يعتبر نبات الجنسنج أحد أشهر النباتات في عالم الطب البديل، بل ودخل حديثاً في الصناعات الطبية وتم عمل أدوية علاجية من خلاصته، فقد عُرف عنه منذ القدم قدرته على معالجة العديد من الأمراض وإمداد الجسم بالطاقة والحيوية اللازمة لممارسة أنشطته اليومية، بل ويستخدمه الرياضيون أيضاً في كثير من الأحيان بديلاً عن المنشطات كونه لا يُسبب أعراض جانبية عند استخدامه بشكل منظم دون إفراط، في هذا المقال سنلقي الضوء أكثر على نبات الجنسنج وفوائده وتاريخ زراعته ودخوله في الطب وعلاج الأمراض.
لماذا يعتبر الجنسنج أشهر النباتات الطبية وما فوائده؟
تاريخ الجنسنج
- عرف الجنسنج في بلاد شرق أسيا منذ ما يقرب من 7 آلاف عام مضت، وانتشر بشكل واسع في أجزاء عديدة من القارة، لكن تبقى الصين وكوريا من أهم الدول المنتجة له، خاصة وأن نوع الجنسنج المُنتج فيهما يُعتبر الأفضل على مستوى العالم أجمع، أما الجنسنج المُنتج في أمريكا وكندا يأتي في المرتبة الثانية من حيث الجودة.
- الجزء الذي يدخل في تصنيع العلاجات عادة يكون جذور النبات فقط وليس باقي أجزاءه، وتُستخدم في الطب البديل إما بتقطيعها وأكلها مباشرة أو إضافتها للأطعمة أو عمل شاي الجنسنج المعروف، كما يُمكن تجفيفه وسحقه ثم استخدام المسحوق بنفس الطريقة السابقة.
أصل كلمة جنسنج
- كلمة جنسنج مشتقة من الكلمة الصينية “رين شن” أو “جن شن”، ومعناها “جذر الرجل” نسبة إلى شكل جذر النبات الذي يبدو كأقدام الرجال، أما في اللغة الانجليزية فيُعرف بـ “بانكس” وهي كلمة مشتقة من اللغة اليونانية تعني “الشفاء الكامل” نسبة للدكتور اليوناني كارل لينيه الذي لاحظ استخدام النبات بشكل واسع في العلاجات الصينية.
الجنسنج في الطب البديل
- يُستخدم الجنسنج بشكل واسع في علاج العديد من الأمراض بالصين ودول شرق أسيا عموماً حتى اليوم، وذلك بتناوله طازج عن طريق الفم، كما يتم إضافته وخلطه مع العديد من المشروبات المنبه، لكن تأثيره يكاد لا يُذكر بسبب نسبته القليلة، وأحياناً يُستخدم في صناعة مستحضرات التجميل لكن تأثيره يكون معدوم أيضاً لنفس السبب.
الجنسنج في الطب الحديث
يدخل نبات الجنسنج في صناعة العديد من الأدوية وعلاج كثير من الأمراض في الوقت الحالي، وذلك بعد أن انتبه إليه الأطباء واكتشفوا قدراته المذهلة في العناية بجسم الإنسان وحمايته من أكثر الأمراض المزمنة، ويُمكن تلخيص فوائده ببساطة فيما يلي:
-
يُساعد على التركيز
يُستخدم نبات الجنسنج بصورته الطبيعية أو خلاصته المحضرة كيميائياً بشكل واسع في علاج مشاكل التركيز وتشتت الذهن، وذلك بتناول حبة واحدة تركيزها أقل من 200 ملجم كل يوم لعدة أيام حسب الحاجة، لكن في جميع الأحوال لا يجب أن تزيد عن 3 أسابيع متواصلة.
-
مفيد لمرضى السكر
هناك أكثر من دراسة تم عملها لتوضيح تأثير نبات الجنسنج على مرض السكر، فقد تم إعطاء عدد من المرضى جرعات محددة من نبات الجنسنج كل حسب وزنه ونوع مرض السكري لديه سواء كان النوع الأول أو الثاني، ولوحظ بعد حوالي 8 أسابيع تحسن ملحوظ في أداء خلايا بيتا المسئولة عن إفراز الأنسولين، كما تحسنت نسبة السكر والجلوكوز في الدم، بالإضافة لارتفاع نسبة الهموجلوبين وظهور تحسن عام في حالة المرضى.
-
يُخفف من مرض السرطان
مازالت الأبحاث جارية حول هذا الأمر، فقد ثبتت قدرته في علاج بعض أنواع السرطان بالفعل لكن على الحيوانات فقط، وحتى لم يُعطي النتائج المرغوبة على الإنسان بعد، ومازال الأطباء يبحثون في هذا الأمر لمعرفة السبب والتغلب عليه.
-
يحمي من أمراض القلب
عند غلي جذور نبات الجنسنج وتناولها كالشاي تُساعد بشكل كبير في خفض مستوى الدهون الضارة والكولسترول في الدم، بالتالي يُقلل من احتمالية تراكمها على جدران الشرايين فيحمي من مرض التصلب الشرياني والأزمات القلبية والذبحات الصدرية المترتبة عليه.
-
يمد الجسم بالطاقة
يُستخدم الجنسنج على نطاق واسع خاصة من قبل الرياضيين كمقوي ومنشط عام للجسم، وذلك لقدرته على رفع طاقة الإنسان ودرجة تحمله وتركيزه بشكل ملحوظ، لكن لابد من الانتباه عند تناوله، فالجرعات المفرطة أو الاستخدام لمدة طويلة قد يؤذي الجسم أكثر مما ينفعه!
-
يُعالج تساقط الشعر
تُستخدم جذور الجنسنج بعد سحقها أو غليها واستخدام الماء الناتج كعلاج لتساقط الشعر على نطاق واسع في دول شرق أسيا، فعند تدليك فروة الرأس بها بشكل يومي تُساعد على تحسين الدورة الدموية لبصيلات الشعر فتُقلل من تساقطه وتُحسن من مظهره وحيويته.
-
يحسن من كفاءة الجهاز المناعي
يُساعد الجنسنج على تحسين كفاءة الجهاز المناعي وقدرته على مقاومة الأمراض والفيروسات بشكل ملحوظ خاصة الأمراض المعدية كالبرد والأنفلونزا وغيرها.
أعراض الجنسنج الجانبية
- رغم فوائد الجنسنج إلا أن هناك بعض المحظورات على استخدامه بكثرة أو لمدة طويلة دون استشارة الطبيب، فيُمنع على المرأة الحامل تناوله دون أن ترجع لطبيبها أولاً تجنباً لأي مخاطر، كما يُمنع على مرضى السمنة لتأثيره الفاتح للشهية، ويحذر استخدامه لمرضى الضغط والقلب أيضاً، أو من يتناول أدوية مدرة للبول، أو مع أي أدوية أو أعشاب منبهة فقد يتعارض مع احدها ويُسبب مشاكل للجسم.
- في النهاية تناول كل شيء باعتدال جيد، فالجرعة الطبيعية المسموح بها تكون أقل من 200 ملجم ولأسابيع معدودة فقط، ويُستحسن ألا تتناوله دون استشارة الطبيب في جميع الأحوال.