كامل كيلاني هو أحد أشهر وأبرز الأدباء العرب، وُلِد في القاهرة عام 1897م وتوفي في أكتور عام 1959م، وقد أثرى كيلاني المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الأدبية والكتب الهامة منها مذكرات الأقطار الشقيقة وكتاب ملوك الطوائف ومصارع الخلفاء وغيرها، ورغم تعدد أعماله وتنوعها فقد اشتهر كامل كيلاني بلقب رائد أدب الأطفال، فترى لماذا؟ وما إسهاماته البارزة في هذا اللون الأدبي؟
كامل كيلاني رائد لقب الأطفال :
استحق الأديب المصري كامل كيلاني عن جدارة لقب رائد أدب الأطفال الأول، وذلك لإسهاماته العديدة والمتميزة في هذا المجال الأدبي، والتي من أهمها الآتي:
الأسبقية :
أولى العوامل التي تشكلت منها أهمية الإنتاج الأدبي للكاتب كامل كيلاني هي الأسبقية، حيث أنه كان من أوائل من تنبهوا إلى أهمية إصدار مجموعة من القصص والمؤلفات الموجهة إلى الأطفال، حيث راودته الفكرة في أوائل عشرينيات القرن الماضي حيث رأى أن هواية القراءة من الهوايات المُكتسبة، أي أن الأفراد يكتسبونها مع الوقت بحكم العادة ونتيجة الاستمتاع بالكتب والتعلق بها، ولذلك لابد من تقديم محتوى يتناسب مع فئة الأطفال يجذبهم ويسهل عليهم استيعابه، وفي عام 1927م قرر كامل كيلاني إدخال أفكاره حيز التنفيذ فأصدر قصة الأطفال الأولى تحت عنوان السندباد البحري ثم توالت أعماله في نفس المجال الأدبي.
الأهداف التربوية :
جذب فئات الأطفال إلى القراءة لم يكن هدف كامل كيلاني الوحيد من أعماله الأدبية، بل كان يهدف إلى المزج بين المتعة والترفيه وبين القيمة الثقافية والتربوية، لهذا فأن من أهم العوامل التي ميزت الإنتاج الأدبي لكيلاني هو أنها احتوت على كم هائل من المعلومات المتنوعة ما بين معلومات تاريخية وعلمية وغيرها، وكان يحرص على إيصال تلك المعلومة إلى الطفل المتلقي بأسلوب سلسل وبسيط كي يسهل عليه فهمها واستيعابها.
أيضاً حرص كامل كيلاني من خلال أدب الطفل الذي تبناه على أن يساهم في تشكيل وعي الطفل وتقوييم سلوكه، حيث بعض قصص كيلاني أسلوب تربوي توجيهي، حيث سعى كامل كيلاني إلى ترسيخ مجموعة القيم الإسلامية والتقاليد العربية في نفوس الأطفال من خلال قصصه، كذلك عمل على الارتقاء بالذوق العام والحس الفني لدى الطفل، فكان يُصر على استخدام اللغة العربية الفصحى في قصصه للابتعاد بالطفل عن الألفاظ السوقية والمبتذلة وكذلك بهدف تأهيله وإعداده لفهم واستيعاب الكتب الأكثر جدية وعمقاً في مراحله العمرية التالية.
إحياء التراث الشعبي :
اعتمد كامل كيلاني في أدبه الموجه إلى فئة الطفل على التراث العربي والتراث العالمي، حيث استلهم مجموعة من القصص التي قدمها من الأساطير القديمة وقصص كتاب ألف ليلة وليلة وغيرها، حيث عمل كيلاني على إحياء التراث العربي وإعادة صياغته بصورة سهلة ومبسطة يمكن لعقل الطفل أن يستعبها ويفهم محتواها، كما أن من أهم العوامل المميزة لأدب كامل كيلاني هو أنه ساهم في الارتقاء بالجوانب الأخلاقية لدى الطفل ولكن بصورة غير مباشرة، أي دون أن يستخدام أسلوب خطابي مباشر أو أن يتقمص دور الواعظ.
التنوع الأدبي :
من أهم مواطن تميُز أدب كامل كيلاني أنه جاء متنوعاً، أي أنه قدم إلى الطفل وجبة أدبية وثقافية متكاملة حيث أن إنتاجه الأدبي لم يقتصر على القصة فحسب، بل أنه تنوع ما بين القصص والقصائد الشعرية، والتي حرص على أن يكون أسلوبها شبيهاً بالأسلوب الذي اتبعه في كتابة القصة من حيث بساطة الأسلوب وعمق المعنى، بجانب تضمينها العديد من القيم الدينية والتربوية.
الوصول إلى العالمية :
ريادة كامل كيلاني في مجال أدب الطفل لا تقتصر على مصر أو الدول العربية فحسب، بل أنه أحد أهم كًتاب هذا اللون الأدبي على المستوى العالمي، حيث تمت ترجمة قصصه الموجهة إلى الأطفال إلى العديد من اللغات الحية منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية بجانب اللغتين الروسية والصينية، وقد ألهمت مؤلفات كيلاني عدد غير قليل من كتاب أدب الطفل حول العالم.