقي الأموال من المودعين واستثمارها أو منحها للمقترضين مقابل أسعار الفائدة التي يحددها البنك المركزي وفقاً لحالة السوق، تنقسم هذه الأخرى لعدة أنواع مثل بنوك السلاسل وبنوك الفروع وبنوك المجموعات، الاختلاف الأساسي بين أنواع البنوك التجارية يعود للنظام الإداري الذي تتبعه.
-
البنوك الاستثمارية
وهي المصارف التي تقوم بتمويل المشروعات الاستثمارية الكبرى لتنشيط الاقتصاد، كما تقوم بعملية إصدار الأوراق المالية كالأسهم والسندات الخاصة بالشركات المساهمة، يمكن أن تدخل هذه البنوك أيضاً كشريك في بعض المنشئات الصناعية الكبرى.
-
البنوك الصناعية
تأخذ هذه البنوك على عاتقها تنشيط الجانب الصناعي، فتوفر للمنشئات الصناعية ما تحتاجه من قروض سواء كانت متوسطة أو طويلة الأجل، كما تقوم بعمل دراسات الجدوى التي تحتاجها أي منشأة صناعية جديدة، فتساعد على تنمية النشاط الصناعي والحفاظ عليه من التدهور.
-
البنوك العقارية
تختص هذه المصارف بالجانب العقاري، فتقدم القروض اللازمة للتنمية العقارية وإنشاء المشاريع العقارية الكبرى.
-
البنوك الزراعية
تهتم المصارف الزراعية بتوفير كافة مستلزمات الزراعة التي يحتاجها الفلاحون بما فيها القروض اللازمة لشراء المبيدات والمحاصيل وغيرها، وتوفر أيضاً كافة التكنولوجيا اللازمة للزراعة.
-
البنوك الإسلامية
هذه البنوك لا تعتمد مبدأ الفائدة الثابتة كغيرها من البنوك التجارية، فهي تقوم بتمويل العمليات التي يحتاجها المقترض وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، وقد أثبت هذا النظام فاعليته وصموده في وجه الأزمات العالمية.
-
بنوك الادخار
هذه البنوك تهتم بطبقة ذوي الدخول المنخفضة، فتقبل الودائع الصغيرة وتعطي عليها فوائد لتشجيع هذه الطبقة على الادخار، من أمثلة هذه البنوك “البنوك البريدية”.
هذا بالإضافة لعدة أنواع أخرى كبنوك الاستيراد والتصدير وبنوك التجارة الخارجية وبنوك المحليات، تعمل كل هذه البنوك سوياً في منظومة متكاملة تحت إشراف البنك المركزي للحفاظ على تدفق النقود في السوق المحلية.