جوزة الطيب واحدة من أشهر البهارات العالمية التي تُستخدم في كافة المطابخ وأغلب الأكلات مهما كان منشأها، وذلك لطعمها القوي ونكهتها المميزة، بالإضافة لفوائدها الصحية العديدة، حيث يُستخرج من شجرتها العديد من الزيوت الأساسية، كما يُصنع منها زبدة الطيب، لكن رغم ذلك يختلف الفقهاء في حرمانيتها وهل يجوز استخدامها أما لا، ويرجع سبب الخلاف لتأثر جوزة الطيب على عقل الإنسان، حيث يستخدمها البعض كمسكر لتُذهب العقل وتعطي نفس تأثير المواد المخدرة، فما صحة هذا الخلاف وما أهم فوائدها؟ وهل لها أضرار على الصحة العامة أم لا؟
لماذا تعتبر جوزة الطيب من أشهر البهارات العالمية ؟
موطن شجرة الطيب
- عرفت جوزة الطيب منذ قديم الأزل فقد ثبت أن المصريين القدماء استخدموها كبهار لتنكيه الطعام، بالإضافة لبعض الاستخدامات الطبية خاصة لعلاج الانتفاخ وعسر الهضم، كما عرفها العرب أيضاً واستخدموها في إعداد الأطعمة المختلفة.
- شجرة الطيب هي شجرة دائمة الخضرة تنمو في الأماكن الاستوائية كالهند واندونيسيا وسريلانكا وغيرها وتُلقب بـ “أميرة الأشجار”، ارتفاعها يصل لحوالي عشر أمتار، وهي من الأشجار ثنائية الجنس، أي تحتوي على الزهور مؤنثة ومذكرة في آن واحد.
- يتم استخراج الثمرة التي تُباع في الأسواق من الشجرة بعد تخليصها من الطبقة الخارجية ونقعها في ماء مالح ثم تجفيفها بحرارة منخفضة لتحتفظ بصفاتها أطول فترة ممكنة ويُفضل شرائها كاملة وطحنها بالمنزل عند الاستخدام للحصول على أقوى نكهة ممكنة.
فوائد جوزة الطيب
جوزة الطيب لها العديد من الفوائد الطبية التي عُرفت منذ عصور ما قبل الميلاد حتى أنها تُستخدم اليوم في العديد من المجالات الطبية لما تحتويه من فيتامينات ومعادن، أهم فوائدها الصحية ما يلي:
-
تعالج اضطرابات الهضم
تساعد جوزة الطيب على تحسين عملية الهضم وطرد الغازات وبالتالي تخفيف الانتفاخ وذلك عن طريق تنظيم انقباضات الأمعاء، بالتالي تُعتبر من البهارات المفيدة لمرضى القولون، إذا كنت تعاني من إضرابات الجهاز الهضمي فاخلط كمية قليلة منها “ربع ملعقة صغيرة” مع طعامك أو عصيرك المفضل مرتين يومياً.
-
تُساعد في علاج الأرق
تحتوي جوزة الطيب على كمية كبيرة من الماغنسيوم الذي يُساعد بدوره على الاسترخاء ويقلل من حدة التوتر العصبي، عن طريق تحفيز المخ لإفراز هرمون السيروتونين، وهو هرمون الاسترخاء الذي يُساعد على تنظيم عملية النوم والتخفيف من حدة الأرق، فقط أضف القليل منها لكوب من الحليب الدافئ وتناوله قبل النوم بمدة قصيرة، لكن لا تُكثر من استخدامها لأنها قد تُسبب الإدمان.
-
تخفف من أمراض الجلد المختلفة
رغم أن طريقة عملها ليست معروفة وواضحة حتى اليوم، لكن لوحظ أن جوزة الطيب لها قدرة على تخفيف بعض الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والقوباء الحلقية وذلك بصنع معجون من مسحوقها ثم وضعه على المكان المصاب وتركه حتى يجف، أيضاً استخدامها في إعداد الطعام باستمرار يُحسن من مظهر الجلد ويزيد من نضارته.
-
مكافحة رائحة الفم الكريهة
جوزة الطيب لها قدرة ملحوظة على محاربة البكتيريا الضارة منع تكاثرها، لذلك يُمكن أن تساعد على التخلص من رائحة الفم السيئة وتحسين صحة الفم والأسنان إذا تم عمل محلول منها واستخدامه للمضمضة.
-
تنظيف الجسم وإزالة السموم
تُحسن جوزة الطيب من كفاءة الكلى والكبد بشكل خاص، ويُمكن القول أنه هذه الأعضاء هي أكثر الأماكن التي تُختزن فيها سموم الجسم بشكل عام، تحتوي جوزة الطيب على بعض العناصر الفعالة التي تُساعد على إزالة هذه السموم والتخلص منها كما تُساعد أيضاً على تفتيت حصوات الكلى.
-
تُنظم ضغط الدم
نتيجة احتوائها على كميات عالية من الماغنسيوم فإنها تُساعد على تقليل ومعادلة نسبة الصوديوم في الجسم، بالتالي تُقلل انقباض الأوعية الدموية وتساعد على تحسين وتنظيم ضغط الدم المرتفع، لذلك فهي مفيدة لمرضى ضغط الدم.
-
تُساعد على وقف انتشار السرطان
بعض الدراسات الحديثة لاحظت ارتباط بين تناول جوزة الطيب وانتشار الخلايا السرطانية، فقد وُجد أنها توقف انقسام الخلايا غير المبرمج خاصة في حالات سرطان الدم، لكن لم يتم التوصل لنتائج حاسمة في هذا الشأن بعد.
-
تخفف الألم
تحتوي شجرة الطيب على بعض العناصر المشابهة لمركب المنثول الذي يُستخدم في تخفيف الألم، بالتالي يُمكن استخدامها كمسكن، أيضاً يُستخدم زيتها في تخفيف الآلام الروماتزمية.
أضرار جوزة الطيب
رغم فوائدها الطبية الرهيب ودخولها في العديد من المجالات الطبية، إلا أن هناك محاذير كثيرة على استخدامها، وذلك للأسباب التالية:
- الاستخدام المبالغ فيه لجوزة الطيب قد يؤدي للإدمان وذلك لأن لها تأثير مشابه لتأثير بعض النباتات المخدرة كالحشيش.
- ملعقة واحدة منها ممكن أن تؤدي للتسمم عند أخذها جرعة واحدة، أيضاً استخدمها أكثر من الحدود المسموحة قد يؤدي لأمراض عديدة منها تليف الكبد وتشنجات شديدة وحرقة المعدة والغثيان والهلوسة.
حكم استخدام جوزة الطيب
ذهب بعض الفقهاء لتحريم استخدام جوزة الطيب في تنكيه الطعام أو بأي طريقة أخرى غير الاستخدامات الطبية الملحة والتي تكون بأمر الطبيب أو بدخولها في تصنيع الأدوية، وذلك استناداً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما أسكر كثيره فقليله حرام” ، وهذا تماماً ما تفعله جوزة الطيب، فكما ذكرنا أن الجرعات الكبيرة منها لها تأثير مُخدر.