السفر متعة خاصة لا يضاهيها أي متعة، فالتنقل بحرية من مكان لآخر ومشاهدة الثقافات والأماكن المختلفة تجربة مثيرة، لكن اختلاف التوقيت من مكان لآخر وتأثيره على الساعة البيولوجية للإنسان قد يفسد عليه هذه المتعة، لكن لماذا توجد فروق التوقيت؟ وما تأثيرها على صحة الإنسان؟ وكيف يمكن تفادي هذا التأثير السلبي؟
لماذا توجد فروق التوقيت ؟
أسباب اختلاف التوقيت من مكان لآخر
السبب الرئيسي لاختلاف التوقيت من مكان لآخر على سطح الكرة الأرضية هو دوران الأرض حول محورها، فتتم دورة كاملة كل 24 ساعة يتعاقب خلالها الليل والنهار، أثناء دورانها تختلف كمية أشعة الشمس التي تصل لكل مكان حسب مواجهته أو بعده عن الشمس، من هنا نستنتج أن أشعة الشمس هي المحدد الرئيسي للتوقيت على سطح الأرض لذلك اختلف التوقيت من مكان لآخر، وعليه تم وضع خطوط لتحديد الوقت بدقة في أي مكان بالعالم، أطلق على هذه الخطوط أسم خطوط الطول.
ما هي خطوط الطول؟
خطوط الطول عبارة عن أنصاف دوائر غير حقيقية وضعها الجغرافيون لتسهيل حساب الوقت من مكان لأخر، عدد هذه الخطوط 360 خط، كل خط منها له رقم محدد بداية من خط طول صفر والمعروف باسم جرينتش حتى خط الطول 360، كل مسافة بين هذه الخطوط تسمى درجة وكل درجة تم تقسيمها إلى 60 دقيقة ثم قاموا بتقسيم الدقيقة إلى 60 ثانية حتى يتمكنوا من تحديد الوقت بأكثر دقة ممكنة.
ما هو خط جرينتش؟
خط جرينتش هو خط طول وهمي ينصف الكرة الأرضية إلى قسمين قسم شرقي وآخر غربي، تم تسميته بخط جرينتش نسبة إلى ضاحية جرينتش التي تقع على نهر التايمز بلندن، يمر هذا الخط بقارتي أوربا وأفريقيا، كما أن بعض الدول تنقسم إلى قسمين بفضله، جزء يقع شرق خط جرينتش والآخر غربه، من هذه الدول الجزائر وفرنسا ومالي.
كيف يتم احتساب التوقيت
يتم احتساب توقيت أي دولة أو مدينة في العالم بناء على موقعها من خط جرينتش وحسب خط الطول الذي يمر بها، فإذا وقعت شرق خط جرينتش يكون توقيتها مجموعاً على خط جرينتش، أما إذا وقعت غربه يكون مطروحاً من توقيته، وذلك حسب عدد خطوط الطول التي تفصل بينها و بين جرينتش مضروبة في 4 حيث أن الفارق بين كل خط والآخر يساوي 4 دقائق، فإذا وقعت مدينة على خط طول 10 شرق جرينتش مثلاً وكان توقيت جرينتش 12 صباحاً يكون توقيت المدينة 12:40 دقيقة صباحاً.
كيف تؤثر فروق التوقيت على صحة الإنسان
عند سفر الإنسان من مكان لأخر على خطي طول مختلفين بينهما مسافة زمنية كبيرة، تتأثر ساعته البيولوجية بشكل كبير، فجسم الإنسان يتأقلم حسب توقيت المكان الذي يعيش فيه ويحدد بناء عليه مواعيد نومه واستيقاظه وتناول وجباته الرئيسية وما إلى ذلك، لذلك إذا سافر الإنسان من منطقة زمنية إلى أخرى بينهما فاصل زمني كبير كخمس أو عشر ساعات مثلاً، يواجه جسده صعوبة كبيرة في التأقلم مع التوقيت الجديد، فيجد نفسه يرغب في النوم نهاراً وممارسة أنشطته المعتادة ليلاً تبعاً لما هو معتاد عليه.
كيف تتأقلم الساعة البيولوجية للجسم مع توقيت معين؟
يحتوي مخ الإنسان على جزء صغير يعد بمثابة ساعة طبيعية تحتفظ بمواعيد نومه واستيقاظه وتقوم بتنبيه أجهزة الجسم لتستعد للقيام بوظائفها طبقاً للوقت المحتفظ به، هذا الجزء يسمي هيبوثالامس، يتلقى هذا الجزء معلومات الضوء والظلام من الأعصاب البصرية، فإذا قامت هذه الأعصاب بتنبيه المخ لبزوغ الشمس قبل الوقت المحدد في الساعة البيولوجية ينشط الهيبوثالامس دون أن تنشط باقي أجهزة الجسم، من هنا يحدث اختلال كبير في أنشطة الجسم المختلفة.
كيف يتأقلم الجسم مع التوقيت الجديد؟
هرمون الميلاتونين هو الهرمون المسئول عن استرخاء الجسم وإعداده للدخول في حالة النوم، ينشط هذا الهرمون عندما تعطي العين إشارات للمخ بحلول الظلام، فيبدأ المخ في تهيئة جسم الإنسان من جديد طبقاً للتوقيت الجديد، لكن الأمر ليس سهلاً كما يبدو فقد يستغرق الأمر عدة أيام حتى يستطيع الميلاتونين تنظيم الساعة البيولوجية للجسم من جديد.
ما هي الأعراض التي ترافق تغيرات التوقيت
تتمثل التغيرات الصحية التي تنتج عن تغيرات التوقيت في عدة أعراض بسيطة تختفي تدريجياً حتى يتأقلم الإنسان مع الوضع الجديد فيعود طبيعياً ويتمكن من ممارسة حياته بطريقة اعتيادية، من هذه الأعراض ما يلي:
- الشعور بالتعب والضعف العام.
- عدم القدرة على النوم بشكل سليم وصحي.
- الشعور بالتوتر والضغط النفسي الشديد، ما ينتج عنه ردود أفعال عنيفة.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- زيادة في إفرازات الغدد العرقية.