قمر الدين من المشروبات المرتبطة بشهر رمضان المُعظم، والتي يتم تناوله مشروباً مخففاً بالماء أو مطهواً، والاعتقاد السائد إن تناول هذا المشروب هو أحد أشكال الاحتفال بالشهر الكريم، بينما الحقيقة إن أهمية قمر الدين تفوق ذلك بمراحل، وإنه ارتبط بالشهر الكريم لأسباب صحية، جعلت منه الغذاء الأمثل للإنسان بعد الانقطاع عن تناول الأغذية لعدة ساعات متواصلة.
فوائد قمر الدين :
مشروب قمر الدين له العديد من الفوائد الصحية التي جعلته منه مشروباً مثالياً في أيام الصيام، ومن بين تلك الفوائد ما يلي:
مصدر للطاقة :
من أهم الأسباب التي جعلت قمر الدين أحد المشروبات المرتبطة بشهر الصيام، هو إن ذلك المشروب يعد بمثابة أحد مشروبات الطاقة، ووفقاً للدراسات العلمية فإن 100 جرام فقط من ذلك العصير، تمد الإنسان بنسبة 8% من فيتامين ج و3% من فيتامين ب-1، هذا بخلاف ما يحتوي عليه من المعادن والسكريات، وبصفة عامة فإنه يمد الإنسان بنسبة 40% من إجمالي ما يحتاج إليه من عناصر غذائية التي يحتاج إليها، وبالتالي فهو مشروب مثالي بعد الانقطاع عن تناول الغذاء لعدة ساعات متواصلة.
مفيد للأمعاء :
ينصح خبراء التغذية دائماً بالبدء بتناول عصير قمر الدين أو التمر الممزوج باللبن عند الإفطار في شهر رمضان، وذلك لما لهما من تأثير إيجابي على الأمعاء والجهاز الهضمي، فقد كشفت الدراسات العلمية إن هذه الأغذية محفزة للمعدة، أي أنها تعمل على تهيئة الأمعاء لمزاولة نشاطها مجدداً بعد الصيام لعدة ساعات متصلة، كما إن قمر الدين يحفز إفراز العصارات الهضمية، مما يجعله أحد السبل الوقاية من تلقصات المعدة وعسر الهضم وما إلى ذلك من الاضطرابات الهضمية المختلفة، والتي تكثر الإصابة بها خلال الشهر الكريم بسبب العادات الغذائية الخاطئة.
فاتح للشهية :
ابتداءً من الأسبوع الثاني من شهر رمضان ومع الجسم على الصيام والانقطاع عن الطعام والشراب لأكثر من عشر ساعات، تكثر الشكوى من فقدان الشهية والرغبة في تناول الطعام، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، نتيجة افتقار الجسم إلى العناصر الغذائية اللازمة له، وكذا نتيجة انخفاض الحصة التي يحصل عليها الإنسان من الطعام، وهنا يأتي دور قمر الدين باعتباره أحد المشروفات المساهمة في فتح الشهية، وهذا من أهم الأسباب التي ربطت بينه وبين شهر الصيام، والتي دفعت خبراء التغذية للنصح بالابتداء به عن تناول وجبة الإفطار.
مفيد لمرضى فقر الدم :
مصابي فقر الدم أو الأنيميا أو نقص الحديد يمثل الصوم خطورة على حالتهم الصحية ويجعلها مهددة بالتدهور، ولهذا عليهم استشارة الطبيب المشرف على حالتهم الصحية قبل أداء فرض الصيام، وإن كانت حالتهم تسمح بذلك فعليهم الالتزام بتناول مشروب قمر الدين يومياً خلال الشهر الفضيل، وذلك لأن ذلك العصير يحتوي على نسب مرتفعة من العناصر الغذائية الهامة والضرورية لهم وعلى رأسها عنصر الحديد، وقد كشفت الدراسات إن كأس واحد من قمر الدين يعادل تناول 250 جرماً تقريباً من لحوم البقر، ولكن في ذات الوقت يحظر تناول قمر الدين أو على الأقل الإفراط في تناوله بالنسبة لمصابي مرض السكري، وذلك لإن ذلك المشروب يحتوي على نسب مرتفعة من المواد السكرية قد تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ بنسبة السكر في الدم.
مشروب مرطب :
أيضاً من أسباب ارتباط قمر الدين بالغذاء الرمضاني هو إنه من المشروبات المرطبة، فبعد الانقطاع عن تناول الطعام والمشروبات لعدة ساعات متواصلة، يكون الإنسان مصاباً بشبه جفاف ويكون في حاجة إلى تناول كم مناسب من السوائل لتعويض ما فقده منها خلال ساعات الصيام، وهنا يأتي دور هذا المشروب كمرطب يعوض الجسم عن السوائل التي فقدها، وفي ذات الوقت يساهم هذا العصير في ضبط حرارة الجسم الداخلية وترطيبه، ولتحقيق ذلك ينصح بتناول هذا المشروب مخففاً بالماء.