تصدرت لعبة مريم محركات البحث خلال الأيام الماضية وكانت الحديث الشاغل للجميع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع فيس بوك وتويتر، حيث تسببت تلك اللعبة في إثارة الكثير من الجدل بين المستخدمين ولن نبالغ إن قلنا أنها تسبب في نشر الذعر بينهم.. ترى لماذا ؟ وما هي الأقاويل التي أشيعت حول لعبة مريم ؟
أسباب ارتياب المستخدمين من لعبة مريم :
أثير جدلاً واسعاً حول لعبة مريم والهدف منها ومدى الضرر المحتمل حدوثه حال ممارستها عبر الهواتف الجوالة، ومن أبرز العوامل التي تسببت في إثارة ذلك الجدال حول اللعبة ما يلي:
شبح الحوت الأزرق :
جزء من الجدل الذي أثير حول لعبة مريم كان ناتجاً عن تجارب اللاعبين السابقة مع بعض نسخ ألعاب الهواتف الذكية السابقة، التي أثيرت حولها الكثير من الشائعات في الدول العربية والعالم وفي مقدمتها اللعبة المعروفة باسم الحوت الأزرق والتي تتشابه كثيراً مع أسلوب لعبة مريم
كانت لعبة الحوت الأزرق تعتمد في تحقيق المتعة -بشكل أساسي- على التفاعل المباشر بين اللاعب وشخصيات اللعبة، عن طريق طرح الأسئلة أو توجيه اللاعب إلى القيام ببعض التصرفات، وقد أكدت بعض التقارير الصحفية أن لعبة الحوت الأزرق في إحدى المراحل طالبت المستخدمين بالانتحار، وقد تم تأكيد ذلك من قبل 150 لاعباً في دول مختلفة حول العالم، الأمر الذي دفع البعض لاعتبار لعبة مريم خطراً داهماً على حياة الأطفال ممن قد يستجيبون لطلبات اللعبة من هذا النوع.
التجسس والاختراق :
أصبحت الجرائم الإلكترونية في الآونة الأخيرة الأوسع انتشاراً بين مختلف أنواع الجرائم، يعد ذلك نتيجة طبيعية لانتشار الإنترنت ودخوله في مختلف المجالات.
تطلب لعبة مريم بيانات تفصيلية ودقيقة حول اللاعب حتى تسمح له بالولوج إلى التطبيق وممارسة اللعبة، من تلك البيانات الاسم الكامل وعنوان محل الإقامة، كما أنها خلال المراحل المتعاقبة تطرح عليه الكثير من الأسئلة التي تهدف للتعرف عليه عن قرب، وقد تسبب ذلك في ارتباك المستخدمين وشهورهم بشيء من الريبة، حيث انتشرت أقاويل مفادها أن اللعبة ما هي إلا برنامج تجسس الهدف منه جمع معلومات مفصلة عن الأشخاص وقد أعاد ذلك الأذهان إلى لعبة بوكيمون جو التي أثارت الجدل مؤخراً.
الأجواء المرعبة والمظلمة :
بعيداً عن افتراضات استخدام تطبيق لعبة مريم في التجسس على الأشخاص واختراق الحسابات المختلفة المفتوحة على الهاتف، فإن التربويين يرون أن اللعبة -في حد ذاتها- تمثل خطراً داهماً على سلوك الأطفال، حيث أنها تنتمي إلى نوعية الألعاب المظلمة التي تدور في أجواء مرعبة حول طفلة تائهة عن منزلها تطلب من اللاعب مساعدتها في البحث عنه.
يرى الخبراء أن لعبة مريم من ألعاب الفيديو التي تساهم في تنمية عدوانية الأطفال بسبب ما يسيطر عليها من ظلام ورعب، خاصة أن الألعاب المطروحة عبر منصات تحميل تطبيقات الهاتف لا تخضع لأي رقابة ولا يتم ترويجها وفق تصنيفات عمرية محددة، أي أن لعبة مريم متاحة للأطفال والبالغين على السواء.
استخدام اللعبة في التجسس الأمني :
من الأمور التي أشيعت حول لعبة مريم أيضاً وتسببت في زيادة حالة الجدل المثارة حولها، قول البعض بأن اللعبة قد تم تطويرها من قبل بعض الأجهزة الأمنية العربية، وذلك سعياً وراء جمع معلومات تفصيلية ودقيقة عن المواطنين، خاصة فيما يتعلق بالتوجهات الفكرية والسياسية لهم.
ساعد على رواج تلك الشائعة حالة الاضطراب التي تشهدها النسبة الأكبر من الدول العربية في الوقت الحالي، خاصة أن اللعبة في خضم الإثارة والتشويق تطرح على اللاعب سؤالاً مباشراً يتعلق برأيه حول الأزمة المثارة بين الدول العربية ودولة قطر وهو ما دفع البعض للاعتقاد أن بعض الأجهزة الأمنية تقف وراء ذلك.
جدير بالذكر أن مطور اللعبة وهو شاب يدعى سليمان حربي نفى كل النقاط المذكورة، وأكد أن الأسئلة التي تلقى على اللاعب الهدف منها تطوير أسلوب حوار شخصية مريم معه وجعله أكثر واقعية، كما أكد على أن كافة المعلومات المدخلة إلى تطبيق اللعبة يتم تشفيرها ولا يمكن لأي شخص بخلاف اللاعب الاطلاع عليها.