فارس بلا جواد هو مسلسل مصري تاريخي كوميدي من إنتاج عام 2002م، بطولة وتأليف محمد صبحي وإخراج أحمد بدر الدين كما شارك في بطولته جميل راتب وسيمون وخليل مرسي. يعد فارس بلا جواد من الأعمال الفنية القليلة التي أثارت جدلاً واسعاً وكان حديث الناس عند عرضه، وكان العمل الفني الأبرز والأوسع انتشاراً والأكثر متابعة في العام الذي عُرِض به، وحتى اليوم لا يزال يحظى بشعبية كبيرة وحلقاته تحقق نسبة مشاهدة مرتفعة على شبكة الإنترنت، وفي نظر الكثيرين هو العمل الأبرز في مسيرة بطله محمد صبحي ولا ينافسه إلا عمله الأشهر على الإطلاق يوميات ونيس.
لماذا أثار فارس بلا جواد موجة من الجدل؟
الجدل الذي أثير حول مسلسل فارس بلا جواد كان له العديد من الأسباب، من أبرزها الآتي:
بروتكولات حكماء صهيون :
أفرد صناع مسلسل فارس بلا جواد مساحة كبيرة لمناقشة بروتوكولات حكماء صهيون أو قواعد حكماء صهيون، وهي الوثائق التي تتضمن المخطط الصهيوني لغزو العالم والسيطرة عليه اقتصادياً ومن ثم التحكم في القرارات السياسية. يُقال إن تلك البروتوكولات قد وضعت للمرة الأولى في عام 1901م. بغض النظر عن حقيقة تلك الوثائق فإن المسلسل قد استعرض المخطط الصهيوني الساعي إلى تقسيم الدول العربية وزعزعة استقرارها بجانب العديد من القضايا السياسية الأخرى وأهمها رصده الحدود السياسية الحقيقية لدولة فلسطين، فكان ذلك سبب في إثارة الجدل حوله عالمياً.
الاعتراض الصهيوني :
اعترض الكيان الصهيوني على عرض المسلسل بزعم إن فارس بلا جواد يدعم مشاعر الكره بين الشعوب العربية ودولة إسرائيل المزعومة، وإنه يخالف قواعد السلام المبرم بين الحكومات العربية وإسرائيل، الأمر الذي رآه العرب تدخل سافر في شؤونهم الداخلية، حتى إن في بعض البلدان خرجت عدة تظاهرات إلى الشوارع تحذر من وقف عرض المسلسل، فلم يعد المسلسل في نظرهم مجرد عمل فني بلا صار بمثابة صفعة على وجه الصهاينة. كانت أبرز تلك التظاهرات هي المظاهرة التي شهدتها دولة المغرب بعدما قررت القناة المغربية الأولى وقف عرض المسلسل، كما أصدرت عِدة أحزاب سياسية بيانات تدعم مسلسل فارس بلا جواد مؤكدة إن وقفه جاء استجابة لطلب من الولايات المتحدة الأمريكية ورأوا إن ذلك تدخلاً في السياسة الأعلامية الوطنية.
حافظ نجيب .. من يكون؟
الشخصية الرئيسية في مسلسل فارس بلا جواد أيضاً كانت سبباً مباشراً فيما أثير حوله من جدال واسع، فشخصية حافظ نجيب التي جسدها محمد صبحي ضمن الأحداث هي شخصية حقيقية، لرجل مصري عاش في فترة الثمانينات وكان يمتلك العديد من المهارات أبرزها قدرته الفائقة على التنكر وتغيير هيئته، وقد استغل تلك المهارات في مكافحة الاحتلال الإنجليزي من خلال انضمامه لإحدى التنظيمات السرية. بينما هناك مصادر تاريخية أخرى ادعت إن حافظ نجيب كان محتالاً، وهذا التضارب في الآراء حول الشخصية الحقيقية أدى إلى إثارة الجدل حولها، وكان السؤال الأكثر ترديداً حينها هل القصة التي يستعرضها المسلسل قصة حقيقية أم إنها مجرد خيال؟، بينما قال النقاد بإن رسالة المسلسل أشمل وأعمق من أن تكون مجرد سيرة ذاتية لحافظ نجيب، فالعمل يناقش قضية أمة كاملة.
أزمة دبلوماسية :
كاد مسلسل فارس بلا جواد أن يتسبب في أزمة دبلوماسية بين الخارجية المصرية والخارجية الإسرائيلية، وذلك بسبب احتجاج بعض الجماعات اليهودية على ما ورد في المسلسل، وضغطهم على الحكومة الصهيونية لاتخاذ موقف رسمي منه، وهو ما دفع وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك بالقول بأن فارس بلا جواد يخالف اتفاقية السلام المعروفة باسم كامب ديفيد، إذ إن بنودها تحث على عدم التحريض على الكراهية بين البلدين، في حين قام احد الحاخامات بالمطالبة بسحب السفير الإسرائيلي من مصر وقطع العلاقات معها لحين وقف عرض حلقات فارس بلا جواد