أشكال الزهور من أروع المناظر الطبيعية التي يمكن مشاهدتها، نستمتع بالرائحة الذكية التي تنبعث منها وألوانها المبهجة، لكن الأمر المُحير هو سر تنوع واختلاف أشكال الزهور ،فالله -عز وجل- خلق كل شيء بمقدار وكل شيء لسبب، فترى ما السبب في خلق أشكال الزهور متعددة وما الفائدة التي تعود عليها من ذلك؟
سر اختلاف أشكال الزهور :
أشكال الزهور لا تمنحها فقط المظهر الجمالي البديع، بل أنها دوراً أكثر حيوية وأهمية ونفعاً للزهور، حيث أن أشكال الزهور من العوامل بالغة الأهمية التي تساهم في إتمام عمليات التلقيح.
أشكال الزهور وعملية التلقيح :
أشكال الزهور هي إحدى العوامل الظاهرة التي تساعدها في إتمام عملية التلقيح، خاصة بالنسبة للأنواع المسماه بالزهور حشرية التلقيح، فإذا تساءلنا لماذا ألوان الزهور متنوعة ومختلفة ؟، سنجد أن الإجابة هي: أن تلك الألوان تعمل كعامل جذب لأنواع محددة من الحشرات أو الطيور، والتي تقوم بدورها بنقل حبوب اللقاح من مآبر الزهور الذكرية إلى مياسم الزهور الأنثوية، ونتيجة ذلك الاتحاد تتولد بويضة مخصبة هي النواة الأولى لإنتاج زهرة جديدة من نفس النوع، أما إذا تساءلنا عن سر تنوع أشكال الزهور فسنجد أن هذا التنوع ما هو إلا عامل آخر يفيد في إتمام ذات العملية، إلا أن أشكال الزهور لا تشكل عامل جذب للحشرات كالألوان والروائح، إنما هي عامل يُسهل من مهمة الحشرة في نقل حبوب اللقاح ومن وإلى الزهور.. كيف؟
أشكال الزهور والحشرات :
بداية يجب الإشارة إلى أن التلقيح بدعم عوامل خارجية يتم بآلية ثابتة، إلا أنه رغم ذلك لا يمكن لأي حشرة نقل حبوب لقاح أي زهرة، إنما تعمل الزهور على جذب أنواع معينة من الطيور أو الحشرات المناسبة لنقل لقاحها، ويمكن للحشرات تمييز الزهور الملائمة لها من خلال ألوانها الزاهية، أما الزهور فتجذب الحشرات من خلال روائحها المميزة، وبعد أن يتم جذب وجلب الحشرات يحين دور أشكال الزهور في إتمام التلقيح، إذ أن أشكال الزهور تكون متوائمة مع قدرات الحشرات أو الطيور أو أي كائن يساهم في نقل اللقاح، فنجد أن أشكال الزهور التي تعتمد في تلقيحها على الطيور، تتميز بكون كؤوسها متخدة شكل القمع الغائر للداخل، وهذا لأن مناقير الطيور تكون قادرة على الوصول إلى حبوب اللقاح في عمق التويج، كما أن إخفاء حبوب اللقاح على هذا العمق يحميها من مختلف الحشرات والكائنات الأخرى، أما أشكال الزهور التي تعتمد في التلقيح على الحشرات الكبيرة فتكون بتلات الزهرة فيها مفلطحة وكبيرة، وذلك كي تتمكن الحشرة من الوقوف عليها والتصاق حبوب اللقاح بأرجلها ونقلها إلى إناث الزهور.
من أشكال الزهور :
بعد التعرف على حكمة الله من خلق أشكال الزهور بهذا التنوع والتعدد، يأن وقت التعرف على هذه الأشكال وكيف يمكن تمييزها، وقد قام علماء النباتات الزهور من حيث الشكل إلى :
الجرة : أشكال الزهور من هذا النوع تكون متخذة الشكل الكروي للجرار أو الأواني الفخارية، إذ تكون البتلات متكورة على نفسها في شكل كروي، وأعلاها يوجد الفم على هيئة فراغ دائري بوسطها.
الصحن العميق : هذا الشكل من أشكال الزهور الأكثر شيوعاً في مملكة النبات، وتكون البتلات أو أوراق الزهرة واسعة ونصف مقوسة.
النجمة : كما هو واضح من مسماه فأن أشكال الزهور من هذا النوع تكون نجمية أو متخذة طابع النجمة، حيث يتكون التويج مكون من أربعة بتلات متباعدة.
الشريطية : البتلة الشريطية من أكثر أشكال الزهور تميزاً وجمالاً، وهذه الزهور فردية أي أن أوراقها تتكون بتلة واحدة تتخذ شكل شبه مخروطي.
الصليبية : أشكال الزهور منها ما يتخذ هيئة الصليب، فهذا النوع من الزهور يتكون التويج الخاص به من أربعة بتلات كبيرة، كل منها تمتد في اتجاه من الاتجاهات الأربعة الرئيسية مكونة شكل الصليب.
البوق : هذا أيضاً من أشهر أشكال الزهور وأوسعها انتشاراً، فنجد من الزهور ما يتخذ هيئة الأنبوب المنحدر باتساع من الأسفل إلى الأعلى، مما يجعلها في النهاية أشبه بشكل البوق واسع الفم الضيق من الجانب الخلفي.