السكريات المصنعة أصبحت جزء لا يتجزأ من روتين حياتنا اليومي، فمن يستطيع أن يتناول قهوته دون بعض السكر! أو يُكمل يومه دون قطعة من الشوكولاته أو الحلوى بأنواعها! فالسكريات أو الكاربوهيدرات عموماً هي مصدر الطاقة الرئيسي لجسم الإنسان، لأنها جزء أساسي من عملية تكوين الخلايا والأنسجة الحية، كما أنها أسرع وسيلة للطاقة في حالات المجهود البدني الشديد وذلك لقدرة الجسم على حرقها دون الحاجة لأكسجين كباقي أنواع المواد الغذائية كالبروتينات والدهون، لكن رغم أهميتها، تعتبر السكريات سلاح ذو حدين، فالإكثار من تناولها يُصيب الجسم بالعديد من الأمراض كما يُبطئ من قدرته على أداء وظائفه بشكل سليم، في هذا المقال سنتعرف أكثر على السكريات وأنواعها وأهميتها وضرر الإكثار منها.
لماذا تعتبر السكريات سلاح ذو حدين وما أهميتها؟
ما هي السكريات
كلمة “السكر” عموماً تستخدم في اللغة الدارجة للدلالة على السكر الأبيض المصنع والذي يُستخدم لتحلية الأطعمة والمشروبات، لكن في الجانب العلمي السكريات تُطلق بشكل مجازي على النشويات بأنواعها وليس السكريات المصنعة فقط، فالسكر المصنع يُطلق عليه “السكروز” وهو نوع من البلورات التي تنتمي للسكريات الثنائية وتُصنع من قصب السكر أو البنجر، وعلى عكس ما يعتقد أغلب الناس، السكروز ليس المصدر الأساسي للطاقة في جسم الإنسان، بل يعتمد الجسم بشكل أساسي على الجلوكوز لأنه سكر أولي تستخدمه الخلايا مباشرة لإنتاج الطاقة.
أنواع النشويات
تنقسم النشويات لثلاثة أنواع رئيسية وفقاً لقدرة الجسم على الاستفادة منها والمدة التي تحتاجها كي تُهضم بالكامل ويتم تخزينها أو تحويلها لطاقة، بالإضافة لتركيبها الكيميائي كما يلي:
⊗ السكريات الأولية
وتتصف بكونها بسيطة لأنها المكون الأساسي لباقي أنواع السكريات، أو بمعنى آخر هي الشكل الأولي الذي يتكون منه أو يتحلل له السكر الثنائي والمتعدد، ويمكن تصنيفها لعدة أنواع فرعية حسب المواد التي تحتويها كما يلي:
-
الجلوكوز
أو سكر الدم وهو أبسط أنواع السكريات عموماً ويتواجد بشكل عام في أغلب أنواع السكريات كالأغذية النشوية المعقدة مثل الأرز والخبز لكن بعد تحللها بعملية الهضم.
-
الفركتوز
أو سكر الفاكهة كما يُعرف، ويتواجد في الفواكه وعسل النحل، يمكن تصنيفه على أنه النوع الأكثر حلاوة بين السكريات الأخرى.
-
الجلاكتوز
يُسمى أيضاً سكر العقل، ولا يتواجد في الأطعمة لكن يُصنع داخل الجسم وهو من السكريات سيئة الذوبان في الماء.
-
المانوز
نوع من السكريات التي تتواجد في زلال البيض، ويتحد بعد ذلك مع بعض أنواع البروتينات، ويدخل في عمليات أيض الجسم.
-
الاينوسيتول
ويسمى سُكر اللحم أو العضلات، لأنه يتواجد بشكل أساسي في عضلات الجسم، كما يتواجد في بعض النباتات أيضاً، إجمالاً هو ما يُعطي اللحوم طعمها المميز.
⊗ السكريات الثنائية
وينتج هذا النوع عند اتحاد جزيء من سكر الجلوكوز مع جزيء من السكريات الأولية الأخرى لينتج نوع آخر من السكريات كما يلي:
-
السكروز
نوع من السكريات القابلة للذوبان في الماء بسهولة، ويُسمى كذلك بسكر القصب لأنه يُصنع منه بشكل أساسي كما ذكرنا سابقاً، جزيء السكروز يكون عبارة عن اتحاد الجلوكوز والفركتوز معاً عند التصنيع، ثم يتحلل بعد ذلك داخل الجسم مرة أخرى لعوامله الأولية.
-
اللاكتوز
ويُعرف باسم سكر الحليب لأنه يمثل نسبة تتراوح من 1.5 إلى 8% من وزن الحليب، وينتج من اتحاد الجلوكوز مع الجلاكتوز، وعموماً يُعتبر في المرتبة الأخيرة من ناحية الطعم الحلو.
-
المالتوز
أو سكر الشعير، وهو ناتج من اتحاد جزيئي جلوكوز معاً، يتحلل بعد ذلك أثناء عملية الهضم وتحديداً في الاثنى عشر إلى جزيئين من ألفا جلوكوز بواسطة انزيم يُسمى المالتيز.
⊗السكريات المعقدة
هذا النوع من السكريات يكون غير قابل للذوبان في الماء كالنوعين السابقين، ويتكون من اتحاد ثلاثة إلى 500 جزيء أو أكثر من السكريات الأولية، وعادة يفقد طعمه الحلو، يُمكن تقسيمه لنوعين أساسين كما يلي:
-
النشا
تتواجد في بعض النباتات كالذرة والبطاطا والحبوب بمشتقاتها كالقمح والأرز والدقيق الناتج عنهما، كذلك المعكرونة والخبز كما تتواجد أيضاً في بعض أنواع الفواكه، لا يذوب النشا عادة في الماء، لكن يتم تحليلها في البداية بواسطة أنزيمات لعابية تحوله من سكر متعدد إلى سكر ثنائي، ثم يتم تفكيكه بعد ذلك أثناء عملية الهضم الداخلي إلى سكريات أولية، يُساعد هذا النوع من السكريات على إعطاء شعور أطول بالشبع والمحافظة على نسبة الجلوكوز ثابتة في الجسم خاصة أثناء فترات الصيام لأنه يتطلب وقتاً أطول لتحليله وهضمه.
-
السيليلوز
أو الألياف النباتية، وتكون سيقان وجذور وأوراق النبات وكذلك قشور الحبوب، وتتواجد أيضاً في اللحوم، السيليلوز لا يتم هضمه في الجسم، إنما يتحد مع الماء ليعطي الطعام أكبر من حجمه بالتالي يُساعد على الشبع مدة أطول، كما يُساعد في عملية إنقاص الوزن، تساهم الألياف أيضاً في تخليص الجهاز الهضمي من المواد التي لا يحتاجها كالكولسترول الزائد، كما تُسهل حركة الأمعاء وتقي من التهاباتها لذلك تعتبر مفيدة لمرضى القولون، وتُساعد كذلك على تنشيط بعض أنواع بكتيريا الهضم المفيدة للجسم والتي تُحفز إنتاج فيتامين ك، يُساعد هذا الفيتامين على تجلط الدم بسرعة في حالة الإصابات بالتالي يمنع النزيف.
أهمية السكريات للجسم
-
توفر الطاقة للجسم
كونها المادة الوحيدة التي يُمكن تحويلها لطاقة دون استخدام الأكسجين يُعطيها الأفضلية عن باقي أنواع الأطعمة كالبروتينات والدهون، لأنها أسرع في الهضم وبالتالي أسرع في توفير الطاقة للجسم.
-
مهمة للجهاز العصبي
كي يعمل الجهاز العصبي بكل كفاءة ويقوم بعمليات التفكير وإرسال الأوامر واستقبال المعلومات من باقي أعضاء الجسم يحتاج بشكل قطعي لوجود الجلوكوز، بالتالي لابد من تناول السكريات لتجنب تشوش الذهن ومشاكل التفكير.
-
تحافظ على نسبة البروتين بالجسم
عندما تقل نسبة الجلوكوز بالجسم عن النسبة الطبيعية اللازمة لأداء العمليات الحيوية، فإن الجسم يتجه لتكسير البروتين المتواجد في العضلات وتحويله لجلوكوز، بالتالي تسوء صحة الجسم بشكل ملحوظ، لذلك يجب الحفاظ على نسبة الجلوكوز ضمن الحدود المقبولة.
-
تساهم في التخلص من الدهون
يحتاج الجسم لحمض الأوكسالوأسيتك كي يتمكن من تكسير الدهون وتحويلها لطاقة، وهذه المادة تنتج عند تحليل السكريات، لذلك تناولها بكميات معقولة لازم خاصة عند إتباع حمية غذائية.
أضرار الإفراط في تناول السكريات
- الخطر الأكبر والأوضح من تناول السكريات بكثرة خاصة النشويات هو الإصابة بالسمنة، فالأمر لا يتوقف عند السمنة بل يمتد لعدة أمراض خطيرة أخرى مترتبة عليها، كمشاكل الضغط والقلب وارتفاع الكولسترول وخطر الإصابة بمرض السكري وغيرها، بالإضافة لضعف حركة الإنسان وإصابته بخشونة المفاصل ..إلخ، لهذا يجب أن تنتبه جيداً للكمية التي تحصل عليها يومياً من السكريات خاصة النشا، حاول أن تقتصد في تناول الأرز والخبز والسكر الأبيض، وأكثر من تناول الفواكه والألياف النباتية، فهي تمدك بالطاقة اللازمة للحفاظ على نسبة السكر في دمك دون أن تؤدي لانخفاضها أكثر من اللازم.