تعد السلاحف من أقدم الكائنات الحية على سطح الأرض، يعزو ذلك لقدرتها على التأقلم مع كافة الظروف المعيشية مهما كانت، وطول فترة حياتاها حيث يعيش أغلبها مدة طويلة قد تتجاوز المائة عام. تشتهر السلاحف بصدفتها الصلبة والقوية حيث تعتبر الحامي الأساسي لها من مختلف الظروف التي قد تهدد حياتها، كما تشتهر أيضاً بقوائمها القصيرة مما جعلها بطيئة الحركة فأصبح يضرب بها المثل في الكسل و البطء.
لماذا تهاجر السلاحف عند وضع البيض وما هي أنواعها ؟!
∴ ما هي أنواع السلاحف ؟!
تنقسم السلاحف إلي نوعين أساسيين، برية ومائية، رغم التشابه الكبير بينهما إلا أنهما يختلفان في الشكل من حيث الصدفة التي تحميهما و شكل الأرجل أيضاً، فالسلحفاة المائية تحولت أرجلها إلى زعانف و أصبحت صدفتها أكثر تسطحاً بمرور الوقت حتى تتناسب أكثر مع البيئة المائية. كما يختلف النظام الغذائي لكل نوع منهما، فالسلحفاة البرية تعتمد في غذائها على الأعشاب و النباتات لذلك يسهل تربيتها في المنزل، على عكس السلحفاة المائية التي تعتمد على القشريات و القواقع البحرية كما تعتمد بشكل أساسي على تناول قنديل البحر، أما الكبيرة منها فتصنف من أكلات اللحوم، حيث تتغذي على الأسماك و الرخويات الموجودة في قاع البحر.
∴ لماذا تهاجر السلاحف بعد وضع البيض ؟!
السلاحف شأنها شأن باقي أقرانها من الزواحف، سواء كانت مائية أو برية فهي تتكاثر بوضع البيض، عندما يحين فصل الصيف وهو موسم التزاوج الخاص بها تهاجر الإناث إلي الشواطئ الرملية، خاصة في الأماكن الهادئة و غير المأهولة، فالسلاحف البحرية تهاجر لمسافة قد تصل إلى 300 كم حتى تضع بيضها، تقوم الإناث بالخروج للشواطئ ليلاً لعمل حفر في الرمل ثم تقوم بوضع بيضها، السلحفاة البرية تضع ما يقارب 30 بيضة، أما البحرية فقد يصل عدد بيضها إلي مائة بيضة في المرة الواحدة، تقوم الأنثى بوضع البيض عدة مرات قد تصل إلي أربعة في الموسم الواحد، بعد أن تنهي الإناث من وضع البيض تقوم بردم هذه الحفر وتركها عائدة أدراجها مرة أخري، فعلي الرغم من هذه المسافة التي تقطعها لوضع البيض، إلا أنها لا تبقي لحمايته أو رعاية صغارها بعد الفقس، فهي تكتفي باختيار مكان آمن فقط ثم تتركهم يواجهون الحياة و يعتمدون على أنفسهم. يفقس البيض بعد حوالي شهرين إلي أربعة أشهر من فقسه، تكون الصغار محاطة في البداية بكيس صغير يسمي الكيس الجنيني، حيث يؤمن لهم الحماية و الغذاء لمدة أقصاها سبعة أيام حتى تكون قوية بما يكفي للاعتماد على نفسها.
∴ هل السلاحف مهددة بالانقراض ؟!
رغم قدرة السلاحف على التأقلم مع كافة الظروف المناخية التي مرت بها الأرض على مدي ملايين السنين، إلا أنها الآن باتت من الفصائل المهددة بالانقراض، يأتي هذا نتيجة لعدة أسباب منها :-
أسباب طبيعية :
نتيجة ترك الأم لصغارها في مواجهة العديد من المخاطر وحدهم، فتصبح فريسة سهلة للطيور الجارحة و الحيوانات البرية التي تعيش على الشواطئ، حتى السلاحف المائية إذا نجحت في الوصول للماء فإنها تصبح فريسة للأسماك الكبيرة و السرطانات و غيرها، فلا ينجو منها إلا القليل حيث قدر العلماء عدد الصغار الناجين كل عام بحوالي 10% من مجمل البيض الذي تضعه الإناث، كما أن الأنثى البالغة لا تضع البيض بانتظام كل عام، فبعضها يضع كل عامين و بعضها كل أربع و قد تصل لثمانية أعوام.
أسباب بشرية :
رغم وجود العديد من الاتفاقات الدولية التي تحمي السلاحف و تجرم صيدها، إلا أنها مازالت تتعرض للصيد الجائر في مختلف مناطق معيشتها و ذلك لعدة أسباب، فهي تعد أحدي الوجبات الشهية و المشهورة حول العالم خاصة حساء السلاحف، كما يتم الاستفادة من صدفتها في صنع بعض أشكال الزينة.
أحد الأسباب الهامة أيضاً هو تعرض بيئتها الطبيعية للتخريب، فمع تزايد معدلات تلوث المياه، بالإضافة إلى الانتشار و التوسع المذهل في بناء المدن الساحلية، اختفت بيئتها الطبيعية سواء المناسبة للمعيشة أو التكاثر.