لعبة Grand Theft Auto وتعرف اختصاراً بأحرفها الأولى لعبة GTA .. هي واحدة من ألعاب الفيديو الشهيرة والمنتشرة حول العالم، وفي ذات الوقت تعد لعبة GTA هي اللعبة الإلكترونية الأكثر حظراً في العالم، أو على أقل تقدير لا يُسمح بتداولها إلا للبالغين (+18(.
لعبة GTA .. الأوسع انتشاراً والأكثر حظراً :
العجيب في الأمر هو إن العوامل التي صنعت نجاح لعبة GTA بمختلف إصدارتها هي ذاتها العوامل التي تسببت في حظر تداولها بأكثر من دولة، وتلك العوامل المزدوجة تتمثل في الآتي :
1- العالم المفتوح :
لعبة GTA تنتمي إلى مجموعة ألعاب الفيديو التي تعرف بمسمى ألعاب العالم المفتوح، أي تلك الألعاب التي يُفرض على ممارسها طريق معين أو مهما محددة، وإنما تعتمد على خلق عالم افتراضي متكامل، ويكون للاعب مطلق الحرية في التحرك في أي اتجاه والقيام بأي فعل في نطاق هذا العالم، ويعد ذلك العامل الأهم الذي يميز لعبة GTA عن غيرها من ألعاب الإثارة والتشويق، حيث يمكن للاعب الدخول إلى أي مبنى وركوب أي سيارة واستخدام أي سلاح.
وذلك العامل الذي يعد أبرز مميزات لعبة GTA ،في نظر العلماء هو أول العوامل التي تشكل خطورتها على النشء، وذلك لإن منح اللاعب مطلق الحرية في التصرف في نطاق العالم الافتراضي المتاح إليه، يعمل على إنماء الخيال المريض لدى الطفل، حيث تعدد الخيارات أمامه تجعله يتفنن في التخطيط للجرائم وتنفيذها والهرب بعدها.
2- العنف :
من عوامل الجاذبة للأطفال في لعبة GTA ما تتمتع به أحداثها ومراحلها المتعاقبة من إثارة وتشويق، حيث يكون على اللاعب خوض المخاطر والاشتباك مع العديد من الأفراد لإنجاز مهامه، ولكن في الوقت ذلك يرى علماء النفس والاجتماع إن ذلك أحد دوافعهم للمناداة بضرورة حظر اللعبة، إذ يعتبرون ألعاب الفيديو العنيفة أحد مسببات عدوانية الأطفال واتجاههم إلى العنف، بل وبعض الدراسات رأت أن تأثير ألعاب الفيديو العنيفة يفوق في ضرره التأثير الناتج عن مشاهدة أفلام السينما التي تتضمن مشاهد دموية، أو العروض التلفزيونية العنيفة مثل المصارعة الحرة وما يشابهها.
3- التأثير السلوكي :
من العوامل المساهمة في انتشار لعبة GTA وألعاب العالم المفتوح بصفة عامة، هو أن اللاعب يتوحد تماماً مع شخصية البطل، مما يزيد من اندماجه في أحداث اللعبة، وذلك عامل آخر تسبب في شهرة اللعبة وانتشارها وفي ذات الوقت كان سبباً من الأسباب التي دفعت العلماء للتحذير من مخاطرها.
فيرى علماء الاجتماع إن عقل الطفل مثل المغناطيس، وطوال الوقت يلتقط المعلومات والمفاهيم من كل شىء حوله، بما في ذلك الرسائل التي تحملها المواد التلفزيونية وأفلام السينما وكذا الألعاب الإلكترونية، وهنا يكمن خطر لعبة GTA في نظر العلماء، إذ يروا أن أحداث اللعبة بالكامل تدور في كواليس عالم الجريمة، والذي يعيش الطفل في داخله طيلة فترة لعبة، ويتعايش مع كافة تفاصيله بما في ذلك ارتكاب أبشع الجرائم مثل السرقة والخطف وجرائم القتل وغيرها، كما إن اللعبة تعرض عالم المجرمين السري بكل تفاصيله بما في ذلك ما يتركبوه من فواحش وأعمال منافية للآداب، ويرى العلماء إن سلوك الطفل قد يتأثر بسلوكيات أبطال لعبته المفضلة.
4- تزييف الوعي وقلب المفاهيم :
خطر لعبة GTA الأكبر في نظر علماء النفس والاجتماع، هو أن تلك اللعبة قد تتسبب في تزييف وعي الأطفال وإبدال مفاهيمهم، وإفساد القيم التي تسعى الأسرة والمدرسة إلى غرسها في نفوسهم، وذلك لأن الشخصية الرئيسية بكافة إصدارات اللعبة هي شخصية لص، ينضم لعصابة ما ويرتكب العديد من الأعمال غير المشروعة كي يكتسب ثقة العصابة، ويتدرج في المناصب بداخلها إلى أن يصبح قائداً لها.
فصناع اللعبة يظهرون المجرم في صورة البطل، ويصورن التعدي على الغير شجاعة وإقدام، كما إنهم الطفل كي يُنجز مهامه يضطر إلى إعاقة العدالة ومحاربة رجال الشرطة، ويرى علماء النفس والاجتماع إن ذلك قد يكون له عواقب وخيمة، خاصة وإن الأطفال في العمر المبكر يستقبلون كافة المعلومات باعتبارها مسلمات وحقائق.