تربية طيور الكناري تجذب عدد كبير من الناس، ذلك بفضل ما يتميز به هذا الطائر من جاذبية، تمنحها له ألوانه الزاهية دائمة التألق، وما يضفيه على أي مكان يتواجد به من لمسة جمالية، وذلك الطائر الذي تعود أصوله إلى جزر الكناري، تربيته لا يمكن أبداً وصفها بالأمر اليسير، فـ تربية طيور الكناري تتطلب عناية خاصة، وتحتاج إلى توفير مجموعة من العوامل جميعها بالغ الأهمية، فترى ما هي تلك العوامل؟ وكيف يتم الاعتناء بطائر الكناري بشكل صحيح؟
نصائح خاصة بـ تربية طيور الكناري :
العامل على تربية طيور الكناري يحتاج لبعض الخبرة، يمكن اكتسابها بالقراءة في ذلك المكان، أو بسؤال المتخصصين وذوي الخبرة، وذلك لأن طيور الكناري غاية في الرقة وشديدة الحساسية، وهو الأمر الذي يتطلب معايير محددة للتعامل معها، بجانب العناية الفائقة التي يجب أن تُوفَر لها، ومن أمثلة ذلك :
1- إمساك طيور الكناري :
الحيوانات الأليفة أو الطيور المختلفة التي تربى بالمنال، يضطر مربيها من آن لآخر إلى الإمساك بها، وهذا إما للاستمتاع بذلك أو عند إطعامها أو حمومها، وفيما يخص تربية طيور الكناري يجب صرف النظر عن النوع الأول، وهذا لأن الكناري من الطيور المتسمة بالحساسية الشديدة، وذلك الكائن الضعيف الرقيق لن يحتمل العبث معه، لذا إن كان اقتناء قفص الطيور بغية تسلية الأطفال، فاختيار تربية طيور الكناري سيكون اختيار غير موفق بالمرة.. والطريقة الصحيحة للإمساك بطائر الكناري، تكون برفق ولطف وتجنب الضغط على جانبي الجسم، ويجب الحرص على أن يكون الذيل في وضع مستو، أما الرأس فتتم إحاطتها بأصبعي الوسطى والسبابة، وذلك لتجنب إفلات الطائر وفي ذات الوقت عدم الإضرار به، مع ضرورة تجنب الضغط ولو بسيط على جسم طائر الكناري.
2- طيور الكناري والروائح :
تربية طيور الكناري يجب أن تكون بعيداً عن الروائح النفاذة، فالتركيب الجسماني لها يتسم بالضعف والحساسية الشديدة، والجهاز التنفسي لطائر الكناري قد لا يتحمل اختلاط تلك الروائح، مما قد يلحق به أضرار صحية عديدة، لذلك وضع قفص طائر الكناري في موقع قريب من المطبخ مثلاً يعد خطأً بالغاً، فـ تربية طيور الكناري لابد أن تكون بعيداً عن الروائح والغاز، أيضاً الشرفات لا تعد موقعاً مناسباً لـ تربية طيور الكناري ،خاصة إذا كانت مُطلعة على شوارع رئيسية، إذ أن عوادم السيارات والروائح المنبعثة من الشارع ستهلك الطيور.
3- التهوية و تربية طيور الكناري :
ليست الروائح والغازات فقط هي ما تلزم المربي باختيار موضع معين لـ تربية طيور الكناري ،فالتهوية أيضاً من العوامل الهامة التي تؤثر سلباً وإيجاباً بهذا النوع من الطيور، وينصح الخبراء في ذلك المكان ومتخصصي الطب البيطري، باختيار موضع ذو تهوية جدية ومعتدلة في آن واحد، فإذا كانت الحجرة التي تحتوي القفص غير جيدة التهوية، فأن ذلك سيجعل من هلاك الطائر نتيجة محتومة، والأمر نفسه يتحقق إذا تمت تربية طيور الكناري في مهب التيارات الهوائية.
4- الاهتزاز خطر :
تحريك طيور الكناري قسراً هو من أخطر العوامل التي تؤثر عليها سلباً، وكان ذلك سبب تحذير خبراء تربية الطيور، من العبث بطائر الكناري ولمسه والإمساك بها بصفة متكررة، والنصيحة الثانية هي أن يتم وضع القفص في مكان ثابت نسبياً، بحيث لا يضطر المسئول عن تربية طيور الكناري لتغييره باستمرار، فهو لا يوضع على منضدة ولا بوسط الغرف، إنما يُفضل اختيار الموقع المثالي من البداية، والذي تنطبق عليه كافة الشروط اللازمة لـ تربية طيور الكناري ..كذلك يجب أن يكون موقع القفص على ارتفاع مناسب عن الأرض، إذ أن تعرض القفص للاهتزاز أو الخبطات العنيفة، سيكون له أثر سلبي على طيور الكناري خاصة في مرحلة وضع البيض، كذا يجب الامتناع عن وضع القفص على سطح مهتز، كوضعه أعلى الثلاجة على سبيل المثال.
5- الهدوء والنوم :
بالسؤال عن أصعب عامل يمكن توفير عند تربية طيور الكناري ، فمن المؤكد أن الهدوء سيكون هو ذلك الشيء، فهذا النوع من الطيور يحتاج إلى ساعات نوم تقدر بحوالي 8 ساعات، وعدم حصولها على القدر الكافي من النوم، سيؤثر بشكل سلبي على صحتها خاصة بالنسبة لصغار الكناري، والتي يعد النوم عاملاً هاماً ليتم نموها بشكل صحيح، لذلك يُنصح بانتقاء موضع القفص بمكان هاديء، بحيث يسمج للطيور بالنوم المستقر يومياً.
6- حوض الاستحمام :
أمراض الكناري أغلبها ينتج عن إهمال ذلك العامل، ألا وهو إزالة حوض استحمام الطيور فور استخدامه، فـ تربية طيور الكناري تلزم توفير المياه لها باستمرار، فالكناري تهوى الاستحمام وهو أمر صحي ومفيد لها، لكن الأهم هو إزالة ذلك الماء فور انتهاء الحموم، وذلك تجنباً لاستخدام طائر الكناري له كمشرب، فبانتهاء عملية الاستحمام يصير الماء محمل بالملوثات، التي أزيلت من جسم الطائر وتساقط بها، وبالتالي فأن تناول هذا الماء ينقل الجرثومات إلى الطائر ويُمرضه.
النظافة الدورية :
تربية طيور الكناري أو أي نوع آخر من الأحياء، يعتمد بصفة أساسية على التنظيف الدوري لمكان معيشتهم، فالطائر أو الحيون من المؤكد سيمرض إن أهملت نظافة محيطه، ولكن بالنسبة لـ تربية طيور الكناري فالأمر بالغ الأهمية، وذلك لأن تلك الكائنات تمتاز بالحساسية الشديدة تجاه الملوثات، وتتأثر بأقل قدر منها، مما يعني أن إهمال نظافة الموقع المحيط بها، قد يؤدي إلى إمراض الكناري أو إهلاكها تماماً، ولهذا ينصح خبراء تربية الأحياء بتنظيف القفص دوماً، ويُفضل أن يتم ذلك دون أن يتم هزه هزات عنيفة، والحل الأمثل لذلك هو الاستعانة بقطع الورق المقوى، حيث يتم فرش قاع القفص بقصاصة مناسبة الحجم من هذا الورق، وبصفة يتم استبدال المتسخة بأخرى نظيفة، أما عن معدل فعل ذلك فلم يحدده الخبراء بدقة، ولكن جرى العرف على أن يتم ذلك أسبوعياً، وبعض العاملين على تربية طيور الكناري يستبدلونه مرتين بالأسبوع.
التكاثر :
تكاثر الحيوانات الأليفة أو الطيور أمر يشغل المربيين دائماً، خاصة من يقومون بتربية الكائنات الحية بغرض الإتجار، وبعضهم يعتقد خطأ أن اقتران ذكر الطيور بإناثها هو أمر كاف لإتمام التزاوج، ومن ثم تضع الإناث البيض ويتم التكاثر، لكن الحقيقة أن كل نوع من الطيور له أسلوبه في إتمام تكاثره، والعامل على تربية طيور الكناري يجب أن يعي ذلك، إذ أن ذلك النوع من أنواع الطيور له نمط خاص وفريد في التزواج، ويفرض على مربيه الانتباه لمجموعة عوامل عند إتمامه، وهي :
التمهيد : وضع ذكر الكناري مع أنثاه مباشر بالقفص، خطأ شائع عادة ما يترتب عليه إفساد الأمر، بل وأحياناً يهاجم أحد الطيور الآخر، لكن الأسلوب الصحيح يفرض فصلهما في قفصين، ويتم وضع كلا القفصين في مواضع قريبة أو متقابلة.
الملاحظة : إذا حدث تآلف بين ذكر الطير والأنثى، فهناك مؤشرات ستعلم مربي الكناري بذلك، وهذه الدلالات أو الإشارات تتمثل في :
- بالنسبة للذكر : يصبح نشيطاً لا يكل ولا يمل من الحركة داخل قفصه، أما تغريد الطيور الذكور فيكون منتظماً ومتكرراً.
- بالنسبة للأنثى : فأنها تنشط عند سماع تغريد الذكر، وترد على تغريده بتغريدة واحدة متصلة تشبه الصفير.
الصحة : لإنتاج أفراخ كناري مثالية يجب مراعاة صحة الأبوين، فقبل إدخال الطائرين بقفص واحد بغية التزاوج، يجب ملاحظة عدم إصابة أحدهما بأي عيوب خلقية، ويجب أن تكون حركته نشيطة وجسده ممتليء، كذلك ريش الطيور يعتبر دلالة هامة على حالتها الصحية، فإذا كان الريش مزدهراً وكاملاً هذا مؤشر على استعداد الكناري للتزاوج.
الغذاء :
تربية طيور الكناري كتربية أي أنواع أخرى، تعتمد بنسبة كبيرة على طبيعة الغذاء الذي يقدم لها، فهو إما يساهم في تحسين صحة الطائر، ويُنتج عنه سلالات جيدة وقوية، أو قد يسبب إضاعفه وأحياناً يودي بحياته، وبالنسبة لـ تربية طيور الكناري وتغذيتها، والخضروات الورقية هي أفضل ما يمكنه تقديمه لهذا النوم، وبصفة خاصة خلال موسم التزواج، حيث المركبات التي يتضمنها ترفع من خصوبة ذكر الطائر، كذلك بعض أنواع الفاكهة تصلح كغذاء لطيور الكناري، ومنها التفاح والعنب اللذان يعتبرا من مفضلاته.. يجب تجنب إطعامه الخيار لأنه يصيبه بالإسهال وتقلصات المعِدة، كذلك الأغذية الحمضية تؤثر سلباً على صحة طائر الكناري.