يعتبر كوكب زحل من أقدم الكواكب التي تم اكتشافها في المجموعة الشمسية، وذلك لكبر حجمه وسهولة رؤيته بالعين المجردة من سماء الكرة الأرضية، بالتالي كان من السهل على علماء الفلك القدماء رصده والتعرف على خصائصه، يُعتبر ثاني أكبر كواكب المجموعة الشمسية من حيث الحجم، لكن رغم ذلك كثافته تمثل ثمن كثافة الكرة الأرضية فقط، وهذا لأنه أحد الكواكب الغازية التي تضم المشترى وزحل وأورانوس ونبتون، أي أن أغلبه يتكون من غازات، لكن متى تم رصد زحل لأول مرة؟ ولماذا سمي بهذا الاسم وما خصائصه؟ هذا ما سنعرفه في المقال التالي.
لماذا سمي كوكب زحل بهذا الاسم وما خصائصه؟
أساطير حول زحل
- كان زحل من أقدم الكواكب التي تم رصدها بالعين المجردة كما ذكرنا، لذلك دارت حوله العديد من الأساطير في المثولوجيا القديمة، فقد رصده البابليون بشكل منتظم ووضعوا سجلاً كاملاً لحركاته.
- مثل زحل عند الرومانيون القدماء الإله ساترون وهو إله الحصاد والزراعة، وقابله عند اليونانيون الإله كرونوس.
- أما في الثقافة الهندية فكان يُعرف باسم نافا جر هاس وهو الإله الذي اختص بمحاسبة كل شخص على أفعاله في الدنيا سواء كان شخص جيد أو سيء.
- اعتبر اليابانيون والصينيون زحل نجم من النجوم التابعة للأرض وذلك لاعتقادهم بأن الكون كان مكون من عناصر خمسة فقط وهي “الماء والمعدن والتراب والنار والهواء”.
معنى اسم زحل
- زُحل هي كلمة مشتقة من “زحل” ومعناها البعيد أو المتنحي، تم إطلاق هذا الاسم عليه في اللغة العربية بسبب بعده عن الشمس حيث يُعتبر سادس الكواكب في الترتيب، أما اللغات اللاتينية فيُطلق عليه اسم “ساترون” وهو اسم إله الزراعة عند الرومان كما ذكرنا.
رصد زحل
- مر زحل بعدة مراحل في رصده، فكانت أول مرحلة هي رصده بالعين المجردة في سماء الكرة الأرضية، وذلك في عصور ما قبل اختراع التلسكوبات، فقد تمكنت الحضارات القديمة من رؤيته بسهولة لكبر حجمه وشدة لمعانه.
- المرحلة التالية كانت مرحلة التلسكوبات مع بدايات القرن السابع عشر، فقد كان العالم جاليليو جاليلي من أوائل العلماء الذين رصدوا زحل، لكن تصويره كان صعباً بسبب حلقاته التي كانت تُسبب عدم وضوح الرؤية في البداية، بعد ذلك تمكن العالم كريستيان هويغنز في منتصف القرن السابع عشر من اكتشاف أحدى حلقات زحل واشتهر بأنه الكوكب الوحيد الذي يحتوي على حلقات، حتى تم اكتشاف حلقات أورانوس والمشترى ونبتون في القرن العشرين.
- المرحلة الثالثة هي مرحلة المركبات الفضائية، حيث تم إرسال عدد كبير من المركبات لاستكشاف كوكب زحل، اولها كانت المركبة بيونير 11 عام 1979م، ثم تولت بعد ذلك الرحلات فتم إطلاق فوياجر1 وفوياجر2 وكاسيني هوينغز وغيرها.
خصائص زحل
- عند رصد الكوكب يبدو كأنها مخطط بخطوط تتباين بين اللونين الأصفر والبني الفاتح، وقد توصل العلماء لماهية الخطوط الصفراء حيث يُعتقد أنها بلورات من غاز الأمونيا المجمد والتي تُعطيه هذا اللون.
- كثافة زحل منخفضة جداً، حيث يُعتبر الكوكب الوحيد ذو كثافة أقل من كثافة الماء، وقد سبب ذلك مع سرعة دورانه الشديدة حول نفسه، أن أصبح مفلطح الشكل بنسبة أكبر من باقي الكواكب الغازية الأخرى.
- كثافة تبلغ فقط حوالي ثمن كثافة الأرض، رغم أن كتلته أكبر من الأرض بنحو 95 ضعف.
- رغم كثافته القليلة إلا أن الأمر لا ينطبق على نواته، حيث يعتقد أنه نواته تُشبه نواة كوكب المشترى وتتكون من الصخور المحاطة بالهيدروجين والهيليوم بالإضافة لبعض المواد المتطايرة، ويُعتقد أنها أكثر كثافة من نواة الأرض.
- يولد زحل كمية عالية جداً من الحرارة حيث تصل درجة حرارة النواة لنحو 11,700 درجة مئوية، وتعكس كمية من الحرارة للفضاء تُعادل مرتين ونصف ما يصلها من الشمس.
- يُفسر العلماء هذه الحرارة على أنها نتيجة جاذبية الكوكب الشديدة، لكن هذا الاعتقاد ليس كافياً لتوليد هذا الكم من الحرارة، لذلك يعتقد البعض الآخر أن حرارة الكوكب ناتجة عن تساقط قطرات من الهيليوم الموجودة حول النواة في جو من الهيدروجين ما يؤدي لحدوث احتكاك بينهما ينتج عنه حرارة شديدة.
غلاف زحل الجوي
- يتكون الغلاف الخارجي لزحل بشكل أساسي من الهيدروجين والهيليوم بالإضافة لبعض الغازات الأخرى مثل الأمونيا والإيثان والميثان لكن بنسب ضئيلة جداً.
- يوجد بعض السحب في جو زحل وتتكون أغلبها من الأمونيا، بينما يتكون بعضها الآخر من بيكبريتيد الأمونيوم.
بقع زحل البيضاء
- هي عبارة عن عواصف شديدة تحدث في النصف الشمالي لكوكب زحل، وتبدأ منفصلة ثم لا تلبث أن تتجمع مع بعضها البعض وقد تمتد العاصفة الواحدة لمئات الكيلو مترات، تم تسميتها بهذا الاسم لتشابهها مع بقع المشترى الحمراء.
حلقات زحل
- تتكون حلقات زحل بشكل أساسي من الجليد والبعض الشوائب بالإضافة للكربون غير المتبلور، ويمتد سمكها لحوالي 20 كيلو متر، تتراوح جزيئاتها في الحجم من ذرات الغبار إلى حجم سيارات صغيرة.
- يُعتقد أن حلقات الكوكب تكونت من بقايا القرص الأولي له وبذلك لم تتمكن من التجمع وتكوين قمر خاص به، والبعض الآخر يعتقد أنها ناتجة عن حطام قمر تفتت نتيجة الاصطدام، لكن في جميع الأحوال مازالت الحلقات غير مستقرة.
أقمار زحل
- يمتلك زحل 60 قمراً خاصة به، أغلبها أقمار صغيرة الحجم لا يتجاوز قطرها 10 كيلو مترات، كما يوجد 13 قمر أقطارها أقل من 50 كيلومتر.
- أكبر أقماره هو تيتان، حيث أن قطره أكبر من قطر كوكب عطارد نفسه، وله غلاف جوي خاص به.