غيرة الرجل ضمن أساسيات العلاقات بين الرجل والمرأة. والغيرة تعتبر دليل قوي على الحب. ولكن المشكلة أن غيرة الرجل تعتبر أحيانًا خطرة وذلك لطبيعة عنفوان الرجل في التعامل مع الحياة عمومًا. فالرجل عندما يغير على المرأة لن يبكي ولن يشتكي ولكنه غالبًا سيتعامل بطرق دفاعية. وفي المقابل أيضًا هناك نوع من السيدات يتعاملن بطريقة عدوانية أيضًا فيما يخص موضوع الغيرة. وخصوصًا لو كانت المرأة ترى زوجها جذاب. فهي غالبًا ستكون متفهمة جدًا أنه محط أنظار الكثير من النساء الأخريات وهذا يستفزها كثيرًا ويجعلها عدوانية مع أي امرأة أخرى تحاول أن تتعامل مع زوجها بشكل مباشر.
أسباب غيرة الرجل على حبيبته
ليس كل الرجال غيورين بطريقة هيستيرية. بل أغلبية الرجال طبيعيون ولا يميلون إلى اصطناع المشاكل وكلما كانت علاقة الحب قوية بين الرجل والمرأة كلما كان الرجل يثق في المرأة ولا يشك أبدًا بها. ولكن في المقابل هناك محفزات للغيرة تجعل الرجل أحيانًا يخرج من عباءة الثقة ويبدأ في الدفاع عن أنثاه كنوع من أنواع الدفاع عن النفس. ربما يكون الأمر غريزي. فحتى الحيوانات الذكور تتناطح على الإناث وتحافظ عليها من الذكور الأخرى. ولذلك يكون الأمر تلقائي غالبًا في هذه الحالات.
عندما يتقدم رجل أخر لخطبتها
في مرحلة الحب الحقيقي والتعارف وعمل العلاقات بين الرجل والمرأة. يكون لدى الرجل دافع حقيقي للزواج من المرأة. ويشعر أنه على بُعد بسيط من امتلاك حبيبته. ولذلك عندما يفاجئ أن هناك شخص أخر يحاول أن يخطف منه هذا الحب، ويفوز هو بهذه المرأة ويتزوجها، فهذا الأمر يؤجج غيرة الرجل جدًا ويجعله ثائر ويريد أن يفعل شيئًا لأجل أن يحافظ على حبه وعلى زواجه المستقبلي. أيضًا يرى الرجل في هذا الوقت أن هذا الشخص يتخطى حدوده مع الفتاة التي يحبها. على الرغم أنه لم يتزوجها بعد ولكن الرجل يحب أن يشعر بأن حبيبته تخصه هو فقط.
عندما يشعر أن الآخرين يرونها جميلة
الرجل الشرقي عمومًا لديه هذا النوع من الغيرة. حيث أنه يريد أن يحتفظ بجمال المرأة له فقط. وهذا من فرط الحب والرغبة في تملك الحبيبة وليس مجرد تضيق الخناق. فلا مانع بالنسبة للرجل أن تكون حبيبته جميلة. ولكن غيرة الرجل تشتعل عندما يلاحظ أن الآخرين يرونها جميلة أيضًا. ويبدأ في سماع أشخاص أخرين يمدحون جمالها. فهو حينها يشعر أن هناك خطر على حبيبته من كثرة الكلام الجميل وأنها من الممكن أن تنصاع لهذه الكلمات الجذابة من الآخرين. حتى لو كان يثق بها ولكنه لا يريد أن يسمع أحد غيره يمدحها في جمالها. ولا يريد أن يراها تنظر لغيره، لو أحدًا مدح جمالها. أما فيما يخص الحديث فلا مانع أن يكون الكلام في سياق الاحترام دون التطرق لجمال الحبيبة.
عندما تتكلم عن رجل أخر
الكثير من النساء تثير غيرة الرجل دون أن تدري عندما تتكلم عن رجل أخر أمامه بطريقة جيدة وبها مدح. حينها يشعر الرجل أن حبيبته ترى شخصًا أخر أفضل منه، مما يجعله يكره رأيها ولا يريد أن يسمعه من الأساس. فالرجل الطبيعي يريد أن يشعر أن كل ما يخص المشاعر والجمال والحب والزواج والخطبة، وكل ما يخص علاقة الأنثى بالرجل موجه نحوه هو فقط. هذه هي أنانية الرجال المعروفة. لذلك يفضل جدًا لأي فتاة مخطوبة عدم التحدث عن رجل أخر من الأساس في حضور خطيبها. ولو حدث فلا يجب أن تتطرق المرأة إلى الشكل أو الشخصية، ولكن فقط تتكلم عن فعل الرجل الذي تريد أن تشرح به فكرتها لا أكثر ولا أقل.
أسباب غيرة الرجل على زوجته
الرجل المتزوج يكون قد وصل إلى مرحلة أكبر من الثقة مع زوجته. لأنه عرفها بشكل أكبر وأكثر وضوحًا نتيجة الحياة سويًا. ولكن هذا لا يعني أن الزوج لا يغير على زوجته. بل على العكس، غيرة الرجل على زوجته تكون أقوى مما قبل الزواج. وهذا لأن الرجل يشعر بأن زوجته ملكًا له وهي بالفعل كذلك. مثلما يكون هو ملكًا لها أيضًا. مما يجعل الرجل يكره أن يتعدى أحد على أهم ما يملك.
الخوف على الزوجة
أحيانًا يخاف الرجل على زوجته لدرجة أنه يغار عليها من أي شيء. فهو يخاف أن يتعرض لها أحد في الطريق. أو أن يحدث لها موقف في الشارع غير متوقع يجعل الناس تنظر وتلتفت لها. يخاف أن يستغلها أي شخص كونها امرأة وليس لديها احتكاك بالواقع. كل هذه الهواجس تأتي في عقل الرجل وتترجم إلى غيرة. ولذلك الرجل الشرقي غالبًا يلازم زوجته في الطريق أثناء الذهاب والإياب. نوعًا من الاطمئنان عليها حتى لو كان هذا سيأتي على حساب راحته، ولكن الرجل يحب أن يطمئن أكثر من أن يرتاح.
عندما تتمادى الزوجة في التعامل مع رجل معين
أحيانًا عن غير قصد أو عن قصد، تتمادى الزوجة في التعامل مع رجل أخر غير زوجها. مما يجعل الزوج في قمة الشعور بالغيرة. ولأن الرجل لا يحب أن يشعر أن زوجته تتعامل بقرب مع رجل أخر، فغالبًا ستكون هناك مشكلة بينه وبين زوجته. ولا يفضل للزوجة هنا أن تقاوم الزوج لأن هذا سيشعل غيرة الرجل أكثر وسيجعله يرغب في أن ينتقم. ويبدأ في أن يشك في تصرفات زوجته بطريقة حقيقية نظرًا لأنها لا تريد أن تحترم مشاعر الغيرة له.
الفارق بين الغيرة المرضية والغيرة الطبيعية
هناك فارق كبير بين الاثنين، فالغيرة المرضية يكون لها أسباب كثيرة داخل الشخص نفسه سواء رجل أو امرأة، مثل انعدام الثقة في النفس أو الشعور بالنقص، الذي يجعل الشخص يشعر أنه غير مناسب لأي شخص أخر. مما يجعله يشعر بنوع من الدونية. وهذا يؤدي إلى الغيرة من أي شخص أخر يتعامل مع زوجته. لأنه يشعر من داخله أن هذا الشخص أفضل منه. وكذلك بالنسبة للمرأة الغير واثقة في نفسها. فهي تشعر أن أي امرأة قادرة على لفت أنظار زوجها بسهولة. أما الغيرة الطبيعة فهي مثلما ذكرنا أعلاه، لها مسببات حقيقة وتكون ناتجة من الشعور بالحب والتملك للشخص الأخر.
الفارق بين غيرة الرجل وغيرة المرأة
غيرة الرجل قوية ولكنها قليلة. بمعنى أن الرجل ليس من السهل أن يعبر عن غيرته بشكل مباشر، فهو حتى لو شعر بغيرة بسيطة يستطيع أن يكبح نفسه ولا يتفوه بالأمر. أما المرأة على العكس تمامًا، فهي كائن عاطفي والغيرة لديهن شعور طاغي وصعب ويجتاحهم بسرعة وصعوبة. مما يجعل غيرة المرأة أكثر ظهورًا وشيوعًا.
ختام
في كل الأحوال لا يجب على المرأة أن تثير غيرة الرجل عن قصد. فهناك نوع من السيدات يتعمدن إثارة غيرة الرجل. وهذا غير صحيح لأنه في الأخير سيؤدي إلى عدم الثقة في المرأة ويكسر الكثير من جسور التواصل بينهم.