مجرة درب التبانة أو الطريق اللبني هي أحد المجرات الكونية التي تتكون من مليارات النجوم، فيها تقع المجموعة الشمسية التي تعد الأرض جزء منها، أي أننا نعيش في هذه المجرة، لكن ما الذي تعرفه عن مجرة درب التبانة؟! لماذا سميت بهذا الاسم وما هي مكوناتها؟!
لماذا سميت مجرة درب التبانة بهذا الاسم ؟!
سبب تسمية مجرة درب التبانة بهذا الاسم
- توجد العديد من الأساطير حول اسم هذه المجرة، يمكن لأهل الأرض رؤية هذه المجرة وما تحويه من نجوم في الليالي الصافية بوضوح فتبدو نجومها متلاصقة رغم بعد المسافة بينها فتعطي لوناً أبيض هادئاً يبدو في شكله كاللبن المسكوب لذلك سميت بالإنجليزية Milky way أو الطريق اللبني.
- في الأساطير اليونانية القديمة يقال أن هرقل أراد أن يرضع من هيرا لكنه لم يستطع ذلك، فشعر بالخيبة الشديدة وتناثر اللبن من فمه للفضاء الخارجي مكوناً هذا الطريق اللبني.
- أما سبب تسميتها بدرب التبانة يعود إلى أصول عربية، فقد وجد العرب شبهاً كبيراً بين شكل النجوم في المجرة وبين التبن المتناثر من حيواناتهم أثناء إطعامها لذلك أطلقوا عليها درب التبانة.
نشأة المجرة
تعود أصول مجرة درب التبانة إلى مليارات السنوات، فقد قدر العلماء عمرها بين 12 إلى 14 مليار سنة، ورغم هذا فهي تعتبر حديثة العهد والتكون مقارنة بغيرها من المجرات، تتكون من 400 مليار نجم كما تأخذ شكل حلزوني، يقدر طول قطرها بحوالي 100 ألف سنة ضوئية، تكمل دورة واحدة حول نفسها كل 250 مليون سنة.
مما تتكون مجرة درب التبانة؟
تدور مجرة درب التبانة حول نفسها كحال باقي الأجرام السماوية حيث تكمل دورتها كل 250 مليون سنة لكن تختلف سرعة النجوم في دورانها حول مركز المجرة بالتأكيد، فالنجوم القريبة من المركز تدور أسرع من تلك على الحافة، ينتج عن ذلك وجود أزرع للمجرة واتخاذها شكل حلزوني، يطلق على كل زراع منها أسم مكتسب من أحد الكوكبة شديدة اللمعان الموجودة على هذا الذراع، فتوجد كوكبة الرأس الغول على زراع يحمل نفس الاسم، كذلك زراع الرامي وكوكبته، أما الذراع الذي يحمل مجموعتنا الشمسية يسمي الجبار الذي يحوي سديم الجبار الشهير، يقع هذا الذراع على طرف المجرة حيث يبعد عن مركزها حوالي ثلثي نصف قطرها.
وتتكون المجرة من أربعة أجزاء رئيسة هي:
-
النواة
في الماضي كان يعتقد أنها تأخذ شكل كروي إلى أن أثبتت الأبحاث حديثاً أنها ضلعية الشكل، تتكون من عدد هائل من النجوم يقدر بنحو 100 إلى 300 مليار نجم، كما تحتوي على كميات هائلة من الغبار الكوني يمكن أن يكون حوالي 600 إلى مليار نجم جديد، يبلغ حجم النواة حوالي 16000 سنة ضوئية، كما أثبت الأبحاث التي أجريت مؤخراً وجود ثقب أسود عملاق في نواة المجرة تبلغ كتلته الحالية حوالي 2 مليون كتلة شمسية، تزداد كتلة هذا الثقب كلما زاد عمر المجرة.
-
الأذرع
لم يعرف بعد السبب العلمي وراء تكون الأذرع على الرغم من وجود العديد من النظريات والتكهنات حول ذلك، تتكون هذه الأذرع من السحب الهيدروجينية التي تتكون منها النجوم الناشئة، بعض النجوم لا تبقى في مكان نشأتها بل تتحرك من الذراع وتتجه نحو قرص المجرة، لكن النجوم كبيرة الكتلة التي قد تصل أحياناً لحجم يفوق حجم الشمس 100 مرة أمثلة النجوم النابضة والعمالقة الحمر لا يمكنها أن تنتقل من الذراع إلى القرص لذلك تموت في مكان نشأتها، لكن عمر هذه النجوم لا يتعدى الـ 100 عام كذلك لا تكون أكثر من 1% من حجم نجوم المجرة، أغلب نجوم المجرة مقاربة للشمس في الحجم أو قد تكون أصغر بقليل كما أنها معمرة.
تسمى هذه الأذرع باسم الكوكبة الموجودة أو المجاورة لها ومنها ذراع الجبار الذي تتواجد عليه مجموعتنا الشمسية، تبلغ المسافة الفاصلة بين هذا الذراع ومركز المجرة حوالي 26000 سنة ضوئية، كما يحتوى على نحو 200 ألف نجم بما فيها مجموعتنا الشمسية، رغم أنه يعتبر من الأذرع القصيرة إلا أن طوله يقدر بحوالي 6500 سنة ضوئية وسمكه بـ 1000 سنة ضوئية.
-
الهالة
تأخذ الهالة شكل كروي وهي تحيط بقرص المجرة، يقدر طول قطرها بحوالي 165 ألف سنة ضوئية، تحتوي على العديد من التجمعات النجمية التي تقدر بنحو 150 تجمع نجمي معظمها نجوم معمرة بالإضافة إلى نجوم زرقاء، الغاز فيها قليل الكثافة جداً، كما تحتوي أيضاً على كتلة مظلمة يمكن أن تكون أكثر من ألف مليار كتلة شمسية، تتميز الهالة أن كثافتها النجمية قليلة عكس القرص تماماً.
-
القرص
يحتوي على معظم نجوم المجرة على اختلاف أنواعها، وتتميز هذه النجوم باحتوائها على نسبة عالية من المعادن كما أنها شديدة الإضاءة، تشكل حوالي 700 إلى 800 سنة ضوئية من سمك القرص، كما توجد بعض النجوم المعمرة التي يبلغ عمرها حوالي مليار سنة، كما يحتوي على نجوم من تصنيفات أخرى من النجوم متوسطة العمر كالعمالقة الحمر والأقزام البيضاء التي تختلف في أعمارها ونسبة المعدن فيها.